وكالة: هزيمة جيش الإسلام دليل على تلاشي دور السعودية في سوريا
كتب- محمد الصباغ:
قبل ثلاث سنوات، نظم أحد أكبر الفصائل المسلحة المعارضة في سوريا، "جيش الإسلام"، عرضًا عسكريًا ضخمًا شارك فيه آلاف المقاتلين من المعارضة المسلحة واستعرضوا أسلحة ودبابات ومدرعات على أعتاب العاصمة السورية دمشق.
كان هذا العرض العسكري في مدينة دوما السورية في ربيع عام 2015، وأظهر تزايد نفوذ الفصيل المسلح المدعوم من السعودية في الغوطة الشرقية، والتي طالما كانت مكانا لانطلاق الهجمات على دمشق التي يعيش فيها الرئيس السوري بشار الأسد.
حاليًا يبقى "جيش الإسلام" وحيدًا في الغوطة الشرقية، ومقاتلوه يواجهون خيارًا قاسياً: الاستسلام أو الموت.
وقال هيثم بكار، الناشط المعارض في دوما لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن الوضع في دوما خطير جدًا لأنه من غير الواضح ما سيحدث بعد ذلك. وأضاف أن الأمر بمثابة مسألة وجودية حيث أن أغلب مقاتلي جيش الإسلام من المدينة بالأساس.
وأضاف بكار: "لو تحرك جيش الإسلام إلى الشمال ستكون نهايته".
تقع مدينة دوما في شمال شرق العاصمة دمشق، وهي المعقل الأخير للمعارضة المسلحة في مناطق الغوطة الشرقية، بعدما غادر آلاف المقاتلين من أحرار الشام وفيلق الإسلام مدنهم بعدنا سقطت في قبضة الحكومة السورية بمساعدة روسيا.
ولأيام كان مقاتلي التنظيمين يغادرون الجيوب في شرق الغوطة على متن حافلات خضراء ترمز إلى الهزيمة.
وبمساعدة الضربات الجوية الروسية، بدأ الجيش في سوريا حملة عسكرية لاستعادة الغوطة الشرقية، وتسببت في مقتل أكثر من 1600 شخص منذ 18 فبراير الماضي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
اتجه مقاتلو المعارضة المسلحة بعدما خرجوا من الغوطة إلى مدينة إدلب، وهي المنطقة التي يهيمن عليها تنظيم القاعدة بالقرب من الحدود التركية.
لكن على العكس من ذلك، "جيش الإسلام" هو مجموعة من المواطنين الوريين ولا يمتلك أي معقل قوي في البلاد. ويقول فيصل عيتاني، الزميل بمعهد أتلانتيك بواشنطن: "جيش الإسلام فصيل محلي تدرج أفراده من خلفيات سلفية عاشوا في ريف دمشق".
وأضاف: "بشكل أدق، جيش الإسلام صنع في دوما، ولا أعلم كيف سيمكنه البقاء خارج المدينة،" وخصوصا في إدلب حيث يقطن فيها المنافسين من المعارضة.
وبحسب الوكالة الأمريكية تعتبر هذه الهزيمة لجيش الإسلام دليلًا على تلاشي الدور السعودي، التي كانت تدعم بشكل رئيسي المعارضة السورية.
وحاليًا يبقى حوالي 10 آلاف مقاتل معارض في مدينة دومة محاصرين، وسط مخاوف كبيرة من عدد ضخم من المدنيين الذي يخشون من الهجوم المحتمل من الجيش السوري في حال عدم انسحاب المعارضين المسلحين.
وقال أحد المدنيين إن هناك حوالي 150 ألف مدني في دوما، والكثير منهم نازحين محليين من مناطق في الغوطة الشرقية، ويعيش بعضهم في مبان مدمرة.
ويمثل المدنيون نقطة ضغط على الفصيل المسلح في المفاوضات بينه وبين الحكومة. وقال نشطاء معارضون لأسوشيتد برس إن روسيا منحت جيش الإسلام 48 ساعة فقط بداية من الثلاثاء لمغادرة دوما من الشمال السوري وإلا سيواجه هجومًا كاسحًا.
لكن المتحدث باسم الفصيل المسلح، حمزة بيرقدار، نفى هذه التقارير وقال إن مقاتلي جيش الإسلام لن يغادروا أبدًا، واصفًا عمليات المغادرة من المدينة بأنها تهجير قسري.
وصرح لقناة العربية السعودية الثلاثاء: "نتفاوض من أجل البقاء لا الرحيل. الذين سيغادرون الغوطة الشرقية لن يحلموا أبدًا بالعودة إلى بيوتهم".
وتواجه المجموعة المسلحة خيارات ليست جيدة. فالذهاب نحو إدلب سوف يضع مقاتليها في منطقة تهيمن عليها القاعدة، الذين شهدوا معارك كبيرة سابقة بينهم. في حين أشارت تقارير أخرى إلى أن روسيا رفضت ذهاب مقاتلي جيش الإسلام إلى مدينة درعا في الجنوب. ومثل هذه الحركة سوف تجعل المسلحين بالقرب من الحدود الأردنية، والتي عبرها قد يتلقون المساعدة من المملكة العربية السعودية.
فيديو قد يعجبك: