إعلان

"النرويجي للاجئين" يطالب بمساءلة إسرائيل على جرائمها ضد متظاهري غزة

11:24 ص الإثنين 09 أبريل 2018

أرشيفية

كتبت – إيمان محمود

عبّر المجلس النرويجي للاجئين عن غضبه إزاء قتل المدنيين الفلسطينيين في غزة من قبل الجيش الإسرائيلي، أثناء تظاهرهم مطالبين بحقوقهم، وعلى أرضهم.

واعتبر المجلس النرويجي –في بيان وصل مصراوي نسخة منه- أن القوة القاتلة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي ضد شعب غزة هو انتهاك عظيم لحمايتهم تحت القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان ويجب أن يخضع أولئك المسؤولين للمساءلة على أفعالهم.

ومن بين الأشخاص الذين قضوا في المظاهرات ياسر مرتجى البالغ من العمر 30 عامًا، وهو صحفي كان يقوم بالتصوير في الموقع يوم الجمعة الماضي، كان مرتجى قد وافق على توثيق النضال المرير والممتد الذي يواجهه اللاجئون الفلسطينيون في غزة لصالح المجلس النرويجي للاجئين، وكان من المخطط لهذا العمل أن يبدأ في اليوم الذي قضى فيه.

وقال المستشار الإعلامي لدى المجلس النرويجي للاجئين كارل شيمبري "تحدثت إلى ياسر عبر الهاتف مساء يوم الأربعاء بعد عودته من المنطقة مقيدة الوصول في غزة حيث كان الفلسطينيون يتظاهرون".

وأضاف في البيان: "تحدثنا عن القصص التي كنا نرغب بتغطيتها – العائلات المتأثرين جراء العنف، فضلاً عن الأطفال المعرضين مجدداً للصدمة النفسية وكوابيسهم المتتابعة. وبعد يومين، تم قتله من قبل قناص إسرائيلي بينما كان يراقب التظاهرات بسلام. قضى وهو يقوم بواجبه: توثيق حق شعبه في التظاهر من أجل حقوقهم الإنسانية".

وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند: "كان ياسر مرتجى مدنيًا وصحافياً يرتدي ما يدل بوضوح على كونه إعلاميًا وكان يصور التظاهرات على سياج غزة مع إسرائيل. فكان هناك بسبب رغبته بتوثيق ممارسة المدنيين لحقهم في التظاهر السلمي.

تركز القصص التي كان من المفترض أن يعمل عليها المجلس النرويجي للاجئين مع مرتجى على أثر العنف الملح الممارس على الأطفال في غزة على صحتهم العقلية ورفاههم. وتم تقييم حوالي 300,000 طفل في غزة على أنهم بحاجة إلى تدخل نفسي اجتماعي حرج بسبب الكرب الذي تسبب به أكثر من عقد من الحصار والنزاع.

إحدى الحالات التي وثقها المجلس النرويجي للاجئين هي لرهام البالغة من العمر 14 عاماً. كانت تحضر مسيرة العودة في غزة مع والدتها ووالدها وأختها وأخويها في يوم 30 آذار عندما أصيب والدها في رجله. قد يكون والد رهام الآن بحاجة إلى بتر رجله. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت رهام تعاني من الكوابيس وتجد صعوبة في المدرسة.

يعمل المجلس النرويجي للاجئين على معالجة هذه الاحتياجات النفسية الاجتماعية في غزة من خلال برنامج التعلم الأفضل، والذي يقدم الدعم للطلبة والمعلمين والمرافقين.

قال ايجلاند: "إن إغلاق الحدود الجاري وغير المبرر والحرمان الاقتصادي المتطرف للمدنيين في غزة لا يرتقي إلا لكونه عقاباً جماعياً. والآن فإطلاق النار العشوائي على المتظاهرين السلميين على أراضيهم – بينما هم يركضون بعيداً، بينما هم يلوحون بأعلامهم، بينما هم يصلون، بينما هم ينقلون الخبر، بينما هم يقدمون الإسعافات الأولية وبينما هم يعملون على أرضهم- لهو أمر مقيت وبغيض. لا يمكن أن يتم السماح لذلك بالاستمرار، ويجب مساءلة أولئك المسؤولين عن ذلك.

بدأ الفلسطينيون في غزة تظاهرة سلمية تمتد لستة أسابيع، تحت اسم مسيرة العودة الكبرى، والتي ستنتهي في "يوم النكبة" الموافق 15 أيار. ويحيي هذا اليوم ذكرى أحداث عام 1948 بعد قيام دولة إسرائيل عندما تم طرد أو فرار أكثر من 750,000 فلسطيني من ديارهم التي لم يتمكنوا من العودة إليها منذ ذلك الوقت.

وبالرغم من طبيعة التظاهرات غير العنيفة، إلا أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على 16 متظاهراً في غزة وقتلهم في يوم 30 آذار وأصاب أكثر من 1,400 جريح.

وقال عبد الرزاق الغرباوي، وهو مقيم في غزة ويعمل موظفاً في المجلس النرويجي للاجئين: "لسنا فقط محرومين من حقوقنا، بل يتم قتلنا أيضاً لمطالبتنا بها".

وكان من بين الذين قتلوا عامر وحيد سمور وهو مزارع يبلغ من العمر 26 عامًا، تقول زوجة عامر أن ابنتهما التي تبلغ من العمر سنتين ونصف ما انفكت تسأل أين هو فهي لا تستطيع أن تفهم أنه قد ذهب. وتصر والدة عامر على أنه لم يشارك في التظاهرة، بل كان ببساطة يفلح أرضه في الصباح على بعد حوالي 700 متر عن السياج الحدودي.

وأصيب جهاد أبو جاموس، وهو رجل مبيعات يبلغ من العمر 30 عاماً، في رأسه بينما كان يحضر المسيرة مع زوجته وأطفاله. ويقول أحد أقارب جهاد: "ذهبنا إلى هناك لنثبت للإسرائيليين بأننا راسخون في ارتباطنا بالوطن والأرض ورغبتنا في العودة يوماً ما".

كان جهاد هو المعيل الوحيد لعائلته؛ حيث يعيل زوجته وأطفاله الأربعة وأخواته الأربع اللواتي يعانين خللاً في البصر وأخويه ووالده الضرير ووالدته. وتقول زوجة جهاد: "ليس لدينا الآن أية مساعدة أو مصدر للدخل. فليكن الله في عوننا".

وفي يوم الجمعة الموافق 6 أبريل، تم قتل تسعة فلسطينيين آخرين وإصابة أكثر من 1,350 في غزة. ومن بين الذين قضوا وأصيبوا كان هناك صفيون ومسعفون وأطفال.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان