إعلان

"احتلال أم مؤامرة؟".. تطورات أزمة "أجمل جزر العالم" بين اليمن والإمارات

02:30 م الأحد 06 مايو 2018

جزيرة سقطرى

كتبت- رنا أسامة:

فجّرت جزيرة "سقطرى" أزمة بين اليمن والإمارات، تصاعدت حِدّتها على مدى الأيام القليلة الماضية، على خلفية نشر الأخيرة قوات عسكرية ومدرعات في مطار الجزيرة اليمنية الواقعة بخليج عدن قرب السواحل الصومالية، ومنع مسؤولين حكوميين يمنيين من المغادرة.

وأفادت مصادر يمنية، أمس السبت، بأن الإمارات أرسلت خامس طائرة عسكرية مُحمّلة بأكثر من 100 جندي ودبابات وعربات إلى "سقطرى" بعد نشرها قوة عسكرية في الجزيرة الأسبوع الماضي، وفرض ما وصفه اليمن بـ"الحِصار المُطبق" على مطار الجزيرة ومينائها، إلى جانب السيطرة على أبرز المرافق السيادية في المحافظة.

وبيّنت المصادر، وفق تقارير يمنية، أن القوة الإماراتية وصلت إلى الجزيرة على متن 3 طائرات حربية وسفينة مُحمّلة بالأسلحة الثقيلة "بشكل مفاجئ ودون إبلاغ اليمن"، ومنعت وفد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر من المغادرة.

جاء ذلك بعد يومين من وصول بن دغر وعدد من أعضاء حكومته إلى الجزيرة، في زيارة تستمر عدة أيام، من أجل افتتاح عدد من المشاريع التنموية.

ما هي جزيرة سقطرى؟

1

هي عبارة عن أرخبيل ( 4 جزر رئيسية): "سمحة، ودرسة، وعبد الكوري، وسقطرى"، فضلًا عن 3 جزر صغيرة ويقطنها نحو 60 ألف نسمة. وتبعد 350 كيلومترًا عن شبه الجزيرة العربية.

عُرِفت منذ القدم كمركز مهمة لإنتاج المواد التي كانت تستخدم في طقوس ديانات العالم القديم مثل اللبان والبخور.

وارتبطت سُقطرى التي تُعد أكبر الجزر العربية قديمًا بمملكة حضرموت وفي مرحلة الاستكشافات الجغرافية احتلها البرتغاليون ثم البريطانيون.

وتميزت بموقعها الفريد الذي وفر لها تنوعا كبيرا في الحياة النباتية، وصُنّفت عام 2008 ضمن مواقع التراث العالمي، وأُطلِق عليها لقب أكثر مناطق العالم غرابة، كما اعتبرتها صحيفة نيويورك تايمز عام 2010 "أجمل جزيرة العالم".

تدخّل سعودي

في محاولة لاحتواء الأزمة اليمنية الإماراتية، أرسلت السعودية لجنة مكوّنة من مسؤولين عسكريين إلى "سُقطرى" رافقتها قوة عسكرية، وصلت يوم الجمعة إلى مطار الجزيرة.

وأعلن بن دغر، الجمعة، أنه بحث مع وفد سعودي، في حديبو، عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى، التوتر الذي نشب في سقطرى وأسبابه، دون أن يوضح طبيعة ذلك التوتر.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ نيو"، التابعة لنظام الرئيس المُعترف به دوليًا، عبدربه منصور هادي، أن بن دغر "استقبل رئيس اللجنة السعودية المُكلّفة بالاطلاع على أوضاع الجزيرة وتفقّد أحوالها في كافة المجالات، والاستماع إلى الحكومة والسلطة المحلية حول ما حدث في الجزيرة مؤخرا".

وكتب بن دغر، عبر تويتر: "بحثنا مع اللجنة السعودية سبل إزالة هذه الأسباب استنادًا للأهداف والمبادئ التي قام عليها التحالف العربي بقيادة المملكة ومساهمة فاعلة من دولة الإمارات في مواجهة الحوثيين، وكيفية الحفاظ على هذا الإطار الحاكم للعلاقة الأخوية والاستراتيجية".

2

وبحسب بن دغر، تم إبلاغ الوفد السعودي وممثل الإمارات أن الحكومة اليمنية حريصة على الحفاظ على علاقات قوية تعزز التحالف العربي، وتضفي قدرًا من الثبات والاستمرارية والتعاون بين اليمن والإمارات في مواجهة الانقلاب الحوثي والأطماع الإيرانية في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، أكد بن دغر أنه "برغم ما يشوب العلاقة بين الشرعية والأشقاء في الإمارات، لكن المصلحة العليا للبلدين ولدول التحالف تفرض مزيدًا من التعاون يراعي حقوق ومصالح شعوب دول التحالف، لأن ذلك يخل بأهداف التحالف، ويمزق جبهة الحلفاء، ويؤجل النصر على العدو".

تعليق إماراتي

تزامنًا مع التدخل السعودي لحلحلة الأزمة، ردّ وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على ما يحدث مُستنكرًا "اكتشف البعض جزيرة سقطرى مؤخرًا ومن باب الطعن في التحالف العربي والإمارات".

وكتب قرقاش، عبر تويتر، الجمعة: "لنا علاقات تاريخية وأسرية مع سقطرى وأهلها، وفِي محنة اليمن التي تسبب فيها الحوثي سندعمهم في استقرارهم وطبابتهم وتعليمهم ومعيشتهم".

3

وتواجدت الحكومة اليمنية في الجزيرة منذ نهاية أبريل الماضي، وقبل وصولها تظاهر العشرات من السكان ضد الوجود الإماراتي الذي اعتبروه "احتلالًأ".

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، ألقى الوجود الإماراتي في الجزيرة بظلاله على العلاقات بين البلدين. وقالت الصحيفة إن الإمارات تعزز وجودها في الجزيرة من خلال بناء قاعدة عسكرية ومركز اتصالات استخباراتي وإجراء تعداد للسكان كما أنها "تغازل" سكان سقطرى بتوفير إمكانية السفر جوًا مجانًا لهم لأبوظبي للحصول على الرعاية الصحية وفرص العمل.

وفي وقت سابق من العام الجاري، دعت وزارة السياحة اليمنية الإمارات للتوقف عن تدمير سقطرى وإفساد مواردها الطبيعية.

ردّ يمني

وصفت الحكومة اليمنية ما أقدمت عليه الإمارات في جزيرة سقطرى بأنه "مفاجئ وغير مبرر"، مؤكدة أنه لم يطرأ جديد في وضع الجزيرة، بحيث يستوجب سيطرة الإمارات على المطار والميناء هناك.

وقالت في بيان صادر عن مجلس الوزراء، أمس السبت: "فاجأتنا الأحداث بما لم نتوقعه، وصلت الحكومة إلى سقطرى يوم السبت الموافق 28 أبريل 2018 في زيارة رسمية لأيام، وقد استقبل أهالي محافظة أرخبيل سقطرى رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له استقبالًا حارًا عكس دفء المشاعر الأخوية الصادقة بين اليمنيين، وخاصة في الأزمات".

4

وعرضت الحكومة في البيان تسلسلًا للأحداث منذ وصول أول طائرة عسكرية إماراتية للجزيرة وحتى السيطرة على منافذ المطار هناك. وعزت التطورات الأخيرة إلى "الخلاف بين الشرعية والأشقاء في الإمارات، ولم يطرأ جديد في وضع الجزيرة السياسي والعسكري الذي يستوجب السيطرة على المطار والميناء".

ودعت السعودية والإمارات إلى دراسة ما حدث ويحدث في سقطرى، باعتباره "انعكاسًا لخلل شاب العلاقة بين الشرعية والأشقاء في الإمارات"، مؤكّدة أن تصحيح هذا الوضع يقع على عاتق الجميع.

جدل خليجي

في خِصم الأزمة الإماراتية اليمنية، دار جدل خليجي واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بين ما وصفه البعض بالحملة المُغرِضة التي تروّج بأن أبوظبي تستغل الجزيرة اليمنية، وآخرين يصفون ما يحدث في سُقطرى بأنه "احتلال".

وحظي هاشتاج #الامارات_سند_سقطري بتفاعل كبير في عدد من دول الخليج. كما حصد هاشتاج #سقطرى في أكثر من 13 ألف تغريدة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وناشد المتفاعلون السلطات الإمارتية بالعمل الحثيث لكشف ما اعتبروه مؤامرة تُحاك ضد بلادهم، داعين في الوقت ذاته للابتعاد عن الفتن والشائعات التي تسعى إلى بث الفرقة بين الشعب الإماراتي واليمني.

ورأى مُغرّدون خليجيون أن مثل هذه الحملات تهدف إلى تشويه دور التحالف العربي بقيادة السعودية، في اليمن وللتشكيك في جهوده في إنقاذ اليمن من الحوثيين والأجندات الإيرانية، وفق قولهم.

فيما أطلق مغردون يمنيون هاشتاج #الامارات_تحتل_سقطرى، أعربوا من خلاله عن غضبهم من التواجد الإماراتي في سقطرى واعتبروه محاولة للسيطرة التامة على الجزيرة وللاستفادة من خيراتها الطبيعية. كما تداول البعض صورًا قالوا إنها تظهر انتشار قوات ومدرعات إماراتية في الجزيرة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان