إعلان

"هجوم دوما" ذريعة ترامب للحرب.. هل تبحث أمريكا عن حصان طروادة؟

05:19 م الأربعاء 11 أبريل 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

رغم عدم وجود أدلة تُثبت استخدام النظام السوري لأسلحة كيماوية في الهجوم على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية، القريبة من دمشق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته شن هجوم على الأراضي السورية، وهو ما رأته روسيا محاولة تدمير أدلة الهجوم الكيماوي المزعوم في سوريا.

وتسبب الهجوم المزعوم، الذي وقع الأحد الماضي، في مقتل وإصابة عشرات المدنيين، حسب منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، والمرصد السوري لحقوق الإنسان. فيما قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، إن 500 من سكان دوما يعانون من أعراض الإصابة بغازات سامة، وطالبت بالسماح لها بالدخول إلى منطقة الهجوم من أجل تقديم الرعاية الطبية للمصابين وتقييم الأثر الصحي.

الحكومة السورية: الهجوم "مزاعم غير مقنعة"

نفى مصدر رسمي سوري لوكالة "سانا" السورية، استخدام القوات الحكومية الأسلحة الكيماوية في دوما، واعتبرها محاولة "مكشوفة وفاشلة" لمسلحي تنظيم "جيش الإسلام" الذي يسيطر على المدينة لعرقلة تقدم الجيش.

وتتماشى تلك التصريحات مع قول الخارجية السورية إن مزاعم استخدام الكيماوي في دوما غير مقنعة إلا لبعض الدول التي تتاجر بدماء المدنيين وتدعم الإرهاب في سوريا.

وفي محاولة لإبعاد التهمة عنها، أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية توجيه بلاده دعوة رسمية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية من أجل إرسال فريق من بعثة تقصي الحقائق لزيارة دوما، والتحقيق في الادعاءات المتعلقة باستخدام الأسلحة المحظورة دولياً.

وأكد مصدر في الخارجية، أن سوريا ستفتح كامل مستشفيات دمشق، كذلك ستسمح للجنة التحقيق الدولية بالتحقيق مع مواطنين سوريين في كامل دمشق وسؤالهم إذا كان أقرباء لهم أو أحد يعرفونه أصيب بأسلحة كيماوية، حسب وكالة سانا.

روسيا: الهجوم "أنباء مفبركة"

تتبنى روسيا وجهة النظر السورية ذاتها، إذ تنفي حدوث الهجوم، وتندد بالتهديدات الدولية والادانات الموجهة للأسد. وحذرت من العواقب الوخيمة لأي تدخل خارجي عسكري في سوريا استنادا إلى ما اعتبرته "أنباء مفبركة".

وأكد ألكسندر زاسيبكين، سفير روسيا في لبنان، في تصريحات أدلى بها أمس الثلاثاء، أن أي صواريخ أمريكية تطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها، موضحًا أنه يستند إلى تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الأركان في بلاده.

وفي وقت سابق، قال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا، في جلسة طارئة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن المعارضة السورية هي من نفذت الهجوم المزعوم.

واعتبر نيبينزيا أن الحديث عن هجوم كيماوي في دوما "مسرحية"، مُشيرا إلى أن القادة الجدد لجيش الإسلام عطلوا عملية إخراج المسلحين من دوما يوم 6 إبريل، وأنه عُثِر على موقع لتصنيع المواد الكيماوية يتبع "جيش الإسلام" قرب دوما.

ووصف نيبينزيا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بـ"قوى الظلام"، التي تسعى لإسقاط حكومة دمشق الشرعية.

وقال الجيش الروسي، اليوم الأربعاء، إن العينات التي أخذت من موقع الهجوم الكيماوي المزعوم في دوما، لم تُظهر وجود أي مواد سامة، حسب ما نقلته تقارير إعلامية.

أمريكا: الأسد وراء الهجوم وسنعاقبه

اتهمت الولايات المتحدة النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في دوما، وندد ترامب بالهجوم الكيماوي المزعوم على دوما، وهدد روسيا وإيران والأسد بدفع ثمن باهظ، ووصف الرئيس السوري بـ"الحيوان".

وحمّلت نيكي هيلي، سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، الرئيس السوري مسؤولية الهجوم الكيماوي المزعوم على دوما.

وفي إطار الجهود الأمريكية للتوصل إلى قرار بشأن سوريا في أسرع وقت ممكن، ألغى ترامب زيارته المرتقبة إلى أمريكا اللاتينية، وقال إنه سيقرر قريباً طبيعة الإجراء الذي ستقوم به بلاده، والتقى بمسؤولين عسكريين وآخرين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الإثنين الماضي، للتوصل إلى قرار بشأن سوريا.

وأعلن ترامب أنه سيشن هجومًا بالصواريخ على سوريا، اليوم الأربعاء، وطلب من روسيا الاستعداد لأن الصواريخ قادمة إليهم، وحث روسيا على ألا تكون شركاً لـ"حيوان يُطلق الغاز على شعبه ويستمتع بذلك"

خبراء: واشنطن تبحث عن "موطئ قدم"

تحجج واشنطن بـ"الهجوم الكيماوي" لشن ضربة ضد سوريا، لم يقنع الخبراء والمحللين. وترى نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية وخبيرة العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، أن التهديدات الأمريكية محاولة للحصول على موطئ قدم في الشرق الأوسط، والتصدي للوجود الروسي الإيراني، لاسيما أن سوريا رمانة الميزان في النظام الدولي القادم.

وترجح بكر أن يكون النظام الدولي الجديد قادرًا على تحدي الولايات المتحدة.

وقالت بكر إن "الولايات المتحدة تستخدم سوريا لإقصاء روسيا وحلفائها من المنطقة"، مشيرة إلى أن ذلك اتضح بعد طرد الدبلوماسيين الروس من واشنطن، والتنسيق مع بريطانيا وحلفائها فيما يتعلق بمزاعم محاولة اغتيال روسيا للعميل المزدوج السابق سيرجي سكريبال.

"الحصول على مبرر"

فيما يعتقد مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الولايات المتحدة تسعى إلى الحصول على مبرر للوجود في سوريا، رغم إعلان ترامب اعتزامه سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وقال السيد، لـ"مصراوي"، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تحرص على ألا يخرج كل من روسيا وإيران ونظام الأسد منتصرين من هذه الحرب، ولذلك تحاول العثور على أي مبرر لمواجهتهم وإضعاف النظام السوري.

فيديو قد يعجبك: