الإمارات ترد على مزاعم البريطاني المتهم بالتجسس بعد إطلاق سراحه
كتبت - رنا أسامة:
نفت دولة الإمارات العربية المتحدة ما وصفته بـ"ادعاءات" الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز، الذي عفت عنه بعد إدانته بالتجسّس، حول عدم السماح له بالحصول على مُحامٍ للدفاع عنه، وتحريضه على أن يكون عميلًا مزدوجًا، مؤكّدة أنها "غير صحيحة على الإطلاق".
أكّد جابر اللمكي، المدير التنفيذي لقطاع الاتصال الإعلامي والاستراتيجي في المجلس الوطني للإعلام بالإمارات، أن ادعاءات هيدجز حول عدم توكيل مُحامٍ للدفاع عنه "غير صحيحة"، موضّحًا أن الحكومة في أبوظبي وفّرت له من يدافع عنه في جميع جلسات الاستماع على نفقتها الخاصة.
وقال اللمكي، في حوار مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية "لقد حصل هيدجز على محام. وقد تم التأكيد على ذلك".
وبحسب القانون، عُيّن محام من قبل الحكومة الإماراتية على نفقتها الخاصة، وكان المحامي يدافع عنه في جميع جلسات الاستماع في المحكمة، بحسب اللمكي.
وتابع "بمجرد تأكيد التحقيق واعترافه، سُئل هيدجز من قِبل المترجم إذا كان بإمكانه تحمّل تكاليف المحامي، وأكد لنا بوضوح أنه لا يُمكنه تحمل ذلك"، مؤكدًا أنه أُعطيت له جميع الحقوق خلال عملية التحقيق، وكل هذا موثّق، وفق قوله.
وردًا على السبب الذي دفع بالأكاديمي البريطاني إلى ترديد هذه الادعاءات، أجاب المسؤول الإماراتي "إنه رجل حر. يمكن أن يقول كل ما يحب أن يقوله، ولكننا نتعامل مع جميع السجناء بكل إنصاف كما تُمليه قوانين دولة الإمارات العربية المتحدة".
جاء ذلك على خلفية تصريحات هيدجز في حوار مع مذيع الـ"سي إن إن"، ماكس فوستر، بعد إطلاق سراحه، زعم خلاله أنه "لم يُمنح محاميًا للدفاع عنه سِوى في جلسة المحكمة التي حدثت في منتصف أو أواخر أكتوبر، وعدا ذلك لم يُسمح له بمحامٍ"- على حدّ قوله.
وأُلقي القبض على هيدجز (31 عامًا) في 5 مايو الماضي بمطار دبي، بعد زيارة دراسية لمدة أسبوعين. ووجّهت له السلطات تُهمة التجسس لصالح بريطانيا. حُكِم عليه بالسجن المؤبد منتصف نوفمبر الماضي، لكن حصل على عفو رئاسي يوم 26 من الشهر نفسه.
وفي الوقت ذاته، وصف اللمكي ادعاء الأكاديمي البريطاني بأن السلطات الإماراتية طلبت منه أن يكون عميلًا مزدوجًا بأنه "غير صحيح إطلاقًا. تم رفض هذا الادعاء ونحن لا نقبل به على الإطلاق"، بحسب قوله.
وأشار إلى أن الأمر كان صادِمًا للإمارات عندما اكتشفت أن يأتي هذا التجسس من حليف، في إشارة إلى بريطانيا، لكنه أضاف "نحن لا نرد بنفس الطريقة، لا يوجد سبب يجعلنا نطلب منه أن يكون عميلًا مزدوجًا".
وأكّد أن هناك "علاقة تاريخية قوية بين الإمارات وبريطانيا، وهذا السبب الذي دفعنا طوال فترة القضية للبحث عن حل لذلك الوضع المحرج للحكومة البريطانية".
وكان هيدجز قد نفى تهمة التجسس، وقال إنه كان يُجري بحثًا لرسالة دكتوراه في جامعة دارم البريطانية، يتعلق جزء منه باستراتيجيات الإمارات الأمنية. ولكن النيابة الإماراتية قالت إنه اعترف.
وقالت أسرته إن زيارته البحثية للإمارات جاءت لدراسة "أثر الربيع العربي على العلاقات الخارجية للإمارات واستراتيجيتها الأمنية"، وهي الرحلة التي انتهت بالقبض عليه وإجباره على عدم مغادرة البلاد لأشهر.
وعرضت الإمارات تسجيل فيديو، الشهر الماضي، يعترف فيه هيدجز بتهم تجسس لصالح بريطانيا، كدليل إدانة له.
فيديو قد يعجبك: