بوتين ودوتيرتي وكيم جونج أون... القتلة الذين يحبهم ترامب
كتبت- هدى الشيمي:
أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين الماضي، بتصريحات مُسيئة للمهاجرين أحدثت ضجة كبيرة، إذ قال أمام الصحفيين والمراسلين إن هؤلاء الأشخاص ليسوا بني آدمين ولكنهم حيوانات، ولكنه تراجع عن هذه التصريحات موضحًا أنه كان يقصد عصابات الإجرامية التي تهرب المهاجرين غير الشرعيين.
أوضح ترامب أن تلك العصابات تقوم بعمليات اختطاف وضرب واغتصاب وطعن وتشويه وذبح، في محاولة لنشر الخوف بين المهاجرين غير الشرعيين، ثم كرر هذه التصريحات مرة أخرى، أمس الأربعاء، خلال زيارته لونج أيلاند، مؤكدا أن العاملين في هذه العصابات حيوانات.
وترى مجلة سليت الأمريكية أن ترامب يكرر هذه التصريحات التي أغضبت كثيريين وندد بها الديمقراطيون، لأنه يريد أن تحدث هذه المعركة، فهو يريد أن ينزل الليبراليون في الشوارع يحتجون على هذه التصريحات المُسيئة، لأنه يعلم أنه سيفوز في هذا القتال، لأن أعضاء هذه العصابات ما هم سوى مجموعة من القتلة والمغتصبين والمدافع عنهم سيكون مثلهم.
ومع ذلك، ترى المجلة أن ما لا يريد ترامب التحدث عنه هو حبه للقتلة والمجرمين، ولكن ليسوا هؤلاء الذين يديرون عصابات او يسيطرون على بعض الأحياء، فهو يحب القتلة الذين يحكمون شعوباً ويسيطرون على بلدان بأكملها.
فعلى سبيل المثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يحكم بلاده بقبضة حديدية. تقول المجلة إن بوتين سمم معارضيه، وأمر باغتيال العديد من الصحفيين واسقاط طائرات ركاب، وقصف مباني وكان له يد في الجرائم التي حدثت في الشيشان وسوريا، ولكن ترامب لا يبالي.
خلال الحملة الانتخابية للرئاسة عام 2016، تجاهل ترامب سؤال حول عمليات الاغتيال والقتل التي يقوم بها بوتين، وقال "إنه قائد عظيم، على عكس قائدنا" في إشارة إلى سلفه باراك أوباما الذي استغل كل الفرص للهجوم عليه والتأكيد على فشله وقصور إداراته في تحقيق مصالح بلاده.
وأعاد الإعلامي الأمريكي بيل أورايلي الاسئلة المُتعلقة بكون بوتين قاتلاً على الرئيس الأمريكي، في مقابلة أجراها معه العام الماضي، فرد عليه قائلاً: "لدينا الكثير من القتلة.. هل تعتقد أن بلدنا بهذه البراءة؟".
وتجمع الرئيس الأمريكي علاقات جيدة مع نظيره الفلبيني رودريغو دوتيرتي، والذي يشن حربًا دموية على تجارة المخدرات، ما تسبب في مقتل أكثر من 12 ألف شخص من بينهم الأطفال، وفق تقديرات منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية.
وقال دوتيرتي، منذ عامين، إن الزعيم النازي أدولف هتلر قتل 3 مليون يهودي، ويوجد في بلاده 3 مليون مُدمن مخدرات سيكون سعيدًا إذا قضى عليهم أيضًا.
ورفض الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الالتقاء بدوتيرتي، وألغى اجتماعًا رسميًا كان من المفترض أن يجمعمها، على عكس ترامب الذي التقى به العام الماضي، وأخبره في مكالمة هاتفية جمعت بينهما إن سلفه أوباما لم يفهم أهمية وضرورة هذه الإجراءات القاسية التي يستخدمها في حكم بلاده، وقال له: "أنا فقط أريد تهنئتك لأني سمعت انك تقوم بعمل رائع فيما يتعلق بمسألة المخدرات".
ويدير الرئيس الصيني شي جين بينغ حكومة تقوم بقمع المعارضة بقسوة، وتعدم السجناء دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وفقا لتقارير صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2017، وتوفي نشطاء حقوقيون وسياسيون في السجون الصينية، وبعضهم توفي جراء التعذيب والضرب المُبرح.
وأعرب ترامب عن إعجابه بعمليات الإبادة الجماعية التي حدثت في الماضي، وتقول المجلة إنه قبل عامين وفي تجمع حاشد خلال حملته الانتخابية استخف بمدى وحشية المذبحة الكيماوية التي قام بها العراقيون في حق الأكراد، وفي إحدى المناظرات أعرب عن استيائه لمقتل الزعيم الليبي مُعمّر القذافي.
ومنذ حوالي عامين، كتب مقولة للفاشية الإيطالي موسوليني في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، والمتهم بالكثير من عمليات الإبادة والانتهاكات والجرائم الانسانية.
ويسعى ترامب الآن لحل الأزمة مع كوريا الشمالية، ويعمل جاهدًا على نجاح قمته التاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، والمتهم بارتكاب جرائم في حق شعبه.
وكشفت تقارير هيومن رايتس ووتش أن النظام الكوري الشمالي يملك أسوأ سجل حقوق انسان في التاريخ، ويحدث في سجونه جرائم تعذيب واغتصاب واجهاض بالإكراه، وتجويع يقود إلى الموت.
لم يهاجم ترامب عصابات تهريب المهاجرين غير الشرعين لأنهم عنيفين وقتلة، ولكنه يفعل ذلك لأنهم هدفًا سهلاً، فهم أضعف وأصغر من مساعدته أو إيذائه، وتقول المجلة إن ترامب يحاول تطبيق سياسته المتعلقة بالمهاجرين غير الشرعيين عن طريق الربط بين الهجرة ورهاب الجريمة والخوف من العنف.
وترى المجلة الأمريكية إن ترامب لما كان تحدث عن العصابات بهذه اللهجة القاسية إذا كانوا يسيطرون على حكومة السلفادور ويخدمون مصالح الولايات المتحدة، أو يخدمون مصالح ترامب السياسية والمالية، كما يفعل حلفاؤه في روسيا والصين والسعودية، لذلك يغض الطرف عما يفعلوه من انتهاكات.
والمشكلة هنا تتمثل في أن ترامب لا يرى الأشخاص الذين يعتمدون على القتل والاغتصاب حيوانات، ولكنها تكمن في أنه مُعجب بالطرق التي يستخدمونها، مادامت مُفيدة وتعبر عن قوتهم. وتقول المجلة إن هؤلاء الأشخاص الذين يتعامل معهم ترامب كالحيوانات ضحايا القادة الذين يبجلهم ولا يتوانى في التعبير عن مدى حبه لهم.
فيديو قد يعجبك: