معلومات وحقائق عن هضبة الجولان السورية المحتلة
كتب – سامي مجدي:
لطالما بقت إسرائيل بعيدة إلى حد كبير عن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أكثر من سبع سنوات. إلا أنها كانت تراقب الوضع عن كثب خشية الانتشار الإيراني في سوريا. وكانت بين الحين والأخر تشن غارات جوية على مواقع في الداخل السوري تزعم أنها مخازن أسلحة ومستودعات ذخيرة تتبع إيران أو وكلائها على رأسهم حزب الله.
وفي الأيام الأخيرة زادت حدة التوترات، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، في خطوة لاقت تأييدا إسرائيليا، حيث أن تل أبيب كانت تدفع طول الأشهر الماضية لتمزيق الاتفاق الذي توصلت إليه القوى العالمية الكبرى وإيران في 2015.
ومساء الأربعاء، دوت صافرات الإنذار في الجزء المحتل من هضبة الجولان السورية بعد أن إطلاق نحو 20 صاروخا استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية قادمة من الأراضي السورية، حسبما أعلن الجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع اصداء انفجارات في هضبة الجولان المحتلة. وحمل المتحدث الإسرائيلي إيران مسؤولية الصواريخ في المناطق المحتلة.
وقال الجيش الاسرائيلي انه تم استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية عدة بالصواريخ وبعضها تم اعتراضه، مضيفا أنه شن غارة على مواقع في سوريا.
معلومات وحقائق عن الجولان
تقع هضبة الجولان المحتلة في زاوية جنوب غرب سوريا حيث تطل على نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال. وتبلغ مساحتها نحو 65 كيلومتر طولا و25 كيلومتر عرضا، بمساحة إجمالية أكثر من 1800 كيلومتر مربع. وهي تبعد نحو 50 كيلومتر غرب العاصمة السورية دمشق.
وتحظى بأهمية استراتيجية من الناحية العسكرية بالنظر إلى أنها هضبة مرتفعة عن الأرض، تطل على إسرائيل وسوريا. والهضبة كلها وقعت ضمن الحدود السورية عند ترسيم الحدود الدولية عام 1923 وفق اتفاقية سايكس بيكو.
وشجع الاحتلال اليهود على الاستقرار في الجولان حتى تجاوز عددهم 20 ألف مستوطن يقيمون في عشرات المستوطنات، أبرزها مستوطنة كتسرين التي أقيمت عام 1977 قرب قرية قسرين المهجورة.
كما أن هناك نحو 20 ألف سوري في المنطقة، معظمهم من الدروز.
في حرب 1967، احتلت القوات الإسرائيلية ثلثي مساحة الجولان بما في ذلك مدينة القنيطرة التي عادت في اتفاق فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل بعد حرب 1973. وهناك فقط 510 كيلومترات مربعة من الجولان تحت السيادة السورية.
وتتمركز قوة تابعة للأمم المتحدة قوامها 1100 جندي في الجولان لضمان وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل.
في 1981، أعلنت إسرائيل ضم أجزاء كبيرة من الجولان إليها في خطوة لم تحظى باعتراف أيا من دول العالم. وقد رفض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قراره 497 لسنة 1981 قرار إسرائيل ضم الجولان.
نص القرار في فقرة منه: "يعتبر قرار إسرائيل بفرض قوانينها وسلطاتها وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة ملغياً وباطلاً ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي."
وضع الاحتلال الإسرائيلي نقاطا عسكرية في الهضبة، أهمها حصن عسكري في جبل الشيخ على ارتفاع 2224 مترا عن مستوى سطح البحر، كما أقام قاعدة عسكرية جنوب الجولان وفرت له عمقا دفاعيا، وبات مصدر تهديد لدمشق عبر محور القنيطرة دمشق وكذلك عبر محاور حوران.
وقد جرت مفاوضات بين سوريا وإسرائيل حول الوضع المستقبلي لمرتفعات الجولان؛ بدأت خلال محادثات ثنائية في مدريد في 1991، واستمرت بشكل متقطع حتى انهارت تماما في عام 2000.
سيطرة إسرائيل على الهضبة تمنحها نقطة تميز شديدة لمراقبة التحركات السورية. كما أن الطبيعة الطبوغرافية للمنطقة توفر لقوات الاحتلال عازل طبيعي أمام أي توجه عسكري سوري.
ظلت الحرب الأهلية السورية بعيدة عن خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، حتى 2013 حينما وصل القتال بين القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة المسلحة، حيث ردت إسرائيل بإطلاق نار بعد أن سقطت قذائف أطقتها المعارضة في الجولان.
في 2015 جرت حادثة أخرى حيث تبادلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والقوات السورية إطلاق النار عبر خطوط الهدنة، منذ ذلك الحين توترت بين الحين والأخر مناوشات وغارات جوية وضربات صاروخية بين بين الاحتلال القوات الحكومية السورية أحدثها ما جرى في الساعات الأولى من يوم الخميس.
فيديو قد يعجبك: