إعلان

مبعوث أمريكا السابق للشرق الأوسط: بن سلمان ثوري يشبه "أتاتورك".. ادعموه

02:48 م الثلاثاء 13 فبراير 2018

الأمير محمد بن سلمان

كتبت - رنا أسامة:

أشاد الدبلوماسي الأمريكي ومفاوض السلام السابق في الشرق الأوسط، دينيس روس، بالتغيير الذي أضفاه الأمير محمد بن سلمان على السعودية في الآونة الأخيرة، وقال في مقال مُطوّل بالواشنطن بوست إن هذا التغيير سيؤثر بالإيجاب على المملكة والمِنطقة بأكملها، داعيًا واشنطن لدعم خطوات ما وصفه بـ "ولي العهد السعودي الثوري".

وانطلق روس في حكي ما لمسه من تغيير في زيارته الأخيرة إلى المملكة قائلًا :"لقد عُدت توًّا من زيارتي الثانية إلى السعودية، حيث بدا جليًا أن ولي العهد محمد بن سلمان، 32 عامًا، بات القوة الدافعة للتغيير في المملكة. ونجح بفضل جهوده في إشعال ثورة داخل المجتمع السعودي".

تأثير سياساته سيمتد خارج السعودية.. وأمريكا كان لها أثر بالغ في نجاحه

 وتابع الدبلوماسي الأمريكي: "يبدو أن الكثيرين يُشبّهون بن سلمان بشاه إيران- الذين كانوا يعتقدون أنه يمكن أن يُحوّل إيران إلى الطراز الغربي دون المساس بجذورها الاجتماعية والدينية، حتى اجتاحتها في نهاية المطاف ثورة أنتجت جهورية إيران الإسلامية. لكنني أراه أقرب أكثر إلى مصطفى كمال أتاتورك -ذلك الزعيم الذي أحدث ثورة في تركيا من خلال انتزاع السلطة من القاعدة الدينية وعلمنة البلاد".

وبينما يرى روس أن رؤية بن سلمان لا تقل في أهميتها وقدرتها على النجاح عما فعله مؤسس الدولة التركية، لكنه أكّد أن هناك فارق جوهري بينهما: "ولي العهد، المعروف اختصارا بـ (إم بي إس)، لا يحاول إدخال العلمانية إلى السعودية، لكنه يسعى لاستعادة الإسلام- كما قال".

ومن المفارقات، بحسب روس، أن المُشكّكين في رؤية بن سلمان وخطواته كانوا من خارج المملكة. يقول الدبلوماسي الأمريكي "في زياراتي المتعددة للسعودية، ومن خلال تردّدي على كلية ريادة الأعمال ومؤسسة (مسك) وأجهزة الاستخبارات ووزارة الخارجية ومركز اعتدال-المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف- أثار إعجابي الإشراك الكبير للسعوديات في كل القطاعات، والأدوار الحيوية للشباب دون الـ30 عامًا، بجانب الحوار الحي المفتوح بين الفئات الشابة في المملكة وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم بأريحية".

ويُشير روس إلى أن حملة التغيير التي يقودها بن سلمان في السعودية اكتسبت مزيدًا من المصداقية بفضل محليّتها، إذ أنها جاءت من الداخل ولم تكُن نِتاجًا لضغوط خارجية. وقال إن رؤيته تأتي "ترجمة لأفكار وطموحات الشباب السعودي والجيل الحالي المستعد للتغيير".

وأوضح أن أمريكا ساهمت بشكل كبير في نجاح بن سلمان. "نحن في الولايات المتحدة كان لنا أثرًا بالغًا في نجاح ولي العهد السعودي"، يقول روس، مُشيرًا إلى أن زيارته المُرتقبة لواشنطن المُقرّر أن تستغرق 3 أسابيع ستُمثّل فرصة لمزيد من الدعم والمساعدة على نحو أكثر صدقًا وشفافية.

وقال روس إن هذا الأمر رُبما يتعارض مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، ولكن السماح لمزيد من الطلاب السعوديين بالمجيء والحصول على مِنح دراسية في أمريكا سيكون له تأثيرًا واضحًا في المملكة.

وفي الوقت نفسه، يحتاج بن سلمان أن يسمع من المسؤولين في الولايات المتحدة أن "اعتقال المدونين أو الصحفيين الذين ينتقدون الأوامر الملكية لن يخلق مناخًا يُعزز الابتكار والإبداع الحقيقيين، بل ستكون له نتائج تقشعر لها الأبدان، تؤثر على الشراكة الأمريكية في قطاع التكنولوجيا الفائقة التي يسعى بن سلمان إليها"، وفق روس.

على هامش زيارة بن سلمان المُرتقبة لواشنطن، رأى روس أنه "ينبغي على الإدارة الأمريكية أن تؤكّد له أنها لا ترغب في مفاجآت من جانب السعودية فيما يتعلّق بالسياسة الخارجية، وأن تعمل على تنسيق النهج المُشترك بين البلدين".

وأضاف أنه "يستوجب على ترامب أن يقترح قناة سياسة رفيعة المستوى للتفكير مع السعودية فيما يُمكن أن تؤول إليه القرارات الحساسة قبل اتخاذها". وفي هذا الصدد يقول روس إنه إذا طلبت إدارة ترامب المشورة من السعودية، قبل شهرين من إعلانها بشأن القدس، فربما جاء القرار بطريقة أقل إخلالًا بجهود عملية السلام.

وعلى نحو مُماثل، قال روس "لو ناقش السعوديين خياراتهم في اليمن وقطر ولبنان مع الولايات المتحدة أولًا، ربما حقّقنا أهدافنا المُشتركة بشكل أكثر فعالية".

وخِتامًا، أكّد الدبلوماسي الأمريكي أن "بن سلمان سعودي ثوري، ونجاح سياساته أو فشلها لن يظهر تأثيره في السعودية فقط".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان