أزمة حذف سورة الإخلاص في الجزائر.. "فرنسة للبلاد" ودفاع عن الإسلام
كتبت- هدى الشيمي:
أحدث مقترح حذف سورة "الإخلاص" من المناهج التعليمية في الصفوف الابتدائية (الصف الأول والثاني) في الجزائر، ضجة كبيرة تجاوزت حدود البلاد، ونددت بها حكومات الدول العربية، واعتبرها رجال الدين الجزائريون وغيرهم هجوما على الدين الإسلامي، في الوقت الذي يشهد فيه المسلمون والإسلام هجومًا شرسًا واتهامات بممارسة الإرهاب ونشر الفوضى في الدول الأوروبية.
واقترح الدكتور جيلالي مساري، مدير مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية في وهران، خلال مداخلة بالملتقى الدولي حول تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية، الذي عُقد في 23 و24 أبريل الجاري، حذف سورة الإخلاص، وتعاليم الوضوء من المناهج الدراسية، وأرجع ذلك إلى صعوبتها على تلاميذ في هذا العمر الصغير، وعدم قدرتهم على استيعاب معانيها.
وكان الموعد المقترح دوره في خلق كل هذا الجدل، لاسيما وأنه يتزامن مع نشر عريضة في صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، تُطالب بحذف وتجميد آيات من القرآن الكريم، وقع عليها حوالي 300 شخص، من بينهم الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ومانويل فالس، رئيس الوزراء في حكومة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، وعدد من النجوم والشخصيات الاجتماعية المعروفة في فرنسا والعالم، منهم المغني ازنافور، والممثل جيرار ديبارديو، والإعلامي والأكاديمي اليهودي الفرنسي بيرنار هنري ليفي.
وطالبت العريضة بحذف وتجميد آيات من القرآن الكريم، مُدعية أنها تحث على قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين، وتُشير إلى أن المتطرفين الإسلاميين يستخدمون هذه الآيات في تبرير أفعالهم وجرائمهم.
وردًا على الدعوات الفرنسية بحذف وتجميد بعض الآيات القرآنية، أعلنت الجالية المسلمة الجزائرية في فرنسا، مشاركتهم في حملات لمواجهة هذه المطالبات، حسب ما نقلته صحيفة الشروق الجزائرية.
وأوضح وليد نعّاس، نائب رئيس المجلس الجهوي الفرنسي للديانة الإسلامية، للصحيفة، أن الجزائريين بفرنسا يقومون بدور فعال لمواجهة ما اعتبروه حملات تشويه القرآن باعتبارهم من أكثر الجاليات المسلمة عددا ومخالطة للفرنسيين، مؤكد على شعور بمسؤولية كبيرة تجاه الدفاع عن الإسلام في فرنسا.
"فرنسة الجزائر"
وسيطرت حالة من الانقسام على الشعب الجزائري ومواطني دول عربية أخرى، فانقسموا بين مؤيد ومعارض لهذا المقترح، وبدا ذلك واضحًا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، فاعتبره بعضهم إساءة للإسلام والمسلمين، فيما أشاد به البعض الآخر، داعين إلى تبسيط المناهج التربوية دون حذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية منها، حسب ما نقلته صحيفة الوسط الجزائرية.
وربط مستخدمو تويتر ذلك المقترح بما يحدث في فرنسا، وأشاروا إلى أن الحكومة الفرنسية تحاول "فرنسة" بلادهم، ودفعها للسير على خطواتهم.
وقال محمد العبدة، عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين، في تغريدة "الجزائر بلد العلامة الشيخ ابن باديس، رحمة الله، هناك من يطالب بحذف سورة الإخلاص من كتب طلاب الابتدائية ، لابد أن يقف علماء الجزائر لهذه الفرنسة وهذا التجديف".
وانتقد مُستخدم آخر يُدعى فتح الدين، المقترح الجزائري، وكتب في تغريدة: "كيف للجزائر أن تحذف سورة الإخلاص، ووزيرها منذ ايام عارض القرآن المنقح الذي عرض في فرنسا منذ أيام و تصريحه موثق في اليوتيوب، في الجزائر يحفظ فيها الطفل الصغير أول سورة في حياته ( سورة الإخلاص ) وتطبع في قلبه حتى لايجد لذة في الصلاة بدونها هي و سورة الفلق و الناس".
كما سخر مُستخدم يُدعى حمد لحزمي من المقترح، خاصة وأن الأطفال الجزائريين يستطيعون تعلم اللغة الفرنسية، ويكتبونها ويقرأونها بسهولة، وكتب في تغريدة: "سبحان الله أطفال #الجزائر لا يفهمون سورة الأخلاص ، ويقرأون صحيفة(لوموند الفرنسية)؟ الخلل في الطفل أم في المعلم ؟!!!!".
وفي المقابل، اعتبر جزائريون أن الهجوم على المقترح ليس له داعٍ، وأشاروا إلى أن بعض وسائل الإعلام، والأشخاص المتطرفين قاموا بتأويل تصريحات جيلالي بهدف إحداث الفوضى وإثار القلق في بلادهم.
فيديو قد يعجبك: