كاتب بريطاني: ترامب حقق لكوريا الشمالية ما تريده
لندن - أ ش أ:
رأى الكاتب البريطاني جورج إيتون، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد منح كوريا الشمالية ما تريده وهو "المعاملة بنِديّة".
وقال إيتون - في مقاله بمجلة (نيوستيتسمان)- إن موافقة ترامب على لقاء نظيره الكوري الشمالي كيم يونج أون قد حقق هدف برنامج التسلح النووي لبلاد الأخير.
وأشار الكاتب، إلى أن ترامب وبعد سبعة أشهر فقط من تهديده ووعيده بـ"نار وعنف لم يشهد لهما العالم مثيلا"، قد وافق الآن على أن يكون أول رئيس أمريكي في التاريخ يلتقي رئيسًا كوريا شماليا.
ورأى إيتون أن "المفاجأة في الأمر هي أننا ينبغي أن نتفاجأ: إن ترامب قائد مجازف ونرجسي لا يحتكم إلى فكر تقليدي أو دبلوماسية، وما يجذبه في الموضوع هو أمر واضح فهو يريد أن يحرز نجاحا في موضع فشل فيه سلفه أوباما".
ولفت إيتون إلى أن البيت الأبيض يصوّر إعلان الموافقة على اللقاء باعتباره انتصارا لـ "ضغوط ترامب الثقيلة"؛ ويؤكد (البيت الأبيض) أن العقوبات التأديبية لن تُلغَ ما لم تنزع كوريا الشمالية أسلحتها عمليا وليس لمجرد الكلام؛ وعلى حد تعبير مسئول بارز فإن "الرئيس ليس مستعدا لمكافأة كوريا الشمالية في مقابل الكلام".
غير أن الاتفاق على إجراء المحادثات، بحسب الكاتب، هو في حد ذاته مكافأة من أمريكا لكوريا الشمالية التي باتت على شفا تحقيق هدف سعت إليه منذ فترة طويلة هو: الجلوس كـ نِدّ مع واشنطن على قدم المساواة.
ونبه إيتون إلى أن البرنامج النووي الكوري الشمالي، بعيدا عن وصْمه بالجنون، طالما ارتكز إلى أساسات عقلانية؛ فلقد أكسب المشروع المرهوب نفوذا دبلوماسيا للدولة المنعزلة؛ كما أن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون قد تعلم الدرس من سقوط صدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا والذي مفاده أن الحاكم المطلق يدفع ثمن التخلي عن أسلحته غاليا.
وأكد صاحب المقال أن كوريا الشمالية لن تتخلَ عن أسلحتها بدون ضمانات أمنية وبدون تخفيف إنْ لم يكن رفْع للعقوبات.
ورأى إيتون أن كوريا الشمالية إذْ أرغمت الولايات المتحدة على التعامل معها كنِدّ إبان احتفالها بمرور سبعين عاما على تأسيسها - فإنها تكون بذلك قد أحرزت انتصارا كبيرا.
أما بالنسبة لـ ترامب، الذي قامر كثيرا وخسر كثيرا، فإن ثمن هذا الفشل سيكون باهظا - على حد تعبير الكاتب.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: