إعلان

3 سيناريوهات قد تدفع إسرائيل لاستخدام سلاحها النووي

09:51 م الأحد 13 مايو 2018

كتب - عبدالعظيم قنديل:

ألقت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية الضوء على الأسباب التي قد تدفع إسرائيل إلى استخدام السلاح النووي، مشيرة إلى أن الدولة العبرية حافظت على رادع نووي من أجل الحفاظ على توازن القوة ضد جيرانها.

وبرغم أن إسرائيل لا تقر بامتلاك ترسانة نووية، كشفت الرسائل المسربة من حساب وزير خارجية الولايات المتحدة السابق كولن باول، في عام 2016، العديد من الأسرار، كان آخرها حديثه عن أن إسرائيل تمتلك 200 صاروخ نووي.

يذكر أن إسرائيل لم توقع على اتفاقية حظر الانتشار النووي، وتحرص على سياسية الغموض النووي، ولطالما ظلت صامته حيال حجم ترسانتها النووية أو حتى تأكيد امتلاكها لأسلحة نووية.

وقالت المجلة الأمريكية إن السيناريو الأكثر توقعًا لاستخدام الأسلحة النووية الإسرائيلية سيكون رداً على هجوم نووي أجنبي، مؤكدة أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية من أكثر الأنظمة تطوراً في العالم، ولذا من غير المتوقع ألا تنجح دولة بخلاف دولة نووية كبرى في توجيه ضربة أولية ضد إسرائيل.

وأوضح التقرير أن أي هجوم نووي ضد إسرائيل سيقابل بضربة كارثية لا يمكن تصورها، وستكون أهداف الآلة العسكرية الإسرائيلية هي تدمير العدو كرد انتقامي.

ورصد التقرير ثلاثة حالات محتملة قد تدفع إسرائيل إلى استخدام الأسلحة النووية:

1- ضربة استباقية نووية

ويضيف التقرير، إذا تيقنت إسرائيل أن هناك قوة معادية على وشك امتلاك أسلحة دمار شامل، فإن إسرائيل قد تفكر في شن هجوم نووي وقائي.

وبشأن إيران، ذكرت المجلة الأمريكية أن المخططين الإسرائيليين يتوقعون الا يؤدي هجوم تقليدي قوي لتدمير البرنامج النووي الإيراني أو تأخيره، وفي مثل هذا السيناريو، وغياب التدخل المباشر من الولايات المتحدة، قد تقرر إسرائيل القيام بهجوم نووي محدود ضد المنشآت الإيرانية.

وبالنظر إلى افتقار إيران إلى الدفاعات الصاروخية الباليستية، فمن المرجح أن تقوم إسرائيل بتزويد صواريخها الباليستية متوسطة المدى من "أريحا 3"، وفق التقرير الذي رجح أن تستهدف الضربات الإسرائيلية أهداف مرتبطة على وجه التحديد بالبرنامج النووي الإيراني، وبعيدًا عن المناطق المدنية.

ومن المؤكد أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد كسر عتبة استخدام الأسلحة النووية قدر الإمكان، بحسب التقرير، على الرغم من أن الضرر الناجم عن الأسلحة النووية أعنف من الهجمات التقليدية، في الوقت نفسه، من المحتمل أن يزيد الاستخدام النشط للأسلحة النووية من قبل إسرائيل من رغبة جميع دول المنطقة، وربما في جميع أنحاء العالم، لتطوير ترساناتهم.

2- بيع أسلحة نووية

السبب الثاني، بحسب التقرير، يتمثل في أكبر مخاوف إسرائيل ازاء فكرة أن تبيع قوة نووية، إيران أو باكستان أو كوريا الشمالية، لمنظمة غير حكومية أو ميليشيا معادية، أسلحة استراتيجية، ولذا سيكون من الصعب ردع حركات مثل حماس أو حزب الله أو أي جماعة إرهابية أخرى تبتعد عن مفهوم الدولة القومية التقليدية.

ولفتت المجلة الأمريكية أن حصول حركة مسلحة أو جماعة إرهابية على أسلحة دمار شامل قد يجبر إسرائيل على تنازلات لا ترغب إسرائيل في تقديمها، ولذا قد تفكر الدولة اليهودية في استخدام الأسلحة النووية من أجل منع نقل الأسلحة النووية أو تدميرها بعد التسليم.

وبين التقرير أن استخدام الأسلحة النووية يضمن نجاح العملية بشكل كامل، وسيكون كل من المشتري نفسه والأشخاص الذين يتعاملون مع الساعي إلى الحصول على تلك الأسلحة أهدافًا مهمة، وسوف يضمن الهجوم النووي تدميرهم بشكل أكثر فاعلية من الضربة التقليدية القوية، في الوقت اتباع أسلوب عنيف لاستخدام القوة قد يردع كل من المنظمات غير الحكومية والدولة الأصلية من محاولة العبث مع الدولة اليهودية.

وبحسب التقرير، يعتمد استخدام الأسلحة النووية في هذه الحالة على المعلومات الاستخباراتية حول نقل الأسلحة، ولكن من المستحيل أن تتمكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ذات الكفاءة العالية والتشغيلية من توفير مثل هذه البيانات، علمًا بأن الاستخدام النشط للأسلحة النووية ضد جهة غير تابعة للدولة قد ينظر إلى العالم وكأنه مبالغة، ويمكن أن يؤكد من جديد اهتمام مصدر الجهاز النووي في التسبب بمزيد من المشاكل لإسرائيل.

3- الهزيمة التقليدية

وفي هذا الصدد، أضافت المجلة الأمريكية أن الفكرة القائلة بأن إسرائيل قد تخسر حربا تقليدية تبدو سخيفة الآن، لكن جوهر البرنامج النووي الإسرائيلي يكمن في الخوف من قدرة الدول العربية على اقتناء ميزة عسكرية حاسمة يمكن أن تستخدمها لإلحاق الهزائم في ساحة المعركة.

وذكر التقرير أن إسرائيل شعرت بخطر كبير في حرب أكتوبر عام 1973، عندما استولى الجيش المصري على قناة السويس، وتقدم الجيش العربي السوري إلى مرتفعات الجولان، لكن الحسابات الإسرائيلية حول تفكير القيادة الإسرائيلية في استخدام الأسلحة النووية خلال تلك الحرب لا تزال غامضة.

ويقول التقرير، إذا وقعت ثورة أخرى في مصر، فيمكن بسهولة إعادة كتابة المعادلة الأمنية على حدود إسرائيل الجنوبية، بينما تبدو صداقة السعودية آمنة، فإن عدم الاستقرار السياسي قد يغير ذلك، في الوقت نفسه يمكننا أن نتخيل بعض السيناريوهات، ومعظمها ينطوي على زيادة في العداء بين إسرائيل وجيرانها الأكثر تسامحا.

وتملك إسرائيل حاليا مزايا عسكرية تقليدية ساحقة، بحسب التقرير، لكن هذه المزايا تعتمد إلى حد ما على بيئة استراتيجية إقليمية مواتية، حيث يمكن للتحولات السياسية أن تترك إسرائيل معزولة دبلوماسياً، وتتعرض مرة أخرى للهجمات التقليدية. في مثل هذه الحالة، ستبقى الأسلحة النووية جزءًا من مجموعة الأدوات لضمان بقاء الأمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان