إعلان

خطة أمريكا البديلة لمواجهة إيران: اضغط على الداخل يتراجع النفوذ بالخارج

10:11 م الأحد 20 مايو 2018

وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو

كتب – محمد الصباغ:

من المقرر أن يعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن خطة الإدارة الأمريكية البديلة من أجل مواجهة إيران، والتي يعتبرها بعض المنتقدين "تعجيزية" أو بعيدة المنال.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية، اليوم الأحد، أن الخطة (ب) تهدف إلى صناعة تحالف دولي من أجل الضغط على إيران حتى تدخل في مفاوضات حول "إطار أمني جديد" يتخطى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى.

وقال برايان هوك، مدير التخطيط بوزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن في حاجة إلى إطار عمل جديد من أجل مواجهة التهديدات الإيرانية. وأضاف يوم الجمعة: "يشمل ذلك "مجموعة من الأشياء حول برنامج طهران النووي –صواريخ، وتكنولوجيا صناعتها، وأيضًا دعمها للإرهابيين، وأنشطتها العنيفة التي تغذي الحروب الأهلية في سوريا واليمن".

لكن بحسب "سي إن إن" هناك عدد من المسؤولين والدبلوماسيين السابقين ومعهم محللين، شككوا في فرص حدوث ذلك وفي رغبة الإدارة الأمريكية الحالية في التحرك بدبلوماسية مع طهران.

ويقول روبرت إينهورن، مسئول سابق بالخارجية الأمريكية: "اتفاق أكبر وأفضل هو حلم بعيد المنال". وأضاف في ندوة بمعهد بروكنجز حول إيران أن "الأهداف الحقيقية ليست اتفاق أكبر وأفضل، بل وضع ضغط كبير على إيران" لإضعاف حكومتها.

وتابع حديثه "والهدف غير الخفي لعدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية هو تغيير النظام".

وصرح مسؤولون أمريكيون بأن البيت الأبيض يهدف إلى تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة عبر حملة ضغوط كبيرة. لكن مقربين من الإدارة، بحسب "سي إن إن"، قالوا إن الهدف الأبعد من الخطة الجديدة التي من المقرر أن يطرحها بومبيو ستختلف بحسب من يتحدث عنها في الإدارة.

فمسؤول كمستشار الأمن القومي جون بولتون سيكون سعيدًا بالضغط على إيران في حملة تنتهي بتغيير النظام في طهران، بينما بومبيو ينتمي إلى معسكر يشعر أن الإطاحة بالنظام أمر بعيد إلى حد كبير، وذلك بحسب تصريحات مصدر مطلع بوزارة الخارجية.

وأضاف هذا المصدر والذي تتطابق حديثه مع مصادر أخرى، إن حملة الضغط على إيران قد تجعلها تنسحب من بعض الأنشطة الإقليمية في سوريا واليمن وأماكن أخرى، وتبدأ التركيز على الاستقرار الداخلي.

لكن محللون صرحوا لـ"سي إن إن" موضحين أن قرر انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، بجانب النهج الذي يتبعه الرئيس دونالد ترامب نحو أوروبا، يعني أن العقوبات على إيران ربما لا تكون مؤثرة.

وتتطلب حملة ضغط كبيرة على إيران تحالف موحد، ويرغب في ذلك المسئولين الأمريكيين. لكن روسيا والصين بشكل خاص لن تساعدا في اتفاق نووي جديد مع إيران، وعبرتا الدولتان عن استياءهما من القرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي.

كما جعل قرار الانسحاب حلفاء ترامب الأوروبيين في حالة غضب، وخصوصًا بعدما أكد الرئيس الأمريكي أن واشنطن ستفرض عقوبات على الشركات الأوروبية التي ستستمر في التعاون مع إيران.

وبالفعل صرح القادة الأوروبيون بأنهم سيعملون على مشروع يحمي الشركات الأوروبية التي سوف تواصل العمل مع إيران بعد العقوبات الأمريكية. كما أنهم يبحثون بدء استثمارات بين بنك الاستثمار الأوروبي والبنك المركزي الإيراني.

وقالت سوزان مالوني، مسؤولة في مركز بروكنجز حول السياسات الخارجية "من الصعب المبالغة في تحديد الغضب والاستياء الأوروبي".

وكان برايان هوك، صرح بأن ما يتفق حوله الأوروبيون مع واشنطن أكبر بكثير من النقاط التي يختلفون حولها.

بينما تساءل محللون بحسب "سي إن إن" حول السبب الذي يجعل إيران أو أوروبا أو حتى كوريا الشمالية يثقون في الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى أو على الأقل في الإدارة الحالية، لو إنها تنسحب من اتفاقيات وقعت عليها في السابق.

فيما صرحت مالوني المتخصصة في الشأن الإيراني، إن عدم الاستقرار الداخلي في إيران، والذي يعود بشكل كبير إلى الاقتصاد المتعثر، ربما ينفجر في وقت قريب. لكنها عادت لتقول عن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي جعل الإيرانيون يلتفون "حول العَلَم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان