إعلان

القتال متواصل في الغوطة الشرقية في سوريا رغم "التهدئة الروسية"

07:43 م الثلاثاء 27 فبراير 2018

سكان الغوطة الشرقية يهربون من القصف

(بي بي سي):

يتواصل القتال في منطقة الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، في أول يوم تطبق فيه التهدئة لمدة خمس ساعات يوميا.

وكانت روسيا، حليف الحكومة السورية، قد طلبت ببدء التهدئة للسماح للمدنيين بالمغادرة.

وقال نشطاء إن الهجمات الجوية وهجمات المدفعية للقوات الحكومية السورية ما زالت مستمرة، وقالت القوات الروسية إن المعارضة المسلحة قصفت "الممر الإنساني" المخصص لمغادرة المدنيين.

ونتيجة لذلك، لم تتمكن الأمم المتحدة من توصيل مواد الإغاثة أو إجلاء الحالات الطبية الحرجة.

وكانت الولايات المتحدة قد دعت روسيا لاستخدام نفوذها لضمان هدنة مدتها 30 يوما.

ومرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع يوم السبت قرارا يطالب بوقف القتال في سوريا باكملها، ولكن القرار لم يحدد تاريخا لبدء تنفيذ القرار.

وقال الدفاع المدني السوري، المعروف بالخوذ البيضاء، إن شخصا واحدا قتل في دوما جراء القصف. ولكن المرصد لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن الهجوم وقع قبل بدء التهدئة.

وقالت وكالة الأنباء الحكومية السورية، سانا، إن "إرهابيين" قصفوا مسار قوافل الإغاثة المؤدي إلى مخيم الوافدين الذي تسيطر عليه القوات الحكومية، الواقع شمال شرق دوما، وكانوا يستخدمون "دروعا بشرية".

وقتل 568 شخصا على الأقل في الهجمات الجوية وهجمات المدفعية على الغوطة الشرقية في الأيام التسعة الماضية، حسبما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت روسيا إن تهدئة القصف ستبدأ من التاسعة صباحا وتستمر حتى 14:00 بالتوقيت المحلي (7:00 إلى 12:00 بتوقيت غرنيتش) يوميا.

وأضافت روسيا أن الهلال الأحمر السوري سيساعد في إقامة مرر إنساني وأن سكان المنطقة سيتم إخطارهم بكيفية المغادرة عبر منشورات ورسائل نصية وتسجيلات بالفيديو.

وستنتظر الحافلات وسيارات الاسعاف ستنتظر على المعابر لإجلاء المرضي والمصابين.

وقال ستيفان دجوريك المتحدث باسم مجلس الأمن لوكالة فرانس برس "خمس ساعات أفضل من ألا يوجد وقت على الإطلاق، ولكننا نود أن نرى وقفا لجميع العمليات القتالية على مدى 30 يوما، حسبما قرر مجلس الأمن".

وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إنه يجب بحث شن هجمات جوية في سوريا إذا كانت هناك أدلة على استخدام أسلحة كيماوية.

وقال جونسون لبي بي سي "إذا علمنا أن (هذه الهجمات) حدثت، يمكننا أن نكشفها، وإذا كان هناك اقتراح للقيام بإجراء يمكن لبريطانيا المساعدة فيه، سنفكر في الأمر بجدية".

وجاءت تعليقات جونسون بعد يومين عن ورود تقارير عن هجوم بغاز الكلور في الغوطة الشرقية. ونفت الحكومة السورية استخدام أسلحة كيمياوية، ولكن خبراء الأمم المتحدة على ثقة أن الحكومة السورية استخدمت غاز الكلور وغاز السارين في الماضي.

وتقول وكالات الإغاثة إنها في حاجة إلى أن تثق في أن وقف إطلاق النار سيتم بالفعل قبل إرسال أطقم الإغاثة والمركبات.

وقال الطبيب محمد كتوب، وهو طبيب مقره تركيا مع الجمعية الطبية السورية الأمريكية، التي تقدم العون للمستشفيات في الغوطة الشرقية، لبي بي سي "لا نعتقد أن هذه الهدنة ستقدم أي نوع من النفع للمدنيين في الغوطة الشرقية. خمس ساعات لا تكفي لأي شيء".

وأضاف "الهدنة لا تعني أن المنظمات الأهلية ستتمكن من الدخول لتوصيل أي مواد إغاثة إلى الغوطة الشرقية".

وقال " ما يسمح له بالدخول فقط هو قوافل الأمم المتحدة، وإمكانية وصولها محدودة للغاية نظرا للقيود التي تفرضها الحكومة السورية. ولم تدخل سوى 10 قوافل إلى الغوطة في 14 شهرا، وجلبت ما يقل عن 10 في المئة من الاحتياجات".

ما الذي سيتمكن الناس من الحصول عليه اثناء التهدئة؟

يعد الوافدين نقطة رسمية لدخول وخروج الناس من الغوطة الشرقية منذ فترة.

ولكن منظمة "ريتش إنيشيتيف"، التي تراقب الموقف في الغوطة الشرقية، قالت في وقت سابق من الشهر الجاري، إن أقل من 10 في المئة من سكان الغوطة الشرقية، المكون من موظفي القطاع العام والرجال الذين تزيد أعمارهم عن الأربعين سيسمح لهم بالمغادرة. وأضافت أن الجماعات المسلحة ما زالت لا تسمح للنساء والأطفال بالمغادرة لأسباب أمنية.

وقالت المنظمة إن الذين يحاولون مغادرة المنطقة يواجهون طلقات القناصة والألغام الأرضية والقصف الاعتداء اللفظي والجسدي والاحتجاز، وفي حالة النساء، التحرش الجنسي والتفتيش المهين والضرب.

هل تماثل التهدئة الهدنية المقترحة من الأمم المتحدة؟

يطالب قرار مجلس الأمن بأن "توقف جميع الأطراف القتال بدون تأجيل أو إرجاء لمدة 30 يوما على الأقل" للسماح بدخول مواد الإغاثة الطبية والإنسانية وإجلاء المرضى في حالات حرجة.

وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الاثنين، الأطراف المتحاربة في سوريا إلى تنفيذ وقف إطلاق النار قائلا إنه "ليس بوسع الغوطة الشرقية الانتظار، حان الوقت لوقف هذا الجحيم على الأرض".

وتعد الغوطة الشرقية آخر معقل لمقاتلي المعارضة بالقرب من العاصمة دمشق، وتحاصرها القوات السورية منذ عام 2013 بدعم من حلفائها الروس والإيرانيين.

وذكرت الأمم المتحدة أن نحو 393 ألف مدني محاصرون في المنطقة.

وتشير تقديرات جمعيات حقوقية في إلى أن نحو 12763 مدنيا قتلوا نتيجة هجمات شنتها القوات الحكومية السورية وحلفاؤها في الغوطة الشرقية منذ مارس/ آذار 2011، عندما بدأت الحرب الأهلية السورية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان