بعد 9 أشهر من المقاطعة..الجارديان: خطط خليجية لإنهاء الأزمة مع قطر
كتبت- رنا أسامة:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن دول الخليج تدرس خططًا لكسر الجمود الذي تشهده المُقاطعة التي تقودها السعودية في قطر، من خلال إقناع طرفيّ الأزمة بالموافقة على تخفيف القيود على التحرّكات المدنية بين الدوحة ودول الرُباعي العربي، كخطوة أولى للتوصل إلى اتفاق أوسع يضع حدًا للأزمة.
وأضافت الصحيفة، في تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني، الثلاثاء، أنه من المُرجّح أن تتصدرّ الأزمة الخليجية طاولة المُباحثات بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الحكومة البريطانية تيريزا ماي، خلال لقائهما المُرتقب في لندن، غدًا الأربعاء، في إطار أولى جولاته الخارجية منذ تعيينه وليًا للعهد في يونيو الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا حثّت السعودية على إنهاء المقاطعة مع قطر، التي ألحقت ضررًا باقتصادات جميع أنحاء الخليج، دون أن تُحدِث تغييرًا في النظام القطري. وفيما ما يمكن اعتباره "بادرة لإنهاء الأزمة المُستعرة منذ نحو 9 أشهر"، ذكرت الجارديان أن دول الخليج تُخطط لإقناع الجانبين بفكّ القيود الجوية بين قطر والدول المقاطعة.
وبيّنت الصحيفة أن خطوة كهذه من شأنها أن تتطلّب من الدول المقاطعة تمكين الدوحة من استخدام مجالها الجوي، والسماح للرحلات القطرية من الهبوط في أراضيها، لاسيما وأن القيود البرية والبحرية والجوية أثّرت على نحو 10 آلاف مواطن خليجي، معظمهم من الدول المجاورة، منذ اندلاع الأزمة.
وقطعت دول السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر، يونيو الماضي، مُتهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب. الأمر الذي تواصل الدوحة إنكاره بشدة. وتبع ذلك فرض حظر طيران على السفر من هذه الدول إلى الدوحة بجانب إغلاق الحدود البرية والبحرية التي تجمع الدول الخليجية مع قطر.
وقبل أيام، ألقى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خطابًا بأمام الدورة رقم 37 لمجلس حقوق الإنسان، حيث طالب بمعاقبة المسئولين عما وصفه بالحصار المفروض على بلاده. وأشار أيضًا إلى أن هناك انتهاكات في حقوق الإنسان بسبب ما اعتبره "حصار غير قانوني وتدابير انفرادية قاسية من دول الحصار ضد الشعب القطري".
ورّدت دول الرباعي العربي ببيان مشترك، الأربعاء، أكّدت فيه أن الأزمة الأخيرة سياسية وصغيرة مع قطر ويجب أن يتم حلها في إطار المبادرة الخليجية. وقالت: "تود الدول الأربع أن تؤكد على دور قطر في دعم الأيدولوجيات المتطرفة والإرهابية ونشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف من خلال وسائل الإعلام".
وفي ظل محاولات الوساطة التي يُجريها عدد من الدول، على رأسهم الكويت، لإنهاء الأزمة، تقول "الجارديان" إن الولايات المتحدة ترغب في إنهاء الأزمة بشكل جزئي لأنها تخشى أن تتسبّب المُقاطعة في التقريب بين قطر الغنية بالنفط وإيران.
كما تُفضّل الولايات المتحدة أن يتوحّد الخليج في مواجهة طهران للحدّ من طموحاتها النووية ونفوذها الخارجي؛ الأمر الذي دفع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لتوجيه إدارة الرئيس دونالد ترامب بالتخلّي عن موقفها المبدئي الداعم لمُقاطعة قطر.
ورأت الجارديان أن لقاء بن سلمان المُرتقب مع الرئيس الأمريكي في واشنطن، سيمنح لترامب الفرصة لاختبار قابلية السعودية لإنهاء الأزمة.
ولم يتحدّد موعد زيارة بن سلمان لأمريكا بعد، فبعد أن ترددت أنباء أنه سيزور الولايات المتحدة خلال الفترة من 19 إلى 22 مارس الحالي، قال مصدران لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه "لم يتم حتى الآن تحديد موعد زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن"، وألمحا إلى أنها ربما تتم خلال شهري أبريل أو مايو المقبلين.
كان بن سلمان أكّد، في حوار مع الصحفيين على هامش زيارته الحالية للقاهرة، الاثنين، أن مشكلة قطر تافهة جدًا وأنه لا يشغل نفسه بها. وقال إن "من يتولى الملف أقل من رتبة وزير، وعدد سكانها (قطر) لا يساوي شارعًا في مصر، وأي وزير عندنا (في الحكومة السعودية) يستطيع أن يحل أزمتهم"، وفق تعبيره.
واعتبر أن هناك عُقدًا نفسية تُحرّك حكام قطر تجاه الدول العربية، مبينًا أن الطريقة الوحيدة لحل الأزمة تكون على طريقة تعامل الولايات المتحدة مع كوبا عام 1959، عندما تدهورت العلاقات الأمريكية- الكوبية بعد الثورة الكوبية المناهضة لسياسات واشنطن؛ ما أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين في أكتوبر 1960، ولم يتم تخفيف سوى عدد من القيود خلال فترة الرئاسة الأولى للرئيس السابق باراك أوباما.
فيديو قد يعجبك: