إعلان

بعد احتلال "عفرين".. هل يواصل أردوغان التقدم في سوريا ؟

11:28 م الإثنين 19 مارس 2018

الجيش التركي

كتب - عبدالعظيم قنديل:

احتلت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، أمس الأحد، كامل مدينة عفرين في شمالي سوريا، في إطار حملة عسكرية مستمرة منذ نحو شهرين ضد المقاتلين الأكراد.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ أن "وحدات الجيش السوري الحر سيطرت على مركز عفرين صباح أمس". وتعهدت الإدارة الكردية المحلية في مدينة عفرين السورية عقب استيلاء الجيش التركي عليها بأن "تهاجم القوات الموجودة في كل أنحاء عفرين مواقع تركيا وحلفائها كلما أتيحت لها الفرصة".

ويرى مراقبون أن السؤال المطروح الآن: "هل ستواصل تركيا التقدم للسيطرة على الأجزاء الأخرى التي يسيطر عليها المقاتلون الاكراد في شمالي سوريا".

من جانبه، قال محمد حامد، الخبير في الشأن التركي، إن القوات التركية دخلت بتافاهمات مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وأن عملية "غصن الزيتون" ليست في صالح أهداف إيران وروسيا فحسب، ولكن أيضًا في مصلحة نظام الأسد، وذلك عبر القضاء على حلم الدولة الكردية، حسب قوله.

وبشأن موقف الولايات المتحدة، رأى "حامد"، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن القيادة التركية تراقب عن كثب رد فعل وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو، خاصة وأنه معروف بعدائه للتيارات الإسلامية المتشددة، لكن واشنطن سترفض الانسحاب من مدينة "منبج" في المرحلة القادمة.

وأعربت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الإثنين، عن قلقها، وقالت: إن الولايات المتحدة "قلقة بشدة" من الأحداث في مدينة عفرين حيث هرب معظم السكان".

وعن الإدانات الدولية للعدوان التركي على عفرين، أوضح الخبير بالشأن التركي، أن القرار حالًا قد يكون في مجلس الأمن مراعاة للوضع الإنساني، وعمليات النهب والسرقة التي تعرض لها المدنيين الأكراد، مؤكدًا أن الأسلوب التركي في تدخلها العسكري يعتمد على الاتفاق مع مجموعة من المتشددين، الذين يحملون هويات تركية.

وذكرت وكالة فرانس برس، أن مقاتلين سوريين موالين لأنقرة أقدموا على نهب عدد كبير من المحال التجارية في عفرين بعد سيطرتهم مع القوات التركية على المدينة الواقعة في شمال سوريا.

وأضاف حامد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حصل على مراده واكتسب شعبية داخل الأوساط الجماهرية، كاشفًا في الوقت نفسه عن أن مقتل قائد مشاة عملية "غصن الزيتون" التركية مدحت دونجي مثل خسارة فادحة للقوات التركية.

وكانت تقارير إعلامية أفادت، أمس الأحد، بوفاة قائد مشاة عملية "غصن الزيتون" التركية إثر إصابته بجروح خطيرة منتصف الشهر الجاري خلال الاشتباكات مع المسلحين الأكراد في عفرين.

من جهة أخرى، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، خبير الشئون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ردود الفعل السلبية الدولية على عملية "غصن الزيتون" ستمنع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من التوغل داخل سوريا أكثر.

وكانت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، فيدريكا موجريني، أدانت الهجوم العسكري التركي على مدينة عفرين شمالي سوريا، مطالبة أنقرة بخفض حدة القتال.

وتوقع عبدالفتاح، أن تتفاوض تركيا مع روسيا والأسد بشأن احتمالات قيام الدولة الكردية، مضيفًا أن السيطرة على عفرين أعطت أردوغان ميزة التفاوض من منطلق "قوة"، ولذا ستتفاوض على إبرام صفقة بالتفاهم مع موسكو، بما في ذلك إنشاء منطقة عازلة على الحدود بين سوريا وتركيا.

وتخضع عفرين لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية.

وعن موقف القوات الحكومية السورية، ذكر الخبير بالشئون التركية أن نظام الأسد يتظاهر باعتراضه على الهجوم التركي على عفرين، لكن ما يهم الأسد هو الاستمرار في السلطة حتى ولو على حساب اقتطاع جزء من الأراضي السورية لأي طرف، ومن المرجح أن تكون هناك تفاهمات خفية بين أنقرة ودمشق، بحسب قوله.

وبدأت تركيا في 20 يناير الماضي عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "غصن الزيتون"، لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من عفرين. وتقول الحكومة التركية، إن هذه الميليشيا ترتبط بحزب العمال الكردستاني المحظور، والذي يقاتل من أجل استقلال الأكراد في جنوب شرق تركيا منذ ثلاثة عقود، وتعده أنقرة منظمة إرهابية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان