السكك الحديدية بفرنسا تصاب بالشلل في أول يوم من إضراب العاملين
باريس (د ب أ)
تقلصت رحلات قطارات السكك الحديدية بفرنسا إلى الحد الأدنى اليوم الثلاثاء، حيث بدأ العاملون فيها أول يوم من برنامج يستمر ثلاثة أشهر بشكل متدرج ومرن من الإضرابات، احتجاجًا على خطط الحكومة لإصلاح القطاع.
ويمثل هذا الإضراب للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اختبار القوة الثاني الذي يواجهه مع النقابات العمالية في بلاده، بعد أن نجح في تمرير مجموعة من الإصلاحات الصديقة للأعمال داخل قوانين العمل العام الماضي.
وفي بداية عصر اليوم أكدت شركة (إس.إن.سي.إف) للسكك الحديدية التابعة للدولة توقعاتها بأن يعمل قطار واحد من بين كل ثمانية قطارات عالية السرعة التابعة لها والمعروفة باسم (تي.جي.في).
وقالت الشركة إن ما يزيد قليلا عن ثلث عدد العاملين شاركوا في الإضراب، ولكن هذا العدد شمل ما نسبته 48% من الأشخاص الذين يتطلب تشغيل القطارات تواجدهم في أماكن العمل.
كما يعمل خط واحد فقط من بين خمسة خطوط إقليمية للقطارات، وفي إقليم باريس تم إلغاء العمل على خطين للضواحي بينما عملت خطوط أخرى بشكل محدود للغاية.
وأذاعت محطة (بي.إف.إم.تي في) التليفزيونية صورا لأرصفة القطارات المكدسة بالركاب المنتظرين، بينما تصل قطارات الضواحي الصباحية المزدحمة إلى محطة "جار دي ليون" في باريس، كما تظهر اللقطات بعض الركاب الذين لجأوا إلى عبور القضبان.
وقال ألان كاركوفيتش المسؤول بالشركة إن شخصين أصيبا في المحطة.
وأضاف أن القطارات خارج الخدمة ستصطف أمام الأرصفة عند وصول الخدمات غدا الأربعاء لإبعاد الناس عن القضبان.
وتصمم نقابات العاملين بالسكك الحديدية على رفض خطط الإصلاح الحكومية التي تشمل إنهاء الوضع شبه الوظيفي للعاملين الجدد.
وحاليا، يضمن الموظفون الدائمون وظيفة مدى الحياة وتقاعد المبكر عن مهن أخرى. وتقول النقابات إن هذه الامتيازات تعوض ساعات العمل الطويلة وطبيعة العمل الصعبة.
كما تعترض على خطط الحكومة لفتح شبكة السكك الحديدية أمام المنافسة، وهو أمر ينص عليه قانون الاتحاد الأوروبي.
بينما تقول الحكومة إن هذه الاصلاحات مطلوبة حتى تتمكن السكك الحديدية من التنافس مع الشركات المنافسة الجديدة وتحسين خدماتها.
ووعدت الحكومة بأنها لن تطرح شركة (إس.إن.سي.إف) للسكك الحديدية للخصخصة، كما وعدت بأن يحتفظ العاملون الحاليون بأوضاعهم، غير أن هذه الوعود لم تفلح في إنهاء استياء النقابات العمالية.
واتهم كل من الوزراء ورؤوساء النقابات العمالية اليوم الطرف الآخر بأنه لا يرغب في التفاوض.
وتسعى الحكومة إلى الحصول على سلطات لتمرير الإصلاحات عن طريق إصدار مرسوم، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات على التوازي حول تفاصيل برنامج الإصلاح.
وتساءل فيليب مارتينز رئيس الكونفدرالية العامة للشغل وهي نقابة عمالية فرنسية في مقابلة مع راديو "فرنسا إنتر" قائلا "هل تعتقدون أن العاملين بالسكك الحديدية يضربون عن العمل كنوع من التسلية ؟".
وأضاف "إنهم كانوا يحذرون من القيام بالإضراب لعدة أسابيع، ويقولون لا تسيروا على هذا الطريق وإلا سيكون الأمر عسيرا".
بينما أكدت وزيرة النقل الفرنسية إليزابيث بورن أن الحكومة كانت تخطط لضخ استثمارات كبيرة في السكك الحديدية.
وقالت "لا يستطيع أحد أن يفهم عندما أعلنت إجراء مفاوضات تستغرق شهرين والتي قطعنا فيها نصف المدة، كيف لا تستطيع النقابات العمالية تحقيق تقدم في هذه المفاوضات".
ويمكن للركاب أن يتوقعوا عددا من الأسابيع المحطمة للأعصاب، حيث يعتزم العاملون بالسكك الحديدية القيام بإضراب لمدة يومين ثم العمل لمدة ثلاثة أيام بالتناوب طوال مدة إجمالية تبلغ 36 يوما حتى نهاية شهر يونيو المقبل.
ومن ناحية أخرى أدى إضراب آخر منفصل إلى تعطيل نحو ربع الرحلات الجوية لشركة أير فرانس، حيث يطالب العاملون فيها بزيادة أجورهم.
فيديو قد يعجبك: