لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شغب واعتداءات على المسلمين..ماذا يحدث في سريلانكا؟ (س/ج)

03:19 م الأربعاء 07 مارس 2018

الأحداث دفعت الحكومة إلى فرض حالة الطوارئ

كتبت- هدى الشيمي:
شهدت جزيرة سريلانكا أعمال عنف وشغب منذ الأسبوع الماضي، تفاقمت أمس، الثلاثاء، بين الأغلبية البوذية والأقلية المسلمين ما دفع الحكومة إلى فرض حالة الطوارئ، بعد سقوط ضحايا وإلحاق الأضرار بعشرات المنازل والمساجد.

وقال رؤوف حكيم، وزير التخطيط المدني السريلانكي، لوكالة فرانس برس الإخبارية، إن مجلس الوزراء قرر فرض تدابير مشددة منها حالة الطوارئ لعشرة أيام على مستوى البلاد، كما فرضت الشرطة حظر التجول في منطقة كاندي وسط البلاد، والتي وقع فيها أعمال عنف، بعد خرق أشخاص، لم تُحدد هويتهم، حظر التجول وتسببوا في أضرار في المنطقة .

ولا تعد هذه الأحداث جديدة على سريلانكا، التي يعيش فيها عرقيات وديانات مختلفة، إذ شهدت المدن والقرى السريلانكية أحداث مماثلة، بين البوذيين من جهة، والمسلمين أو المسيحيين من جهة أخرى. وفي السطور التالية نستعرض ماذا يحدث في سريلانكا.

العنف في سريلانكا (1)

كيف بدأت الأزمة؟

بدأت الأزمة يوم الإثنين الماضي، بعد مصرع رجل دين من الإثنية السنهالية، ذات الأغلبية البوذية، على أيدي عصابات، يزعم البوذيون أنهم مسلمون متشددون ممن يحاولون إجبار المواطنيين على اعتناق الإسلام، واتباع تعاليم الديانة الإسلامية باستخدام القوة، وتخريب مواقع دينية بوذية.

وحاولت الشرطة التصدي للأحداث بنشر مئات من عناصر القوات الخاصة في المنطقة لاستعادة النظام، ومنع تصاعد وتير العنف، وانتشار موجة الغضب بين المواطنين في باقي المدن والمناطق، بحسب ما نقلته فرانس برس.

العنف في سريلانكا (2)

ومع ذلك لم يهدأ العنف الطائفي الذي شهدته البلاد خلال الفترة الماضية، فأعلنت الشرطة عن انتشال جثة مُسلم من تحت أنقاض منزل محترق، الثلاثاء الماضي، وأوقفت أكثر من 20 شخصًا بتهمة إعاثة الفوضى والفساد، والقيام بأعمال عنف طائفي.

وفي محاولة للسيطرة على الأوضاع، قال مسؤولون، الأربعاء، إن هيئة تنظيم الاتصالات في سريلانكا ستحجب مواقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل فيسبوك وفايبر وواتساب في أنحاء البلد لمدة ثلاثة أيام، بحسب ما نقلته وكالة رويترز الإخبارية.

وقال راجيتا سيناراتني، المتحدث باسم مجلس الوزراء السريلانكي للصحفيين، إن الحكومة طلبت من الهيئة حجب شبكات التواصل الاجتماعي بعد ظهور دعوات لمهاجمة المسلمين على موقع فيسبوك.

العنف في سريلانكا (3)

كيف يعيش المسلمون في سريلانكا؟

يعيش المسلمون كأقلية في سريلانكا، فبحسب الإحصائيات التي أجريت عام 2012، يشكل البوذيون، أغلبية السكان، حوالي 70.2 بالمئة، يليهم الهندوس الذين يشكلون حوالي 12.6 بالمئة من التعداد السكاني، فيما تبلغ نسبة المسلمين حوالي 9.7 بالمئة، ويقيمون ويعملون في المناطق الشمالية والشرقية، خاصة مقاطعة أمباري، وتيروكوناملاي، ومتاكيلافو.

وبحسب احصاءات، نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، يصل عدد المسلمين في سريلانكا إلى 2 مليون نسمة، وينحدرون من شعوب شمالي الهند، ويتحدثون اللغة السنهالا، ويواجهون اضطهادات كبيرة من قبل البوذيين.

ووقعت العديد من أعمال العنف بسبب الاختلافات الحياتية بين البوذيين والمسلمين في جنوب سريلانكا، تسببت في مقتل شخص وإلحاق الأضرار بمنازل وسيارات، كما شهدت فوضى وأعمال عنف بين بوذيين ومسلمين في يونيو 2014، أودت بحياة بوذيين ومسلمين، وسقوط العديد من الجرحى.

العنف في سريلانكا (4)

وقالت بي بي سي، إن هناك العديد من القضايا التي تثير الخلافات بين البوذيين والمسلمين الذين يعيشون في نفس المنقطة، مثل قضية ذبح الدواجن والماشية على الطريقة الإسلامية، كما يدعو رجال الدين البوذيين باستمرار إلى تنظيم مسيرات ودعوات لقطع أنشطة الأعمال التي يديريها المسلمون، كما أنهم يقدمون بالعديد من الشكاوى للحكومة من زيادة أعداد الأسر المسلمة.

ما دور أزمة الروهينجا في تصاعد العنف؟

وشهدت البلاد حالة من القلق والفوضى منذ فترة، بعد احتجاج بعض البوذيين القوميين على وجود طالبي اللجوء المسلمين الروهينجا القادمين من ميانمار (بورما) إلى سريلانكا، بعد نشوب نزاعات في ميانمار، حدثت أزمة لجوء كُبرى.

وأبدت الأمم المتحدة قلقها بشأن سلامة لاجئي الروهينجا، بعد صدور تقارير، في سبتمبر الماضي، تُفيد باجبار رهبان بوذيين وقوميين متطرفين لهم على الفرار من الملاجئ التابعة للمنظمة الأممية في العاصمة كولومبو.

وقال شهود عيان، لوكالة رويترز، إنهم شاهدوا واقعة رشق رهبان بوذيون وقوميون الملجأ مما دفع 31 من سكانه الروهينجا ومعظمهم نساء وأطفال للفرار من أجل سلامتهم. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

العنف في سريلانكا (6)

كيف تؤثر الأحداث على السياحة؟

قررت الشرطة فرض حظر تجول غير مُحدد المدة في منطقة كاندي، وهي مدينة كبيرة وسط سريلانكا، محاطة بالمرتفعات والجبال، وتشتهر بمزارع الشاي والغابات المطيرة التي يحرص السياح والأجانب على التردد عليها باستمرار، كما يوجد بها مواقع بوذية مقدسة من الأضرحة والمعابد.
وشهدت المنطقة أعمال عنف دموية منذ الأحد الماضي، ما يهدد حركة السياحية بداخلها إذا استمرت موجة العنف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان