هآرتس: إسرائيل تخوض حربًا مباشرة مع إيران في سوريا
كتبت – إيمان محمود
فجر اليوم الاثنين، استيقظت سوريا على وقع قصف طائرات –يُعتقد أنها إسرائيلية- لمطار تيفور القريب من مدينة حُمص، والتي تسيطر عليه حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وبعد سويعات؛ قال فلسطينيون إن إسرائيل شنت ضربة جوية على أهداف لحركة حماس، شمالي قطاع غزة.
وترى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في مقال للكاتب عاموس هارل نشرته اليوم الاثنين، إن إسرائيل لم تعد تجلس على هامش الأحداث الدائرة في الشرق الأوسط، بل أصبحت تلعب دورًا أكثر نشاطًا.
وفي أعقاب قصف المطار الاستراتيجي السوري؛ تحدثت تقارير إعلامية، عن احتمالية أن تكون الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الضربات الجوي، لكن مسؤولون روس وسوريين ألقوا باللائمة على إسرائيل التي رفضت التعليق على الحادث، فيما نفت واشنطن القيام بأي عمليات عسكرية ضد دمشق.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تشن فيها إسرائيل ضربات ضد دمشق، ففي مارس من العام الماضي، وفبراير من هذا العام، أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن القاعدة الجوية في مطار تيفور، وهو المطار الذي يتواجد فيه مستشارين عسكريين إيرانيين.
وفي فبراير الماضي؛ دمر سلاح الجو الإسرائيلي مركزًا إيرانيًا للتحكم في القاعدة الجوية، وذلك بعد أن دخلت طائرة إيرانية بدون طيار المجال الجوي الإسرائيلي، وأيضًا بعد أن أسقط الإيرانيون طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز F-16.
وقالت صحيفة "هآرتس" إن إسرائيل حددت بالفعل خطوطًا حمراء منذ اندلعت الحرب الأهلية السورية، إذ أعلنت أنها ستعمل على إحباط تهريب أسلحة متطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، ومنذ ذلك الحين نسب الإعلام الأجنبي إلى إسرائيل عشرات الغارات الجوية ضد قوافل الأسلحة ومستودعات الأسلحة في سوريا.
وفي العام الماضي؛ رسمت إسرائيل خط أحمر آخر وهو تحصّن إيران داخل سوريا، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أنه يجب النظر إلى الضربة الإسرائيلية –إذا كانت هي من شنتها- في سياق استراتيجي أوسع، لافتة إلى ما يحدث بشكل عام في سوريا من هجوم الكيماوي على مناطق المعارضة في دوما بالغوطة الشرقية، والتأثير الروسي الإيراني المتنامي في سوريا والتصريحات الصادرة عن إدارة ترامب حول سحب القوات الأمريكية من البلاد.
وفي الأربعاء الماضي، التقى رؤساء تركيا وروسيا وإيران في العاصمة التركية أنقرة لعقد قمة تتناول الترتيبات التي "تقسّم السلطة والنفوذ في سوريا"، بحسب تعبير الصحيفة.
اعتبرت الصحيفة هذه التحالف بين الدول الثلاث والموقف الأمريكي الذي وصفته بالباهت أحد أسباب قيام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد معارضيه في دوما، مُرجعة الخطأ الأكبر إلى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عندما تساهل مع الأسد وأعاد النظر في استخدام إجراءات عقابية ضده بعد أن ثبتت أول مذبحة له باستخدام الأسلحة الكيماوية في صيف عام 2013.
وتم الاتفاق في ذلك الوقت، من خلال الوساطة الروسية، بأن يتخلى النظام السوري عن أسلحته الكيميائية، "ولكن يبدو أن النظام احتفظ بكمية معينة من الأسلحة الكيميائية القابلة للاستخدام"، بحسب الصحيفة.
وترى الصحيفة أن ترامب لا يتصرف بشكل مختلف عن سلفه الرئاسي أوباما، وحتى لو قامت الولايات المتحدة بفرض إجراءات عقابية، فالأسد أصبح واثقًا بأنه يستطيع فعل ما يريد بدعم من روسيا، وأن أمريكا في طريقها للخروج من بلاده.
أشارت الصحيفة إلى أن هذه الأحداث لها تأثيرات عديدة على إسرائيل، فما يجري يعزز ثقة الأسد بنفسه، وهو ما يمكن أن يدفع به لاستخدام أي وسيلة لاستعادة السيطرة على الأراضي السورية ومنها الجولان.
وأكدت الصحيفة أن معظم ما تقرر بين الدول الثلاث –تركيا وإيران وروسيا- في قمة أنقرة هو مصدر قلق لإسرائيل، قائلة "يبدو أن إيران تلقت دعمًا لاستمرار جهودها لترسيخ وجود لها في سوريا، بما في ذلك المواقع القريبة من الحدود الإسرائيلية".
وشددت على أن هذه خطوات يمكن أن تسرع من الجهود الإسرائيلية لمواجهة الوجود الإيراني، كما هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيجدور ليبرمان يهددان.
فيديو قد يعجبك: