عام على مقتل الرئيس اليمني المخلوع.. أين جثة علي عبدالله صالح؟
كتبت- رنا أسامة:
عامٌ مضى، ولا تزال الروايات متضاربة حول مصير جثة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، منذ قُتِل برصاص حلفائه الحوثيين يوم 4 ديسمبر 2017، في مسقط رأسه بمنطقة سنحان جنوب صنعاء، ومُثِّل بجثته، غُداة إعلانه فكّ التحالف مع ميليشيات الحوثي ودعوته أنصاره لمُجابهتهم.
قُتِل صالح الذي تحالف مع الحوثيين المدعومين من إيران لنحو ثلاث سنوات في اشتباكات مع مُسلّحيهم، بعد أن دعا إلى فتح صفحة جديدة مع السعودية والتحالف الذي تقوده في اليمن، مقابل وقف إطلاق النار ورفع الحصار الذي يفرضه على اليمن.
الرواية الأولى: دُفِن سرًا على ضوء مصباح
بعد يومين على مقتل الرئيس اليمني السابق، أفاد موقع "المشهد اليمني" بأن الحوثيين دفنوا جثمان صالح بمقبرة الشهداء في صنعاء بحضور عدد من أقاربه، بعد وضعهم شروطًا لتسليم الجثمان لذويه منها "عدم الإعلان عن موعد دفنه، عدم تشريح جثته، عدم إجراء تشييع شعبي له، ودفنه بمسقط رأسه في سنحان وليس بحديقة جامع الصالح في صنعاء".
ونقل الموقع عن أحد المُشيعين أن "عملية الدفن جرت بسرية تامة، وبمشاركة عدد محدود من أبناء منطقته ومن أقاربه البعيدين". وقال ناشط من حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني - لم يُسمه الموقع- إن "دفن صالح جرى ليلًا على ضوء مصباح، وبحضور 5 أشخاص فقط من عائلته".
وأكّد متحدث باسم الحوثيين -رفض ذكر اسمه- على "إتمام عملية الدفن التي أُنجِزت تحت مراقبة وسيطرة أمنية مكثفة"، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وسمح الحوثيون بخروج ابن صالح وابن شقيقه من المُعتقل لحضور مراسم الدفن.
ونقلت رويترز عن مصدر في حزب المؤتمر قوله إن "الحوثيين سمحوا لأقل من 10 أشخاص من أقارب صالح بحضور المراسم في العاصمة صنعاء"، بيد أنه لم يوضح تفاصيل مكان الدفن بشكل دقيق.
كما نقلت عن أقارب لصالح- لم تُسمهم- قولهم إن "أسرته رفضت شروط الحوثيين لتسليم الجثة، وطالب البعض منهم بدفنه في مسجد كان بناه قُرب المجمع الرئاسي في جنوب صنعاء".
فيما نقلت وكالة فرانس برس عن أقارب للرئيس اليمني السابق قولهم "إنه لم يحضر مراسم الدفن أكثر من 20 شخصًا، تحت رقابة مُشددة من الحوثيين".
وأشارت إلى أن مراسم دفن جثمان صالح جرت بحضور رئيس البرلمان اليمني يحيى علي الراعي، أحد أعضاء حزب المؤتمر، والقيادي الحوثي علي أبوالحاكم.
الرواية الثانية: الجثمان في الثلاجة
لكن مسؤولا بميليشيا الحوثي يُدعى عبدالقدوس الشهاري، قال في تصريحات سابقة إن جثمان صالح "مازال في ثلاجة أحد مستشفيات صنعاء التي يُسيطر عليها الحوثيون، ولم يتحدّد موعد دفنه".
كما قال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، في حوار مع قناة روسيا اليوم بعد نحو 20 يومًا على الحادث، إن "صالح لم يُدفن بعد ولم تُسلّم جثته إلى ذويه، ولا يزال عدد من أقاربه وقادته في الأسر". ووصف المخلافي اغتيال صالح بـ"الجريمة البشِعة".
وطالب تنظيم المؤتمر الشعبي العام الحوثيين، عبر الأمم المتحدة، خلال زيارة نائب المبعوث الخاص معين شريم إلى صنعاء في 8 يناير الماضي، بتسليم جثمان صالح.
لكن القيادي المؤتمري حسين حازب، أكّد خلال حوار صحفي مع صحيفة الميثاق (لسان حال حزب المؤتمر)، أن صالح دُفِن منذ وقت طويل، وقال في مارس الماضي: "جثمان الزعيم رحمه الله لم يعُد في الثلاجة منذ وقت مبكر"، وفق ما ذكره موقع "يمن مونيتور".
وخلال مشاورات جنيف في سبتمبر الماضي، أوعز الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، لوفد الحكومة، بوضع قضية الإفراج عن جثمان صالح على رأس أولوياته.
في المقابل، نشر القيادي الجنوبي اليمني جمال بن عطاف، مقطع فيديو لمظاهرة نسائية قال إنها للمطالبة بتسليم جثمان صالح. وغرّد بن عطاف قبل شهرين عبر تويتر: "لم أكن أتوقع أن يأتي يوم وتكون جثة الرئيس علي عبدالله صالح في الثلاجة قرابة السنة".
وأضاف في دعوة لقبيلة صالح لخروج ضد جماعة الحوثي: "لا أحد من أفراد قبيلته يثور ضد الحوثي يطالب بجثمانه غير الحريم؛ أقل شي اكراما للمليارات والامتيازات التي كان يصرفها لكم افعلوا شيئا للحريم الذي تم اعتقالهن وهن يهتفين للنخوة والكرامة.. عيب!!".
الرواية الثالثة: دُفِن بمقبرة بصنعاء
وعادت جثة الرئيس اليمني السابق إلى الواجهة مُجددًا في أواخر نوفمبر الماضي، حيث كشف القيادي في حزب المؤتمر اليمني، طاهر حزام، أن "صالح دُفِن في مقبرة خلف المستشفى العسكري بالعاصمة صنعاء".
وقال عبر حساب منسوب له على فيسبوك: "نقول ونكرر دفن الشهيد علي عبدالله صالح طيب الله ثراه، في مقبرة خلف المستشفى العسكري بصنعاء بحضور يحيى الراعي رئيس مجلس النواب، وآخرين، بعد رفض السفير أحمد علي عبدالله صالح نجل الشهيد دفنه في مقبرة حصن عفاش بسنحان".
وأضاف أن "نجل صالح أصرّ على دفنه في جامع الصالح، وهو ما جعل الأخ عوض عارف الزوكا يدفن والده الوفي الشهيد عارف الزوكا في مسقط رأسه في شبوة، حيث كان عوض يتمنى أن يدفن الاثنان في جامع الصالح".
وحول حقيقة المزاعم عن التوجه لدفن صالح في عدن، قال القيادي المؤتمري: "الجثمان ليس في ثلاجة، ولا سيُقبر في عدن". ولم يُشِر حزام إلى تاريخ الدفن، أو سبب دفنه بصورة سرية وبدون حضور أحد من أقاربه وقيادات أخرى في حزب المؤتمر.
فيديو قد يعجبك: