بمساعدة نتنياهو.. لماذا يهاجم ترامب أوباما؟
كتبت- هدى الشيمي:
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران وعلى الشركات التجارية التي تعمل معها أو بداخلها، وهي خطوة توقع محللون ومراقبون بأنها ربما تؤدي إلى حدوث مواجهة بين البلدين، وربما تزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وستمنح إيران الحرية التي تحتاجها لاستئناف نشاطها النووي.
ويرى خبراء ومحللون ومراقبون دوليون أن قرار ترامب له أكثر من سبب، إلا أن السبب الأهم هو رغبته الشديد في القضاء على إرث سلفه باراك أوباما، والرغبة في محو أي أثر تركه قبل انقضاء فترتي رئاسته، ويشجعه على ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتقول شبكة (سي إن إن) الأمريكية إن ترامب أوضح للجميع، منذ ظهوره على الساحة السياسية، أنه يعترض على أي قرار أو إجراء مُتعلق بسلفه أوباما.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن ترامب يواصل هجومه على أوباما فيما يتعلق بمزاعم تواطؤ حملته الانتخابية مع الروس.
وحسب دبلوماسيين أجانب، فإن أحد أهم أسباب كره ترامب الشديد للاتفاق النووي مع إيران، هو افتخار الإدارة السابقه به، واعتباره واحد من أهم انجازات أوباما.
وأصدر أوباما بيانًا، الثلاثاء الماضي، استنكر فيه الانسحاب من الاتفاق النووي، ووصفه بالخطأ الشنيع.
وفي منشور كتبه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال ترامب إنه لا يكره أوباما أبدًا، ولكنه يعتقد أنه رئيس سيء، وتابع: "ربما يكون أسوأ رئيس حكم البلاد في تاريخنا".
وحسب دبلوماسيين ومراقبيين دوليين، فإن ترامب كان بامكانه تحقيق هدفه بزعزعة استقرار إيران الاقتصادي بطرق أخرى، إلا أنه فضّل القضاء على الاتفاق النووي، والقضاء على ما تبقى من إرث سلفه أوباما، وهي الفكرة التي وجدها نتنياهو أكثر جاذبية.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني اليوم، إن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إدارة أوباما لم يحل المشكلة بشكل نهائي، ولكنه ساعد على إيقاف التحركات الإيرانية لتطوير الأسلحة النووية وتخصيب اليورانيوم، وأعادها إلى الخلف 10 أعوام.
استفزاز إيران
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن نتنياهو وترامب عملا ونسقا خلال الفترة الماضية على استفزاز إيران ودفعها إلى الهجوم على إسرائيل، بهدف إقناع المجتمع الدولي بضرورة القضاء على الاتفاق النووي، وفرض المزيد من القيود على طهران، واستغلوا التواجد الإيراني في سوريا لتحقيق ذلك.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد نشرت خرائط على موقعها الإلكتروني في 19 فبراير الماضي، أعدتها استنادًا على تصريحات خبراء في معهد واشنطن لدراسات الحرب تحدثوا عن تفاصيل مُتعلقة بعشرات المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا، وبعد منتصف ليل الأربعاء/ صباح الخميس، أغارت إسرائيل على عدد من هذه المواقع.
وقالت هآرتس إن هذه الخطوة تُعتبر من أهم الخطوات التي اتخذتها إسرائيل حتى الآن في حربها ضد الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وردًا على الهجمات الإسرائيلية المتتالية على المواقع الإيرانية في سوريا شنت قوات فيلق القدس، التابعة للحرس الثوري الإيراني، هجومًا على إسرائيل.
وحسب خبراء دبلوماسين أوروبيين، فقد كان هناك حلولاً أخرى لمنع إيران ممارسة أي نشاط نووي، مثل إجراء بعض التعديلات على الاتفاق، وإضافة بعض البنود الجديدة في النص الأصلي، كالتوقف عن القيام بأي أعمال تخريبية في المنطقة، ووضع حدود لإمكانياتها النووية.
وتقول هآرتس، إن المسؤولين والمعلقين الأمريكيين والإسرائيليين بالغوا كثيرًا في تداعيات قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، بالنظر إلى أنه قد يقوض النظام الحاكم في إيران، وسيزعزع استقرار البلاد، موضحين أن العقوبات التي فرضها أوباما على النظام الملالي منذ 5 أعوام، أجبرت المرشد الأعلى آية الله خامنئي للموافقة على الجلوس على طاولة المفاوضات مع واشنطن وروسيا والدول الأوروبية والوقوف على ارض مشتركة فيما يتعلق بنشاطها النووي.
ويتوقع المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن فرض المزيد من العقوبات قد يساعد على الإطاحة بالنظام الإيراني الحاكم، وهذا ما استبعدته هآرتس، مُشيرة إلى أن نجاح هذه الخطة يتطلب وقتًا طويلاً، لاسيما وأن قادة إيران تمكنوا من قمع المظاهرات والاحتجاجات التي حدثت في بلادهم على مدار 4 عقود.
فيديو قد يعجبك: