إعلان

انتظارا لتشييد الجدار :بؤس وقمع عند الحدود الأمريكية المكسيكية

11:41 ص الأربعاء 23 مايو 2018

مياه نهر تيخوانا الملوثة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سان دييجو - (د ب أ):

قبل أن يتدفق نهر تيخوانا إلى المحيط الهادئ مباشرة ، فإنه يتخذ منعطفاً. وعند هذه النقطة ، القريبة من الطرف الغربي للحدود الأمريكية المكسيكية ، يحمل النهر الصغير والذي تفوح منه رائحة كريهة كل شئ يتخلص منه سكان المدينة المكسيكية التي تحمل الاسم نفسه، من إطارات قديمة ، وزجاجات بلاستيكية منبعجة ، وأحذية و خرق.

الأكواخ المغطاة بأغطية بلاستيكية تأوي الاشخاص الذين يعيشون على الضفة المكسيكية للنهر ، والتي يمكن رؤيتها من الجانب الأمريكي.

وينظر أحد افراد دورية تابعة لحرس الحدود الأمريكي ، يرتدي زياً أخضر ، إلى قناة تصريف جافة حيث استقر العديد من هؤلاء المبعدين - المعروفين باسم "ديبورتادوس" . و تتمثل مهمة فرد حرس الحدود في إلقاء القبض على الأشخاص الذين يحاولون عبور الحدود بشكل غير قانوني.

وتم إعادة اولئك الاشخاص الذين يعيشون في المنطقة الحدودية ، لكنهم لم يستطيعوا بدء حياة جديدة في المكسيك ، وانتهى بهم المطاف بالاقامة على الحدود.

و كريستوفر هاريس51 عاما ،وهو فرد آخر في قوة حرس الحدود، يعمل في صفوف هذه القوة منذ 21 عاما. كان أقاربه بالمصاهرة مهاجرين غير شرعيين من المكسيك ، لكن زوجته صوتت لصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2016.

وهاريس نفسه يمثل المجلس الوطني لحراسة الحدود ، وهو نقابة عمالية ،تساند ترامب علنا. ومع ذلك ، أضاف هاريس أنه لا يوافق دون قيد أو شرط على كل ما يفعله الرئيس.

ويحدد خط أصفر والأسوار الحدود. وتعتبر هذه الحدود ،التي تمتد لمسافة ما مجموعه 3144 كيلومترًا بين براونزفيل في ولاية تكساس وسان دييجو بولاية كاليفورنيا ، موضوع نقاش حاد منذ عام 2015 على الأقل ، عندما اتهم ترامب أولاً المكسيك بإرسال المغتصبين ومهربي المخدرات والمجرمين إلى الولايات المتحدة وأعلن عن خطط لبناء جدار حدودي.

وقد تم بالفعل تأمين حوالي 1130 كيلومترا من الحدود من خلال إقامة حواجز وأسوار ، العديد منها مصنوع من الحديد الذي صدأ. وقد تم دعم الأسوار الاحدث المصنوعة من الصلب بوضع أسلاك شائكة.وبعض المناطق بها حواجز مزدوجة ، في حين تمنع مناطق اخرى دخول السيارات فقط..

لا يعمل هاريس اليوم ، لكن نقابته ارسلته ليطلع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ومجموعة من المواطنين على طبيعة وظيفته ،وهى حماية الحدود. وهو يتحدث عن العصابات المكسيكية ، التي تكسب الكثير من الأموال نظير تهريب البشر عبر الحدود ، وعرض صوراً على هاتفه المحمول لبعض أفراد العصابات الذين ساعد في القبض عليهم.

في مشهد من التلال القاحلة ، يقوم أشخاص مثل هاريس بدوريات في الطرق المرصوفة بالحصى في سياراتهم ذات اللونين الأخضر والأبيض مع انزال النوافذ الزجاجية ، لفحص الأرض بحثًا عن آثار أقدام محتملة.

وقد يقضون ساعات أيضاً في البحث عن مخابئ في الأدغال.

وقال هاريس إنه عندما بدأ العمل هنا منذ عقدين ، كانت منطقة الحدود خارج نطاق السيطرة تماما، وكان بإمكانه هو وزملاؤه اعتقال العشرات من المهاجرين في ليلة واحدة.

وأضاف : "عندما جئت إلى هنا منذ 20 عاماً ، كان يتم إطلاق النار علينا في كثير من الأحيان ، وكان هذا امرا منتشراً جداً. وقد طُلب منا عدم الإبلاغ عنها ما لم تصب أو تتضرر سيارتك. كان الأمر شائعاً جداً".

وفي حقبتي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ، كانت حدود سان دييجو واحدة من المناطق الأكثر جذبا للعبور إلى الولايات المتحدة. وينعكس مستوى النشاط هناك في إحصاءات حول عدد الاعتقالات في المنطقة: ففي عام 1992 ، تم احتجاز أكثر من نصف مليون شخص هناك ، وفقا لوكالات إنفاذ القانون والجمارك وحماية الحدود الامريكتين.

وشيد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ، وهو ديمقراطي ، أول سياج حدودي من عام 1994 فصاعدا. واستمر اتخاذ تدابير لتحصين الحدود منذ ذلك الحين ، تحت حكم سلف ترامب ، باراك أوباما.

وسعى ترامب إلى الحصول على 25 مليار دولار من الكونجرس من أجل أمن الحدود بما في ذلك تشييد الجدار ، لكنه حصل على 6ر1 مليار دولار فقط..

ومن أجل رؤية النماذج الثمانية للجدار المخطط له من جانب ترامب و التي قامت باعدادها الشركات ونصبتها ، من الأفضل العبور إلى المكسيك ، حيث يمكن للجميع رؤيتها بوضوح.

وتم طلاء نموذج واحد باللون الأزرق ، في حين أن اثنين آخرين بهما فتحات للنظر من خلالها.

وقطع الجدار تتناقض بشكل صارخ مع السيارات المهشمة ومقصورات الشاحنات المتناثرة على الجانب المكسيكي من الحدود.

وفي هذه المساحة ، تقوم مركبة باللونين الأخضر والأبيض بدوريات في تلال كاليفورنيا.

وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتبر الجدار فكرة جيدة ، أجاب هاريس بقوله إن الشيء الرئيسي بالنسبة له هو أن يكون قادرا على النظر عبر الحدود.

وقال "هل سيكون الجدار شيئا جيدا ورائعا ؟ نعم ، بالتأكيد. لكن ما رأيك ، هل يتعين تمديد هذا الجدار وتضع بعض الأسلاك الشائكة عليه ؟" .

وذكر هاريس: "لا أكترث بشكله ، طالما أنه يمكن الرؤية من خلاله " ، مضيفًا: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على رؤية ما يسعى خصومنا لعمله ".

لمشاهدة مسلسلات رمضان 2018 قبل أي حد..

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان