"سوريا وفلسطين واليمن".. قضايا تسيطر على القمة العربية في السعودية
كتب - هشام عبد الخالق:
تنطلق غدًا الأحد، القمة العربية، في دورتها الـ29، على ساحل الخليج العربي، بمدينة الظهران السعودية، وتحديدًا بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، وذلك برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومشاركة عدد كبير من القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب.
ويترأس وفد مصر في أعمال القمة، الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وصل إلى الدمام في وقت سابق اليوم السبت، ويشارك في القمة الحالية عددًا كبيرًا من القادة العرب ومسؤولي المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتهم أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، ورئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي.
ومن المتوقع أن تتناول القمة العربية الحالية عدة ملفات وقضايا شائكة، نستعرض أبرزها فيما يلي:
- الأزمة السورية:
كانت التطورات الأخيرة في الأزمة السورية، بعد القصف الأمريكي البريطاني الفرنسي على منشآت تصنيع السلاح الكيماوي في سوريا، إثر مزاعم باستخدامه للهجوم على المدنيين في مدينة دوما السورية، بمثابة منعطفًا خطيرًا في المعاناة التي ترضخ لها سوريا منذ سبع سنوات، ومن المتوقع أن تحظى الأزمة الناشئة في البلاد حاليًا بمناقشات من قبل المشاركين في قمة الظهران غدًا.
ومن المنتظر أن يؤكد القادة العرب عندما يصدرون قرارًا بشأن الأزمة السورية، على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة، ويؤكدوا على ضرورة وجود حل سلمي عن طريق التفاوض بين كافة الأطراف، رافضين أن تكون سوريا مركزًا لتصفية الصراعات بين القوى الدولية.
- القضية الفلسطينية:
عادت القضية الفلسطينية من جديد إلى ساحة وسائل الإعلام العالمية، خاصة بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر 2017، بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها، بالإضافة إلى التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في ذكرى "يوم الأرض" الموافق 30 مارس الماضي، وما تلاها من مواجهات دامية.
وأكد حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية في تصريحات صحفية مؤخرًا، أن "الملف الفلسطيني يعد الأبرز والأقدم في الملفات المعروضة على القمم العربية"، وسيطرح بشكل خاص في قمة الظهران.
- مكافحة الإرهاب:
تعد مكافحة الإرهاب، إحدى الموضوعات الرئيسة على جداول أعمال القمم العربية في السنوات الأخيرة، في ظل تهديد الظاهرة للأمن القومي العربي والدولي، وأصبح من المهم ضرورة اعتماد استراتيجية عربية شاملة متعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب ومنع وقوعه، تتضمن الأبعاد السياسية والاجتماعية والقانونية والثقافية والإعلامية والدينية، ولم تعد الحلول العسكرية والأمنية وحدها كافية لدحر الإرهاب.
- ليبيا:
كانت الأزمة الليبية ومازالت إحدى أبرز القضايا التي تشغل بال العرب في السنوات الأخيرة، وهو ما أكده الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، أمام قمة الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا في يناير الماضي عندما قال: "إن الأزمة في ليبيا تمثل أولوية مشتركة للجامعة وللاتحاد الأفريقي، وتواصل المفوضية الوطنية للانتخابات في ليبيا الإعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، في سبتمبر المقبل، للخروج من نفق الفراغ الدستوري، وأزمة تعدد الشرعيات في البلاد".
- اليمن:
تدهورت الأوضاع الإنسانية في اليمن مؤخرًا بشكل كبير، ولذلك ستكون الأزمة هناك من أهم القضايا على طاولة القمة العربية بالظهران، حيث تعقد القمة في وقت يعكف فيه المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، مارتن جريفيث، على استيعاب الملف بأبعاده السياسية والعسكرية والإنسانية.
وقال مصدر بالجامعة العربية، لوكالة أنباء الشرق الأوسط: إن "إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع من قبل الحوثيين على الأراضي السعودية، سيحظى بالتأكيد باهتمام خاص ومناقشات مستفيضة خلال القمة"، مشيرًا إلى أن إطلاق الصواريخ يعتبر تصعيدًا خطيرًا ومقلقًا للغاية ليس بسبب استهدافه الصريح للسعودية فقط، بل بسبب توسيع دائرة الصراع خارج اليمن، وهو ما بدا واضحًا خلال الآونة الأخيرة.
فيديو قد يعجبك: