إعلان

أتلانتيك: استراتيجية ترامب تجاه الشرق الأوسط "واضحة"

12:49 م الخميس 19 أبريل 2018

الرئيس الامريكي دونالد ترامب

كتبت - سارة عرفة:

في خضم الجدل بشأن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد سوريا على خلفية مزاعم شن القوات الحكومية هجوما كيماويا على بلدة دوما في الغوطة الشرقية مطلع أبريل، جادل الكاتب كوري شيك في مقال نشرته مجلة أتلانتك الأمريكية يوم الاثنين الماضي بأن القول إن الرئيس دونالد ترامب نفذ ضربة جوية مع بريطانيا وفرنسا ضد أهداف سورية ليس لديه استراتيجية للتعامل مع الأزمة السورية، ليس دقيقا.

استهل الكاتب مقاله بالحديث عن أهداف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تجاه سوريا، مشيرا إلى أن أوباما كانت لديه لدية أهدافا محددة أغفل تحقيقها، فلقد أراد أن يرحل بشار الأسد، وأن يغادر الروس سوريا، وان يعزز الديمقراطية ويحمي حقوق الإنسان في حالة ما إذا كان غير مكلفة.

كما أراد ان يحسن صلاحيات المنظمات الدولية والقانون الدولي، فقد تحدثت ادارته عن "جميع العمليات الحكومية" لكنهل فشلت في تنفيذها، بحسب المقال.

ثم انتقل إلى ترامب، وقال إنه ليس لديه أية أهداف واضحة، على الرغم من لغته الهادئة في استراتيجيته للأمن القومي، فلم يكن هناك اي احتمالية حقيقية له أن يفي بالتزاماته.

كما لم يكن هناك أي أساس معقول للاعتقاد بان الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية المقال ريكس تليرسون والذي أعلن فيه نهج إدارة ترامب تجاه سوريا، والذي سينفذ بالفعل.

ووفقا للمجلة، فإن ترامب لا يبدو أنه يؤمن في تعزيز الديمقراطية ولا ببناء الأمة، ولا يؤمن بأن ضحايا الأهاب والحكومات الفاسدة يستحقون المأوى او الدعم الأمريكي، ولا يؤمن لمنظمات الدولية ولا القانون الدولي.

قال الكاتب إن هناك أوجه تشابه مهمة بين اسراتيجيتي أوباما وترامب بخصوص الشرق الأوسط، فكلاهما يرغب في استخدام القوة العسكرية الأمريكية بحرية.

وأضاف أنه من الخطأ الاعتقاد بأن سياسة إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط لا تختلف بشكل فعال عن سياسة "القيادة من الخلف" التي كان يتبعها أوباما. يقول الكاتب إن الناقدين يمنحون ترامب حقه بشكل كافي، فالرئيس الأمريكي لديه بالفعل رؤية لسوريا وللشرق الأوسط، لأن استراتيجيته من شأنها الحد من تدخلات الأمريكان، ودفع المسؤولية عن النتائج إلى المنطقة نفسها، والسماح للقوة بتحديد هذه النتائج.

وجادل الكاتب بأن ترامب ليس لديه صله خاصة بدولة معينة في المنطقة، بل إنه يصرح بأنه صديق مخلص لكل دولة على حده بدون أن يكون ملتزما بأي شيء، فهو لا يكترث بطبيعة الحكومة، إلا انه على الأرجح يبدو وانه داعما للديكتاتوريين والديموقراطيين على حد سواء.

ووفقا لما يراه إنديك فإنه نهج من نظريات العلاقات الدولية التي يطلق عليها الواقعية، أي البديل الذي يطلق عليه التوازن الخارجي، حيث يسعى إلى سحب القوات الأمريكية من المنطقة.

وقال شيك إن أحد منعطفات تلك الواقعية القياسية هو حساسية الرئيس تجاه صور المعاناة. تأخذه عاطفته إلى أن يفعل شيئا ما عندما يرى بشكل عشوائي مقطعا مصورا لضحايا هجمات بأسلحة كيماوية. ولم يتضح على الفور السبب في أن هذا النوع المعين من المعاناة يستدعي اتخاذ إجراء في نظره عندما يبدو أن جميع أشكال الوحشية الأخرى تجعله لا يبالي. لكنه على استعداد لاتخاذ إجراء عقابي بطريقة محدودة تجاه استخدام الأسلحة الكيماوية.

هذا ما فعله دون أن يغير استراتيجيته: إنه ليس التزامًا بتغيير النتيجة المروعة والقادمة للحرب الأهلية السورية. انها مقيدة بشكل ضيق لتجنب إشراك إيران أو روسيا.

وأشار إلى أن ذلك أدى إلى نتيجة مفادها العمل بالتعاون مع حلفاء - عسكريا وفي مجلس الأمن - لتطبيق القاعدة الدولية بحظر استخدام الأسلحة الكيماوية. كان هذا هو الشيء الذي تظاهر أوباما، المدافع عن القواعد والمؤسسات الدولية والمدافع الكبير عن عدم الانتشار، بالقيام به.

وإذا كانت الرسالة مربكة ومحيرة - بالنظر إلى أن الرئيس قال إن العمليات العسكرية سوف تستمر؛ فإن وزير الدفاع إن ضربات يوم الجمعة ستكون "مرة واحدة"، ووضحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الاختلاف حيث الت إن الولايات المتحدة "مستعدة" لإعادة استئناف العمليات (العسكرية) إذا تم استخدام المواد الكيماوية مرة أخرى - هذه مشكلة في الإشارة إلى نية محدودة في حين تسعى إلى تحقيق أقصى قدر من قيمة الردع.

كما أن ترامب يرغب في إدارة المخاطر التي لم يخضها أوباما أبدًا. رفض الرئيس أوباما مواجهة الانتهاكات الإيرانية لقيود الأمم المتحدة على برامج الصواريخ، ودعم الإرهاب في الشرق الأوسط وحتى داخل الولايات المتحدة، وتهديدات الملاحة في مضيق هرمز، ومحاولات زعزعة استقرار الحكومات الإقليمية، أو انتهاكات حقوق الإنسان. وبرز القلق من مواجهة روسيا في كل من خطيئته في إغفال رد فعل تجاه ما يجري في سوريا واستجابته للتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.

كان الرئيس ترامب مستعدا في مرتين لتنفيذ ضربات عسكرية في سوريا في وحول الأماكن التي تتواجد فيها جماعات المرتزقة الروس. يبدو أن إدارته قد نبهت الروس للعمليات القادمة من أجل خفض خطر التصعيد أو سوء التقدير. وهذه الإنذارات قللت من فاعلية الهجمات، حيث نقل الروس قواتهم العسكرية بعيدا عن متناول الضربات، ومنحت الحكومة السورية الوقت لتغيير موضعها. لكنها كانت دراسة معقولة للمخاطر والعوائد منها.

هذا النهج مختفلت بالفعل عن نهج أوباما. فأوباما كان لديه ردع ذاتي، في حينت أن ترام - أو إدارته على الأقل - تدير مخاطر محدودة. ولد أوباما أملاً كاذباً بين الإصلاحيين والضحايا؛ فيما ترامب لم يولد أي أمل، لكنه لديه استراتيجية، ويقوم بتقييم وإدارة المخاطر بدقة لتحقيق أهدافه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان