قيادي كردي: ليس هناك تقدم حقيقي للأتراك سوى ببعض الجيوب والقوات الشعبية تقاتل إلى جانبنا
القاهرة - (د ب أ):
قلل روجهات روج، مسؤول المكتب الإعلامي لوحدات حماية الشعب في مدينة عفرين، من حجم وأهمية التقدم الذي حققته القوات التركية في المدينة الواقعة شمال غرب حلب على مدار الأيام الماضية، مشددا على أن هذا التقدم التركي لم يتحقق إلا ببعض الجيوب، وأن وحدات الحماية لا تزال بموقع المنتصر حتى اللحظة الراهنة
وأوضح روج، في اتصال مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "بالنسبة لتقدم الأتراك ليس هناك تقدم حقيقي سوى في بعض الجيوب ...وهناك مناطق أخرى لا يستطيعون الثبات فيها، على الرغم من مرور 38 يوما من الهجوم".
ونفي القيادي الكردي بشدة ما يردد في هذا الإطار عن أن هذا التقدم التركي يعود بدرجة كبيرة لاقتصار خبرة ومهارة مقاتلي وحدات الحماية على حرب العصابات داخل المدن فقط، وبالتالي لم يستطيعوا في حرب شبه نظامية ومباشرة كالدائرة الأن بينهم وبين القوات التركية من الثبات والمحافظة على خطوط دفاعهم الأولى ، مشيرا لاعتماد الجيش التركي بنسبة كبيرة على سلاح الطيران لتخوف مقاتليه وكذلك مقاتلي الفصائل السورية المسلحة المتحالفة معه من مواجهة عناصر وحدات الحماية على نحو مباشر .
وقال " الجيش التركي يستخدم في هجومه الطيران بنسبة 70%، إضافة إلى المدافع والدبابات، وهذا يدل على خوفه من العمليات التي يقوم بها مقاتلينا.. ورغم ذلك، ومع استخدام كل هذه الأسلحة، فشل في تحقيق أهداف حملته حتى الآن... وعناصرنا ينفذون عمليات عسكرية واسعة في مناطق حدودية استطاع الأتراك السيطرة عليها مؤخرا".
وأضاف "حالياً ،ونحن نتحدث، هناك أكثر من 10 طائرات تركية تحوم في سماء المنطقة، وعناصرنا يتصدون لها...وكما يعلم الجميع استطعنا من قبل أسقاط أكثر من مروحية تابعة للجيش التركي في قرية (قدي) في راجو واعترف الأتراك بذلك".
وتابع " واليوم هناك حديث عن إرسال تركيا للمزيد من التعزيزات لعفرين ...تركيا منذ شهر ترسل التعزيزات ...وهذا يدل على خسائرها الكبيرة في الجنود والعتاد".
وفي رده على التساؤل حول مهمة الوحدات الشعبية التابعة للجيش السوري بعفرين ،وربط كثيرين بين دخولها لعفرين في ال20 من شباط /فبراير الجاري وبين استمرار تصاعد وتيرة القصف الجوي والبري التركي للمنطقة فضلا عما أحرزه الاتراك من تقدم عسكري وبسط للسيطرة مما يعني عدم تحقيق أي مكاسب للجانب الكردي جراء دخولها ،أجاب روج " الوحدات الشعبية التابعة للجيش السوري تقاتل بجانب وحداتنا في الجبهات واستشهد 4 منهم حتى اللحظة الراهنة جراء الاستهداف التركي لهم...مهمة هذه الوحدات منذ البداية كانت واضحة هي الانتشار في النقاط الحدودية ومساندة قواتنا ضد العدوان التركي "
وأضاف مشددا " أما تصاعد الحرب التركية في الأيام الأخيرة فهو راجع للخسائر الكبيرة التي لحقت بالأتراك ومرتزقتهم من الفصائل الموالية لهم وكذلك يتعلق بانزعاج الداخل التركي من إطالة الحرب دون الوصول إلى أهدافها التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بداية العدوان على عفرين ، الرجل وجيشه يحاولان استغلال الصمت الدولي تجاه جرائمه ضد شعب عفرين قبل حدوث التغيرات على الصعيد الدولي وانهيار اتفاقياته مع روسيا والأطراف الأخرى".
وذكر روج "اما لمن يتساءلون عن مكاسبنا جراء دخول الوحدات الشعبية لعفرين فنقول لهم ، نحن سوريون ونكسب من أي سوري يشاركنا في صد الهجوم التركي الإرهابي".
وشدد القيادي على أن "جميع عناصر وحدات الحماية ستواصل كما قررت منذ البداية المقاومة بكل ما تملك حتى هزيمة العدوان التركي ومرتزقته...وإلى اللحظة الراهنة نحن منتصرون".
من جهة أخرى، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ، رامي عبد الرحمن، أن وجود الوحدات الشعبية التابعة للحيش السوري بعفرين لم يؤد إلى أي تقدم إيجابي ، بل العكس،تم رصد تقدم استراتيجي واضح للقوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية المشاركة معها في عملية غصن الزيتون.
وأوضح في اتصال هاتفي مع الـ (د ب أ) "لقد تمكنت تلك القوات التركية والفصائل المتحالفة معها خلال الساعات الفائتة من وصل مناطق سيطرة الفصائل والقوات التركية العاملة في عملية ( درع الفرات ) بريفي حلب الشمالي والشمال الشرقي ومحافظة إدلب وريف حلب الغربي عبر شريط حدودي يمر من شمال وغرب عفرين ويصل بين هذه المناطق المشار إليها...وبهذا تكون تلك القوات قد سيطرت على نحو 140 كلم متر من الشريط الحدودي لعفرين مع تركيا ولواء إسكندرون .
وقلل عبد الرحمن كثيرا ما يردده بعض المحللين عن أن انسحاب وحدات الحماية أمام القوات التركية والفصائل العاملة معها ليس هزيمة بقدر ما هو محاولة ذكية لاستدراجهما إلى داخل مدينة عفرين والاقتصاص منهم ، معتبرا تلك الأحاديث " نوعا من الحرب المعنوية والدعائية لا أكثر" .
فيديو قد يعجبك: