لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد أول مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران.. هآرتس: الحرب وشيكة

12:36 م الإثنين 12 فبراير 2018

كتبت- هدى الشيمي:

رأت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الحدث الأهم والأبرز في المواجهات التي حدثت بين القوات الإسرائيلية والسورية أمس، السبت، على المنطقة الحدودية التي تفصل بين البلدين، تمثل أول مواجهة مباشرة بين تل أبيب وطهران، متوقعة أنه من الممكن أن تشب حرب كبيرة تباعتها خطيرة قريبا.

وبحسب الرواية الإسرائيلية للأحداث، فإن طائرة إيرانية بدون طيار اخترقت المجال الجوي لإسرائيل، وردًا على ذلك، أرسلت تل أبيب مروحية إلى الحدود السورية، وأغارت على قاعدة "تيفور" العسكرية، بالقرب من مدينة تدمر، جنوب سوريا، فردت عليها القوات السورية بإطلاق أكثر من 20 قذيفة مضادة للطائرات، ما تسبب في إسقاط مقاتلة إسرائيلية (أف 16) بعد تمكن طياراها من الهبوط منها باستخدام المظلات في منطقة الجليل.

وبعد تصاعد الأحداث، هجمت إسرائيل على 12 هدفًا (4 منها إيرانية، وآخرين سورية)، ويعد هذا الهجوم الأكبر الذين تشنه قوات الاحتلال على الأراضي السورية منذ عام 1982.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني، إنه حتى إذ انتهت هذه الجولة سريعا، فإن الموقف الاستراتيجي على المدى الطويل قد تغير، إذ أن إسرائيل ستكون مضطرة إلى التعامل مع عدة ظروف صعبة من ضمنها رغبة إيران في التحرك ضدها، وتزايد ثقة نظام الأسد بنفسه، إلا أن الأكثر قلقا وخطورة، هو دعم روسيا الجزئي للساسية العدوانية التي يتبناها الطرفين الآخرين (سوريا وإيران).

وذكرت هآرتس أن سبعة أعوام من الحرب الأهلية في سوريا منحوا إسرائيل حرية التحرك في مجالها الجوي، فعندما تستشعر الخطر أو تشك في حياكة مؤامرة ضد أمنها تشن قواتها هجوما على الأراضي السورية دون استئذان.

وخلال تلك السنوات، تقول هآرتس إن حكومات نتنياهو المتعاقبة استطاعت رسم خطوط حمراء بشأن ما يحدث في سوريا، وخاصة المناطق الحدودية، وأولها منع تهريب الأسلحة المتطورة إلى مليشيات حزب الله، واتبعت سياسة معقولة ومسؤولة لكي لا تتورط كثيرا في تلك الحرب.

إلا أن الظروف تغيرت العام الماضي، عندما استطاع الأسد- وبشكل مفاجئ- تحقيق انتصارات في الحرب الأهلية، فعاد مرة أخرى لإسقاط الطائرات الإسرائيلية ثم هجم عليها، وفي الوقت ذاته، بدأت إيران تعزيز مصالحها الشخصية، ونشرت مليشياتها العسكرية في جنوب سوريا، وضغطت على دمشق للسماح لها بتأسيس قواعد عسكرية جوية.

وقالت هآرتس إن إسرائيل قامت بعدة عمليات ناجحة أمس، إذ أسقطت طائرة إيرانية بدون طيار، ودمرت مواقع تابعة للقوات السورية والإيرانية، وهجمت على عدة أهداف بعيدة، ومع ذلك فإن نجاح القوات السورية في إسقاط مقاتلها والتسبب في إصابة الطاقم الذي كان على متنها سيغطي على هذا النجاح، وسيعتبره العرب انتصارا كبيرا، وسيخجل الإسرائيليون منه.

وبحسب الصحيفة، فإن إيران استغلت الحدث للتأكيد على أن إسرائيل لم تعد قادرة للهجوم على سوريا. ومع ذلك ترى هآرتس أن البيان الذي أصدرته الخارجية الروسية تعليقا على الحدث كان الأكثر خطورة، إذ حثت موسكو تل أبيب على احترام السياة السورية، متجاهلة تماما اختراق الطائرة الإيرانية للمجال الجوي الإسرائيلي.

وكانت الخارجية الإيرانية علقت على مزاعم إسرائيل باختراق طائرة بدون طيار لمجالها الجوي، بأنها غير حقيقية تماما، ووصفتها بـ"المضحكة"، كما أكدت غرفة عمليات "حلفاء سوريا" التي تقودها مليشيات الحرس الثوري الإيراني أن ليس لهم وجود عسكري في سوريا، وأنهم يقومون بدور استشاري فقط، وبقائهم في سوريا بناءً على رغبة الحكومة السورية.

ولفتت هآرتس إلى وقوع أحداث مماثلة في يناير 2015، إلا أن نتنياهو كان حكيما بما يكفي لإنهاء ما يجرى، إذ اتهمت طهران تل أبيب باغتيال لواءات إيرانية، وناشطين في حزب الله في مرتفعات الجولان المحتلة، وبعد عشرة أيام، قتل جنديين إسرائيليين في هجوما نفذه حزب الله على منطقة مزارع شبعا، الواقعة على الحدود بين لبنان والجولان، ولكن تل أبيب لم تصعد الأمر عسكريا، وقامت بعدة خطوات دبلوماسية.

والآن، تقوم الحكومة الإسرائيلية بخطوات دبلوماسية لإنهاء الصراع، فعقب حدوث الغارات والهجمات، طلبت تل أبيب من موسكو وواشنطن التدخل لإنهاء الأحداث، ومنع حدوث تصعيد.

وحتى الآن لم يستطع الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات معرفة لماذا توجهت الطائرات الإيرانية إلى الأراضي المحتلة. وترجح هآرتس أنها كانت تنوي انهاء المهمة ومغادرة المجال الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها.

وبغض النظر عن الهدف من اختراق المجال الجوي الإسرائيلي، تقول الصحيفة إن هذه الواقعة تثبت أن طهران لا تتواجد في سوريا لمساعدة ودعم نظام الأسد، ولكنها تسعى إلى أكثر من ذلك، وترى أن انتصارات الأسد الأخيرة وتفوقه في الحرب الأهلية فرصة جيدة للاشتباك مع إسرائيل.

وتوقعت الصحيفة حدوث أزمة خطيرة، قد تتحول إلى حرب في المستقبل القريب، وأرجعت ذلك إلى أن روسيا، التي تستضيف نتنياهو كل عدة أشهر، ستستمر في تعاونها مع إيران وسوريا، رغم تصرفاتهما المعادية لتل أبيب، وفي المقابل قد ترى إدارة ترامب أن تصعيد العمل العسكري في الشمال فرصة جيدة للانتقام من إيران، وقد تشجع إسرائيل على مواصلة الهجوم.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان