في حرب التغريدات| أردوغان "محتل".. ونتنياهو يقود "دولة إرهاب"

كتب – محمد الصباغ:

حرب كلامية وتبادل اتهامات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الساعات الماضية، عقب حفل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس المحتلة والذي تزامن مع مجزرة لقوات الاحتلال على حدود قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد 62 شخصًا وإصابة الآلاف.

وامتد الأمر إلى طرد تركيا السفيرة الإسرائيلية في أنقرة، الأمر الذي ردت عليه تل أبيب بطرد القنصل التركي في مدينة القدس.

اندلعت مظاهرات فلسطينية على مدار الأسابيع الماضية على حدود قطاع غزة واجهتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص الحي، ما أسفر عن استشهاد أكثر من مئة فلسطيني مع بداية مسيرات العودة في 30 من مارس الماضي.

وبالأمس فقط وفي ذكرى النكبة الفلسطينية، كان اليوم الأكثر دموية في الأسابيع الأخيرة واستشهد 62 شخصًا بينهم أطفال وشاب قعيد.

وكتب الرئيس التركي أمس الإثنين عبر حسابه بموقع تويتر "إسرائيل تمارس إرهاب الدولة، وهي دولة إرهاب. لذا سنواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين بكل حزم".

وقال أردوغان من العاصمة البريطانية لندن، حيث التقى رئيس الوزراء تيريزا ماي: "إنني ألعن هذه الإبادة الجماعية والمأساة الإنسانية بغض النظر عن مرتكبها سواء كانت إسرائيل أو الولايات المتحدة. كما ألعن أولئك الذين ظلوا صامتين حيال هذه المجازر. إن إسرائيل تمارس إرهاب الدولة، وهي دولة إرهاب. لذا سنواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين بكل حزم".

رد نتنياهو على الرئيس التركي قائلًا: "أردوغان واحد من أكبر داعمي حماس، ولذا فلا شك أنه ملم جدا بالإرهاب وبارتكاب المجازر. أنصحه بألا يعطينا دروسا في الأخلاق".

ليرد مرة أخرى أردوغان عبر موقع التواصل الاجتماعي: "نتنياهو رئيس وزراء دولة فصل عنصري احتلت أراضي شعب أعزل لأكثر من 60 عامًا في انتهاك لقوانين الأمم المتحدة. دماء الفلسطينيين على يده ولا يمكنه إخفاء الجرائم بالهجوم على تركيا. أتريد درسًا في الإنسانية؟ اقرأ الوصايا العشر".

وواصل التغريد بعد ساعات معدودة قائلًا: "تذكير لنتنياهو: حماس ليست منظمة إرهابية والفلسطينيين ليسوا إرهابيين. هي حركة مقاومة تدافع عن الأرض الفلسطينية ضد قوة احتلال. يقف العالم متضامنًا مع الشعب الفلسطيني ضد المعتدين".

ولم يتوقف حساب نتنياهو على مواقع التواصل الاجتماعي عن التغريد فكتب بدوره: "لا يجوز لمن يرسل آلاف الجنود الأتراك لاحتلال قبرص الشمالية ويغزو الأراضي السورية أن يعظ لنا ونحن ندافع عن أنفسنا من محاولة حماس اقتحام حدودنا."

وتابع "الشخص الملطخة أيديه بدماء عدد لا يحصى من المدنيين الأكراد في تركيا وسوريا آخر من يجوز له إعطاؤنا دروس عن أخلاقيات الحرب."

وافتتحت السفارة الأمريكية في القدس المحتلة أمس في حضور مسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية على رأسهم ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب وزوجها مستشار الرئيس جاريد كوشنر، بجانب ممثلين عن 30 دولة أخرى بينها جنوب السودان وباراجواي والكاميرون.

وسط وابل التغريدات والتغريدات المضادة كانت وكالة "الأناضول" التركية الحكومية، تعلن أن الخارجية التركية أبلغت السفيرة الإسرائيلية لدى أنقرة أن "عودته إلى بلاده لفترة سيكون مناسباً".

واستدعت أنقرة السفيرة الإسرائيلية "إيتان نائيه" إلى مقر الوزارة وأبلغتها بأنها شخصية غير مرغوب بها وعليها مغادرة تركيا فورًا بسبب المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة.

وبعد وقت قصير، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، إنها طردت القنصل التركي بالقدس وذلك في أعقاب الخطوة التركية.

ودعت الرئيس التركي إلى عقد قمة استثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي يوم الجمعة المقبل، ردًا على استشهاد عشرات فلسطينيين في قطاع غزة.

وأضاف أردوغان أن "اجتماع قادة منظمة التعاون الإسلامي، الذين يعتبرون أنفسهم جميعا صوت العالم الإسلامي، سيعقد يوم الجمعة المقبل في إسطنبول".

وتأتي دعوة الرئيس التركي بعد إعلان الجامعة العربية عن اجتماع طارئ الأربعاء بدعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة بعد سقوط شهداء وآلاف المصابين، ومن المقرر أيضًا مناقشة تداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وتأثيرها على عملية السلام في المنطقة.