إعلان

أسوشيتد برس: "السر المكشوف".. حين التقى نتنياهو سفير الإمارات بواشنطن

06:08 م الأحد 13 مايو 2018

السفير يوسف العتيبة ونتنياهو

كتب – محمد الصباغ:

لا تتحدث الحكومة في الإمارات بشكل رسمي حول الأمر، بل لا تعترف من الأساس بوجود دولة تحمل اسم إسرائيل، لكن العلاقات الهادئة لدول عربية مع الدولة العبرية باتت تظهر بشكل أوضح بسبب الهدف المشترك وهو مواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة.

وذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية، أن لقاء غير مخطط له خلال عشاء دبلوماسي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة أظهر أن "العلاقات بالفعل بين إسرائيل وجيرانها العرب أصبحت أكثر علنية عن ذي قبل".

يعود اللقاء إلى مارس الماضي في مطعم كبير بالعاصمة واشنطن، كان يرتاده عدد من كبار أعضاء الحكومة خلال إدارتي باراك أوباما ودونالد ترامب.

وبحسب الوكالة فإن نتنياهو كان يحضر مؤتمرا سنويا لدعم السياسات الإسرائيلية في واشنطن، وخلال تناوله العشاء مع زوجته سارة تلقيا دعوة غير متوقعة للانضمام إلى طاولة السفير الإماراتي.

كان السفير الإماراتي يجلس على الطاولة ومعه مسؤول السياسات بالخارجية الأمريكية برايان هوك ومسؤولين أخرين بالإضافة إلى مجموعة من صحفيي الولايات المتحدة، وأيضًا السفير البحريني بواشنطن الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، حسبما ذكرت أسوشيتد برس.

وقالت الوكالة إن تلك الدعوة جاءت بمبادرة من المسؤولين الأمريكيين الذين طلبوا من مالك المطعم توجيه تلك الدعوة إلى نتنياهو وزوجته عبر أحد الصحفيين الحاضرين.

لم يمر الكثير من الوقت حتى جاء نتنياهو وزوجته ليلقوا التحية على الجمع الآخر خلال خروجهما. تباطأ الثنائي في الخروج، وأجابوا على بعض الأسئلة من المجموعة حول إيران وقضايا أخرى.

وأضافت أسوشيتد برس أنه كانت هناك ابتسامات وضحكات قليلة حول غرابة الموقف، وصافح نتنياهو السفيرين (الإماراتي والبحريني) قبل مغادرة المطعم.

لم تعلن الإمارات أو إسرائيل عن الأمر، لكن الوكالة الأمريكية أطلعت على التفاصيل عبر بعض من الحضور أو أشخاص أطلعوا على ما دار في المطعم.

رفض السفيران الإسرائيلي والإماراتي في الولايات المتحدة التعقيب. ولا ترى أسوشيتد برس أن اللقاء العابر إشارة إلى إقامة علاقات تاريخية بين الإمارات وإسرائيل أو أي دولة أخرى. لكنه يسلط الضوء على التعاون الودي بين الدولة اليهودية والدول الخليجية – حتى وإن بقيت العلاقات سرية- وعلى كيفية أنه بدأ في التكشف أمام الرأي العام.

وقال دان شافيرو، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل لوكالة أسوشيتد برس: "أصبح سرًا مكشوفًا، أو ليس سرًا على الإطلاق. يظهر بطرق علنية تكسر التابوهات، وهو أمر مهم في بداية عملية إعداد الدول العربية ليتشاركوا مع وجهة نظر قادتهم بأن إسرائيل شريك استراتيجي".

وتحولت الدفة في الفترة الأخيرة بشكل كبير حيث هناك توافق بين إسرائيل والدول العربية السُنية ضد إيران، التي تعتبرها تل أبيب تهديدًا وجوديًا. وترى السعودية وحلفاؤها حاليًا أن التهديد الإيراني حاليًا هو أخطر من إسرائيل في المنطقة.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن هناك مخاطر ستواجه الدول العربية حال تحركوا في هذا الاتجاه بسرعة كبيرة. فالقادة العرب قضوا وقتًا طويلًا في السبعين عامًا الأخيرة يعلمون مواطنيهم أن إسرائيل لا يجب السماح لها بالبقاء وأنه يجب مناصرة القضية الفلسطينية.

وقالت "هؤلاء القادة ربما لهم عدد من الأشياء المشتركة مع الإسرائيليين، لكن القضية الفلسطينية تبقى عاطفية بدرجة كبيرة عبر العالم العربي وربما تقوض تحركهم بشكل كبير في العلاقات مع إسرائيل، وذلك حتى الوصول لاتفاق سلام بين إسرائيل وفلسطين".

كرر نتنياهو حديثه في أوقات سابقة حول علاقات متنامية وتعاون مع دول عربية معتدلة، وعلى الرغم من أنه لم يحدد أسماء أي من الدول إلا أنه يعتقد أنه يقصد بذلك الدول السنية الخليجية مثل الإمارات والسعودية.

على سبيل المثال، كسر السعوديون مؤخرًا ما فعلوه على مدار عقود حينما سمحوا بمرور رحلات جوية مباشرة بين الهند وإسرائيل مرورًا بأراضي المملكة، ما يقلل ساعات هذه الرحلات الجوية.

وفي الإمارات؛ هناك القليل من رجال الأعمال الإسرائيليين. وذكرت الوكالة الأمريكية أيضًا أن السفارة الإماراتية في واشنطن تخطط لإفطار في شهر رمضان المقبل يجمع معتقدات مختلفة، ومن بين الحضور سيكون هناك حاخامًا أمريكيًا.

أما قطر، فسمحت لسفير تابع لها (محمد العمادي) بالبقاء في إسرائيل والعمل مع مسؤولين بالجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي يباشر فيه مشروعات إعادة الإعمار في قطاع غزة. كما استضافت الإمارة الغنية قادة من اليهود الأمريكيين البارزين في الدوحة والتقوا بأمير قطر تميم بن حمد، بحسب الوكالة.

كما أن البحرين أرسلت في العام الماضي وفد من معتقدات مختلفة بينهم مسلمين وبوذيين ومسيحيين وهندوس ويهود إلى إسرائيل، في خطوة اعتبرت أنها اختبار لما قد يحدث لو أنها اعترفت بإسرائيل.

كما كتب وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد أمس الأول تغريدة قال فيها "إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الإيرانية، وعقب استهداف تمركزات إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة بصواريخ يعتقد أن ورائها إيران وأطلقتها من سوريا".

وكتب الوزير البحريني "طالما أن إيران أخلّت بالوضع القائم في المنطقة واستباحت الدول بقواتها وصواريخها، فإنه يحق لأي دولة في المنطقة ومنها إسرائيل أن تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر".

صورة

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان