ما هي المليشيات الشيعية المدعومة من إيران في سوريا؟
كتبت- هدى الشيمي:
نشرت عدة صحف ومواقع عربية وأجنبية، تقارير في أوقات مختلفة حول خطورة الدور الذي تلعبه المليشيات التي تدعمها إيران، خاصة لواء الإمام الحسين في سوريا، وقالت الصحف إن وجودهم في الأراضي السورية يؤثر على المنطقة بأكملها، ويزيد المخاوف من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
وحذرت الشرق الأوسط السعودية، ووكالة سبوتنيك الروسية، وديلي ستار اللبنانية، وجيروزاليم بوست الإسرائيلية، من خطورة الدور الذي تلعبه هذه المليشيات. وقالت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير منشور اليوم على موقعها الإلكتروني، إنها تعتبر من أهم عوامل نجاح الأسد وتفوقه على معارضيه.
وعرض داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، خريطة تُظهر المواقع التي يتواجد فيها بعض المليشيات الشيعية في سوريا، بإحدى جلسات الأمم المتحدة، الخميس الماضي، موضحًا أن مجموعة من المقاتلين يتلقون التدريبات على بعد عدة كليومترات من دمشق.
وقال السفير الإسرائيلي إن هؤلاء المقاتلين يتدربون من أجل ارتكاب أعمال إرهابية في سوريا، وفي المنطقة بأكملها، وأظهرت خريطة دانون مواقع تدريبن لواء الإمام الحسين، التي تتواجد على الطريق من دمشق إلى لبنان، والقريبة من بلدة دير قانون، التابعة إداريا لمنطقة مدينة الزبداني.
ووصف دانون هؤلاء المقاتلين بمجموعة من المتطرفين الذين جرى جمعهم من جميع أنحاء الشرق الأوسط، موضحًا أنهم أفراد مليشيات شيعية في سوريا تعمل تحت سيطرة إيران.
"البداية"
بدأ توافد المليشيات الشيعية إلى سوريا، في عام 2012، عندما أوشك نظام الأسد على الانهيار، ووصل عدد المقاتلين، وقتذاك، إلى حوالي 18 ألفا، من جنسيات متعددة، منها الإيرانية والأفغانية والباكستانية واللبنانية، حسب صحيفة القدس العربي اللندنية.
وقالت القدس العربي إن القادة الإيرانيين يدفعون لتلك المليشيات حوالي 600 دولار نظير ما يقدموه من خدمات عسكرية في سوريا، موضحة أن طهران أصدرت قانونًا يمنح الجنسية الإيرانية لأهالي قتلى الشيعة الأجانب الذين يحاربون لصالح إيران في الخارج.
وتقول صحيفة الشرق الأوسط السعودية: اكتفت إيران في بداية دخولها لسوريا، بتشكيل قوات شعبية سورية من المتحمسين من الأقليات وبالأخص المسيحية والعلوية، وأرفقتها بمليشيات عراقية وأفغانية موجودة في إيران، من أجل تحقيق هدف واحد وهو الدفاع عن النظام السوري، والتعاون مع حزب الله لضمان بقاء الأسد في منصبه.
وتُشير الصحيفة السعودية إلى أن برنامج التجنيد الإيراني توسع، بعد فترة قصيرة، ليشمل عدة جنسيات من مناطق متعددة.
من هم المقاتلين المدعومين من إيران في سوريا؟
وارتفع عدد المليشيات المدعومة من إيران في سوريا الآن، ويُقدّر بحوالي 80 ألف مقاتل شيعي، جندتهم إيران وتدربهم في سوريا، ينقسمون إلى عدة كتائب ولواءات، حسب تقارير إعلامية.
وقال أيمن جواد تميمي، الباحث في "منتدى الشرق الأوسط"، إن الـ80 ألف مقاتل يعملون تحت سيطرة إيران، وهم مجموعة من المقاتلين الأجانب والسوريين الذين ينتمون إلى الجماعات المختلفة، بما فيهم مقاتلي لواء فاطميون (ميليشيا أفغانية) ولواء الزينبيون (ميلشيا باكستانية)، بالإضافة إلى قوات حزب الله اللبناني.
وأوضحت تقارير أن قوات حزب الله تأتي في المرتبة الأولى من حيث كثرة أعداد مقاتليه في سوريا، تليه المليشيات الشيعية العراقية، ثم المليشيات الأفغانية والباكستانية.
وحسب تقرير جيروزاليم بوست فإن عدد مقاتلي حزب الله في سوريا قد تراوح ما بين 5000 إلى 8000 مقاتل، العام الماضي، مُشيرة إلى وجود مليشيات شيعية عراقية في سوريا، والتي تقاتل إلى جانب قوات النظام.
ويشرف الحرس الثوري الإيراني على عمليات تجنيد وتدريب المليشيات الشيعية في سوريا، كما أنهم يمنحون تدريبًا خاصًا لبعض القوات لكي تقدم الاستشارات العسكرية في سوريا. وحسب الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، فإنه بحلول ديسمبر 2015، تواجد حوالي 500 مستشار عسكري في سوريا.
ولفتت جيروزاليم بوست إلى تزايد عمليات التجنيد والتدريب في الفترة ما بين 2013- و2015، مُشيرة إلى مقتل نحو 700 مقاتل إيراني في سوريا بحلول مايو 2016.
وفي نوفمبر 2017، اتسعت شبكة القوات الشيعية المدعومة من إيران في سوريا، لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، والذي عانى من خسائر متلاحقة، وفقد عدد كبير من الجنود.
وأوضح مُحلل عسكري في مركز تشاتام هاوس للأبحاث، أن قوات حزب الله اللبناني كانت من أول القوات التي وصلت إلى سوريا، ثم وصلت قوات الحرس الثوري الإيراني، بعدها توافدت المليشيات الأفغانية والباكستانية واليمنية والعراقية.
وحسب جيروزاليم بوست، فإن إيران قررت استخدام القوات الأجنبية لأنها وجدت القوات المحلية لا يُعتمد عليها، ولا يمكن الوثوق بها.
كانت تقارير إعلامية قد أفادت بمقتل آلاف المقاتلين الشيعة الأفغان والباكستانيين، ومقتل المئات من الإيرانيين والعراقيين.
ونقلت جيروزاليم بوست عن محللين، قولهم إن خطورة المليشيات الشيعية التي تدعمها إيران تتمثل في احتفاظهم بالمساحات والأراضي التي يسيطرون عليها، عوضًا عن تسليمها للنظام السوري بعد الحصول عليها.
يُشار إلى أن المليشيات الشيعية انسحبت من خطوط الجبهات في بعض مناطق الصراع في سوريا، بعد هدوء الصراع النسبي، بينما ما تزال المناطق التي تتواجد فيها القوات المعارضة تحت سيطرة الأتراك.
ورجّح أغلب المراقبين الدوليين أن المليشيات الشيعية تسعى إلى بناء ممر أو جسر طويل يمتد من طهران ويمر في بغداد ويصل إلى دمشق وبيروت، وهذا ما يُعتبر أكبر كوابيس إسرائيل الولايات المتحدة، ويُقلق العديد من الدول الإقليمية، التي تتهم إيران بنشر الفساد، وزعزعة استقرار المنطقة.
فيديو قد يعجبك: