صحف أمريكية: "تيلرسون" في مهمة شاقة بالشرق الأوسط
كتب- عبدالعظيم قنديل:
اهتمت الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية بجولة وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون إلى منطقة الشرق، والتي استهلها اليوم بزيارة مصر، وتشمل تركيا ولبنان والأردن والكويت.
وتعد زيارة تيلرسون للقاهرة الأولى له، والثانية لمسؤول أمريكي خلال العام الجاري، إذ سبقه نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، في 20 يناير الماضي، حيث التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيثر نويرت قد أعلنت، أن مباحثات تيلرسون في القاهرة مع كبار المسئولين المصريين ستتناول الشراكة الأمريكية المصرية وكيفية تعزيزها وتنسيق المواقف في القضايا الإقليمية الرئيسية.
ويشارك وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي يعقد في الكويت، كما سيلتقي الرئيس اللبناني ميشيل عون ورئيس الوزراء سعد الحريري في بيروت، والعاهل الأردني عبدالله الثاني في عمّان.
"أهداف الجولة المكوكية"
وفي هذا الصدد، أكدت شبكة "فويس أوف أمريكا" أن زيارة تيلرسون إلى مصر تأتي في إطار التزام واشنطن بدعم القاهرة في مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى رأب الصدع في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا بعد أن بدأت القوات التركية هجوما جويا وبريا في شمال سوريا ضد الوحدات الكردية.
وفى أنقرة، من المتوقع أن يضغط الوزير الأمريكي على الحكومة التركية لإطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين، وفق الشبكة الأمريكية التي ذكرت أن تيلرسون سيحث القيادة التركية على ضبط النفس فى العمليات العسكرية بشمالي سوريا، وفقا لما ذكره مسؤولون أمريكيون.
ووفقًا لـ"فويس أوف أمريكا"، قال مصدر مطلع "إن محادثات تيلرسون في أنقرة ستكون صعبة، خاصة وأن الأتراك غاضبون، لكننا نعتقد أن هناك بعض المصالح والرؤى المشتركة".
وأضاف: "يمكننا العمل مع تركيا لمعالجة مخاوفهم الأمنية المشروعة، وفي الوقت نفسه، تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وقبل كل شيء، التركيز على هزيمة "داعش"، الذي لم ينته بعد".
"الفوضى بالشرق الأوسط"
في سياق متصل، قالت وكالة "أسوشتيد برس" إن جولة تيلرسون تأتي في خضم انتشار الفوضى بالمنطقة، لكن من المتوقع أن يتلقى المسؤول الأمريكي انتقادات حادة في الكويت والأردن ولبنان إزاء استراتيجية إدارة ترامب في الشرق الأوسط وخصوصا نهجه تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإيران.
من المحطة الأولى له في مصر إلى زيارة تركيا، سيواجه تيلرسون الأزمات مع الشركاء والحلفاء الذين يهددون النجاح العسكري ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين أن حضور تيلرسون الاجتماع الوزاري بالكويت للتحالف الدولي لهزيمة "داعش" يهدف إلى الحفاظ على تركيز التحالف على الهزيمة الكاملة لداعش والجماعات الأخرى ومن ثم إعادة بناء المناطق التى دمرتها الحرب لمنع المتطرفين من استعادة الأراضي.
"التصعيد في سوريا"
من جانبها، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران داخل سوريا قاد إلى مزيد من التعقيدات غير المتوقعة لخطط وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.
ونوهت الصحيفة إلى أن زيارة تيلرسون لن تقدم أى تعهدات خلال مؤتمر إعادة إعمار العراق في الكويت، لكن الولايات المتحدة تعتزم توقيع مذكرة تفاهم مع الحكومة العراقية، وفقا لما ذكره مسؤولون بالإدارة.
"خطأ جسيم"
على صعيد آخر، رأى موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي أن تجاهل تيلرسون لإسرائيل في جولته المكوكية يمثل خطأ متعمدا، حيث يغيب أقرب حليف للولايات المتحدة بشكل واضح عن خط سير الوزير الأمريكي.
وبحسب الموقع الأمريكي، قال سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل دان شابيرو: إن "غياب إسرائيل عن جولة مسئول أمريكي رفيع المستوى، ربما لم يسبق له مثيل".
وأضاف "لم يكن هناك زيارة منفردة في السنة الأولى له بمنصبه، وهو الآن يقوم بجولة إقليمية لجيران إسرائيل، لكن ليس هناك توقف في تل أبيب".
واستكمل: "غياب إسرائيل عن جولته، ضربة أخرى لمصداقية تيلرسون كصوت موثوق للسياسة الأمريكية".
فيديو قد يعجبك: