إعلان

بعد تحالفه مع الأكراد.. الأسد في عفرين لمواجهة الأتراك

02:35 م الإثنين 19 فبراير 2018

الرئيس السوري بشار الاسد

كتبت – إيمان محمود:

بعد نحو شهر من المواجهات العنيفة بين قوات الأكراد في عفرين السورية، والقوات التركية وحلفائها من الفصائل السورية السُنية، لم تجد قوات الحشد الشعبي الكردية سبيل لوقف خسائرها الفادحة، سوى التحالف مع الرئيس السوري بشار الأسد لمواجهة الهجوم التركي المُسمى بـ"غُصن الزيتون".

الأسد الذي ظل بعيدًا بقواته عن الشريط الحدودي مع تركيا في ريف حلب منذ عام 2013، وجد في الاتفاق مع الأكراد المسلحين فرصة عظيمة للسيطرة على تلك المنطقة، وفي الوقت ذاته ردع تركيا عن التواجد بمساحات كبيرة ومنع الجيش السوري الحر والفصائل التي تدعمها تركيا من السيطرة والتوسع في هذه المنطقة.

القوات الحكومة السورية أعلنت اليوم الاثنين، دخول مدينة عفرين خلال الساعات القليلة القادمة، لتواجه ما أسمته بـ"العدوان التركي على عفرين وأهلها"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا".

وأعلن حزب الوحدة الديمقراطي الكردي، عن التوصل إلى اتفاق مع نظام الأسد لدخول قوات النظام إلى مدينة عفرين، وأن الهدف من دخول المدينة هو حمايتها والدفاع عنها.

كان هذا الإعلان الأول من نوعه عن وجود اتفاق بين الطرفين، والذي جاء بعد ساعات من كشف المستشار الإعلامي لوحدات حماية الشعب في عفرين عن مباحثات تجري بين الإدارة الذاتية ونظام الأسد بشأن عفرين.

المستشار الإعلامي لوحدات حماية الشعب في عفرين، أعلن أيضًا أن الخيارات جميعها متاحة طالما تمنع الدخول التركي، بحسب تعبيره.

ومنذ بدء الصراع في سوريا عام 2011؛ أقامت وحدات حماية الشعب وحلفاؤها ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي في الشمال من بينها عفرين المجاورة لتركيا، وزاد مجال نفوذهم بعد سيطرتهم على أراض من تنظيم داعش بمساعدة الولايات المتحدة على الرغم من اعتراض واشنطن على خططهم للاستقلال وكذلك الحكومة السورية.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية "جماعة إرهابية"، وامتدادًا لحزب العمال الكردستاني، لكن الفصائل الكردية المُسلحة تنفي وجود أي صلة مباشرة بالحزب المحظور داخل تركيا.

وأعلن الجيش التركي -في بيان- تدمير 674 هدفًا لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية وتنظيم داعش الإرهابي خلال الغارات الجوية منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون" في 20 يناير الماضي، بالإضافة إلى التقدم في 300 كيلومتر مربع من عفرين على حساب الأكراد.

ومن المقرر بحسب الاتفاق مع الأكراد؛ أن ينشئ النظام السوري قاعدة عسكرية له تكون قاعدة انطلاق باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا، وباتجاه الجبهات المشتعلة مع الجيش التركي وحلفائه، ينطلق منها إلى الجبهات، بينما أرجئت التفاصيل الأخرى المتعلقة بعودة المؤسسات الرسمية وإدارة النظام للمؤسسات الحكومية، إلى حوار سوري – سوري، بحسب ما نقلته الشرق الأوسط عن قيادي كردي.

وفي وقت سابق؛ فشل ممثلو الحكومة السورية والقوات الكردية في التوصل إلى اتفاق بشأن انتشار القوات الحكومية في منطقة عفرين، بسبب ربط دخول قواتها إلى عفرين بتسليم وحدات حماية الشعب الكردية كامل سلاحها، وهو ما رفضته الوحدات، بحسب "سكاي نيوز".

وبدأت تركيا تدخلها المباشر في شمال سوريا في أغسطس من العام 2016، بدعم جماعات المعارضة السورية المسلحة في هجوم عسكري لطرد تنظيم داعش من حدودها، ومنع وحدات حماية الشعب الكردية من ربط عفرين بمناطق أخرى تسيطر عليها إلى الشرق.

كما أنها أشارت في وقت سابق أن عمليتها العسكرية لن تنحصر في عفرين فقط، مُجددة الأسبوع الماضي، مطالبتها للوحدات الكردية بالانسحاب من جميع الأراضي السورية الواقعة على غرب نهر الفرات.

فيديو قد يعجبك: