واس: مصر والسعودية.. تاريخ طويل من العلاقات المميزة
كتب- هشام عبدالخالق:
نشرت وكالة "واس" السعودية، تقريرًا حول العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية ومصر، واصفةً إياها بأنها تتمتع بمكانة عالية نظرًا للموقع على الخريطة السياسية والجغرافية الذي يتمتع به كلا البلدين، وكذلك ثقلهما على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.
وتابعت الوكالة، في تقرير مُطول لها اليوم الأحد، تمتاز المواقف بين البلدين الشقيقين بتطابق الرؤى واتفاق حول القضايا الإقليمية باختلاف جوانبها، وبما تشكله من علاقات عميقة وقوية وتاريخية واستراتيجية، لا تشوبها شائبة بدعم من قيادتي البلدين برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأشار التقرير إلى أن جبل (رضوى) شمال غرب المملكة شهد أول لقاء تاريخي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بالملك فاروق عام 1945، وضعت خلاله السياسة الثابتة لمستقبل العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر، حيث تطابقت وجهات النظر بين الملكين تجاه الجامعة العربية، ووافق الملك عبدالعزيز على بروتوكول الإسكندرية، وتمخض لقاؤهما عن موافقة الملك عبدالعزيز بشكل نهائي على انضمام المملكة العربية السعودية للجامعة العربية.
وفي 27 أكتوبر عام 1955 وقعت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، وقد رأس وفد المملكة في توقيعها بالقاهرة الملك فيصل بن عبدالعزيز.
وتؤكد الزيارات المتبادلة بين القيادتين في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، ففي 16 مارس 1987، قام خادم الملك سلمان بن عبد العزيز - حينما كان أميرًا لمنطقة الرياض آنذاك - بزيارة لجمهورية مصر العربية لافتتاح معرض المملكة بين الأمس واليوم في القاهرة.
وعقب توليه مقاليد الحكم، توالت اللقاءات الرسمية بين القيادتين، حيث عقد في 1 مارس 2015، مع الرئيس عبدالفتاح السيسي جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض أوجه التعاون الثنائي لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، والتأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين المملكة ومصر، والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات.
وفي 28 مارس 2015، ترأس الملك سلمان بن عبدالعزيز وفد المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية، والتقى لدى وصوله فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وفي 2 مايو 2015، استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
وفي 31 أغسطس 2015، أكد خادم الحرمين الشريفين - في اتصال هاتفي - مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية (إعلان القاهرة) وما يحمله من مضامين عليا ومهمة للأمتين الإسلامية والعربية وأن العلاقة بين البلدين الشقيقين استراتيجية وتكاملية.
وفي 11 نوفمبر 2015، استقبل خادم الحرمين الشريفين بمقر مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك على هامش أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.
وجرى توقيع محضر إنشاء مجلس تنسيق سعودي / مصري، لتنفيذ إعلان القاهرة، والملحق التنفيذي المرافق للمحضر، ووقعه معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، وعن الجانب المصري معالي وزير الخارجية الأستاذ سامح شكري.
وفي 11 نوفمبر 2015، وجّه خادم الحرمين الشريفين، الخطوط الجوية العربية السعودية باستمرار تسيير رحلاتها إلى شرم الشيخ من الرياض وجدة، دعماً للسياحة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، مؤكداً ثقته التامة بالأمن المصري والجيش المصري وحكومة مصر في حماية أمن واستقرار جمهورية مصر العربية الشقيقة تحت قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وفي 10 مارس 2016، عقد خادم الحرمين الشريفين اجتماعًا مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك على هامش المناورة الختامية لتمرين "رعد الشمال" التي أقيمت بحفر الباطن وشارك فيها عدد من الدول الشقيقة.
وفي7 أبريل 2016، عبرت الرئاسة المصرية عن ترحيبها الكبير قيادةً وحكومةً وشعباً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ومواقفه المُقدّرة والمشرفة إزاء مصر وشعبها، التي تعكس خصوصية العلاقات السعودية المصرية وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وثقافية راسخة وتاريخ مشتركٍ ومصيرٍ واحد.
وفي 8 أبريل 2016، قلد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قلادة النيل، أرفع الأوسمة تقديرا له، لما قدم من خدماته إنسانية جليلة.
وقد شهد خادم الحرمين الشريفين خلال تلك الزيارة وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون بين البلدين في عدد من المجالات، شملت اتفاقيات قروض مشروعات تنموية في مجالات الطاقة والتنمية والكهرباء وتجنب الازدواج الضريبي، والصحة، والنقل البحري والموانئ والزراعة والإسكان والتجارة والصناعة ومكافحة الفساد والتعاون التعليمي والثقافي بالإضافة إلى تعيين الحدود البحرية بين البلدين.
وفي 9 نوفمبر 2016، زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود جامع الأزهر، واطلع على تصاميم وعناصر مشروع إعادة تأهيل جامع ومشيخة الأزهر الأثرية الذي بدأ العمل فيه بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - ووضع أيده الله خلال الزيارة حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية التي تشمل مجمعات سكنية ومرافق خدمية وتعليمية لطلبة الأزهر.
كما شهد خادم الحرمين الشريفين والرئيس عبدالفتاح السيسي، بقصر عابدين في القاهرة، توقيع مجموعة من الاتفاقيات شملت إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار برأسمال (60) مليار ريال بين صندوق الاستثمارات والكيانات التابعة له والمتفقة معه والحكومة المصرية والكيانات التابعة لها والمتفقة معها، ومذكرة تفاهم صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية ووزارة التعاون الدولي في جمهورية مصر العربية لإنشاء منطقة اقتصادية حرة في شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين وزارة التعاون الدولي في جمهورية مصر العربية والصندوق السعودي للتنمية ، وهذه الاتفاقيات ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبة جزيرة سيناء.
وفي 11 نوفمبر 2016، مُنحت لخادم الحرمين الشريفين، شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة.
والتقى الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس عبدالفتاح السيسي في 2 أكتوبر 2017، وذلك على هامش أعمال القمة المنعقدة في منطقة البحر الميت جنوب الأردن ، وفي 26 رجب 1438 هـ عقد ـ أيده الله ـ جلسة مباحثات رسمية مع فخامته.
وتؤكد زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر في يوليو 2015، حرصه - منذ توليه مقاليد الحكم - على استمرار تكامل العلاقات السعودية المصرية، وتأتي تتويجًا لهذه العلاقة بين البلدين الشقيقين وزيادة في توافق التوجهات في مجمل القضايا العربية وتكاملها تحقيقًا للآمال العربية والإسلامية بفضل هذا المستوى من التنسيق الدائم.
فيديو قد يعجبك: