من "نار وغضب" إلى "الكشف الكامل".. كُتب هددت ترامب في 2018
كتبت- هدى الشيمي:
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يُقدّر له أن يحظى ببعض الهدوء، فبالإضافة إلى المشاكل التي ورط نفسه فيها بسبب تصرفاته "الهوجاء" وقراراته الأحادية السريعة التي لا يستشير فيها أحد، واستقالة وإقالة عدد كبير من العاملين في إدارته على مدار العام الماضي، طُرحت في الأسواق عدة كتب هزّت عرشه وهددت مكانته، كاشفة عن تفاصيل ووقائع تحدث خلف الستار، أظهرت مدى الانقسام الداخلي
في المكتب البيضاوي، ونقلت تصريحات كبار المسؤولين في الولايات المتحدة التي يهاجمون فيها الرئيس الأمريكي.
وفيما يلي نستعرض أبرز الكتب التي نُشرت على مدار العام الماضي:
"نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض" لمايكل وولف – يناير
صدر الكتاب في مطلع العام ليكشف الكثير من التفاصيل التي تحدث خلف الكواليس في البيت الأبيض، وحقق نسبة مبيعات كبيرة ليصبح أكثر الكتب مبيعًا في قائمة نيويورك تايمز.
حاور الصحفي الأمريكي مايكل وولف أشخاص من دائرة ترامب المقربة وأعضاء سابقين في إداراته، وكشف عن حقائق أحدثت جدلاً واسعًا في الولايات المتحدة وخارجها، فنقل عن ستيف بانون، كبير مستشاري ترامب السابق، قوله إن "اجتماع 2016 في برج ترامب، حيث التقى مسؤولون أمريكيون بروس، شارك فيه نجله دونالد ترامب الابن، وصهره جاريد كوشنر"، ووصف الأمر بالخيانة وانعدام الوطنية.
من جانبه، هاجم الرئيس الأمريكي الكتاب وكتب سلسلة من التغريدات عبر تويتر، أكّد فيها أن الكتاب مليء بالأكاذيب والمعلومات المختلقة التي استقاها المؤلف من مصادر غير موثوق فيها. كذلك هاجم بانون، الذي طرده من منصبه في أغسطس 2017.
"ولاء أعلى: الحقيقة والأكاذيب والقيادة" لجيمس كومي- أبريل
من بين اتهامات كثيرة ألقى بها جيمس كومي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، في كتابه على الرئيس ترامب، قال إن الأخير الذي طرده من وظيفته في مايو 2017، بذل مجهودًا كبيرًا لكي يضمن ولاءه له، وذلك خلال عدة اجتماعات ومكالمات هاتفية بدأت منذ المرحلة الانتقالية.
وشن كومي هجومًا على الرئيس الأمريكي، وقال عنه في الكتاب: "إنه شخص غير لائق أخلاقيًا لرئاسة الولايات المتحدة، وشبهه بزعماء المافيا، الذين يحيطون أنفسهم بأشخاص موالين لهم، لضمان بقائهم على رأس السلطة".
وانتقد المسؤول الفيدرالي السابق الطريقة التي تعامل بها ترامب مع النساء، قائلًا: "يتعامل معهن كما لو كن قطعًا من اللحم".
وعن التأثير الذي سيتركه ترامب على الولايات المتحدة، قال كومي: "إننا جميعًا نتحمل المسؤولية عن الخيارات المعيبة للغاية التي وُضعت أمام الناخبين خلال انتخابات الرئاسة عام 2016، ويدفع بلدنا ثمنًا باهظًا، لأن هذا الرئيس غير أخلاقي، ولا يحترم القيم والمعايير".
كذلك خصص كومي جزءًا كبيرًا من كتابه للتحدث عن قضية مراسلات هيلاري كلينتون، وهي القضية التي توجه فيها الاتهامات لكلينتون باستخدام مستخدمها الإلكتروني الشخصي خلال عملها وزيرة خارجية، عوضًا عن استخدامها البريد الإلكتروني الرسمي.
واتهم كومي الرئيس الأمريكي بمحاولة عرقلة سير العدالة، إذ طلب الرئيس الأمريكي طلب إيقاف التحقيقات بشأن مزاعم تورط مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق مع مسؤولين روس خلال الحملة الانتخابية.
وعلق ترامب على الكتاب قائلاً: "الجميع في واشنطن كانوا يعتقدون أنه يجب إقالته بسبب أدائه السيء إلى أن تمت إقالته فعليا... شرف كبير لي أنني قمت بإقالة كومي".
"المعتوه" لأوماروسا مانوغوت نيومان- أغسطس
في كتابها الذي حمل اسم "المعتوه" تحدثت أوماروسا نيومان، مساعدة الرئيس السابقة التي فُصلت من عملها في ديسمبر الماضي، عن قضته بمنصبها في البيت الأبيض، كمديرة الاتصال لشؤون الأمريكيين الأفارقة، مُشيرة إلى امتلاكها العديد من التسجيلات الصوتية التي تكشف حقائق مُخزية عن الرئيس الأمريكي.
اتهمت نيومان، والتي كانت على علاقة قوية بترامب، الرئيس الأمريكي بالإدلاء بتصريحات مهينة عن الأمريكيين الأفارقة والفلبينيين والأقليات الأخرى بالإضافة إلى ما يعانيه من "نسيان وإحباط".
وشككت نيومان، نجمة تليفزيون واقع سابقة، في الحالة العقلية لترامب، مؤكدة أنه لا يستطيع السيطرة على نزواته، كما أنه لا يعلم ماذا يحدث في أروقة البيت الأبيض، والدليل على ذلك أنه لم يعرف أن كبير موظفيه جون كيلي فصلها من عملها.
إلا أن ترامب رد على نيومان في سلسلة من التغريدات، ووصفها بـ"الكلبة"، وكتب على تويتر: "عندما تعطي إنسانة دنيئة مخبولة باكية فرصة وتوفر لها وظيفة في البيت الأبيض أظن أن ذلك لا يجدي. لقد أحسن الجنرال (جون) كيلي بإقالة هذه الكلبة بسرعة".
"الخوف: ترامب في البيت الأبيض" لبوب وودورد- سبتمبر
أحدث هذا الكتاب ضجة كبيرة قبل أن يُطرح في الأسواق، خاصة وأن مؤلفه الكاتب والصحفي الكبير بوب وودورد لعب دورًا بارزً في الإطاحة بالرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون، بكشفه عن فضيحة ووترجيت.
كتاب "الخوف" يحتوى على شهادات كبار المسؤولين السابقين في إدارة ترامب، وأشخاص كانوا في دائرته السابقة، منهم من وصف الرئيس الأمريكي بـ"المعتوه" و"الأحمق" و"الكاذب"، وإشارة بعضهم إلى أنهم كانوا يتجاهلون بعض أوامره "الحمقاء" من بينها أمره باغتيال الرئيس السوري بشار الأسد.
وتحدث الكاتب الأمريكي عن حالة الفوضى المسيطرة على البيت الأبيض، والتي وصلت إلى حد وصفه إلى "انقلاب إداري" و"انهيار عصبي".
فيما أكد ترامب أن كتاب وودورد "كتاب خيال علمي"، جزء من مطاردة الساحرات التي تسعى إلى النيل منه.
"الكشف الكامل" للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز- أكتوبر
في مطلع أكتوبر الماضي، نشرت الممثلة الإباحية الأمريكية ستورمي دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، كتابها الذي يحمل اسم "الكشف الكامل"، الذي حكت من خلاله تفاصيل علاقتها المزعومة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن سئمت من التقارير المبالغ فيها والتفاصيل غير الحقيقية التي نشرتها وسائل الإعلام حول هذه العلاقة.
أكدت دانيالز أن حياتها غنية بأمور أكثر أهمية مما حدث بينها وبين ترامب، والتي لا تريد أن يُطلق عليها أحد كلمة "علاقة" لأنها لم تصل إلى هذا المستوى.
وزعمت الممثلة الإباحية، في كتابها، أنها تلقت تهديدات في إحدى المرات منذ سنوات، كما أنها حُذرت من التحدث عن علاقتها مع ترامب، مُشيرة إلى ابرامها اتفاقا حصلت بموجبه على 130 ألف دولار من محامي ترامب السابق مايكل كوهين مقابل صمتها، وهو ما أقر به كوهين.
ووصفت دانيالز، في كتابها، العضو الذكري للرئيس الأمريكي بالتفصيل، وشبهته بشخصية كارتونية تشبه عش الغراب، وقالت إنها كانت منزعجة جدًا من ممارسة الجنس معه. وقالت إن تلك العلاقة "ربما تكون أسوأ جنس مارسته في حياتي."
ومن بين المواقف التي عاشتها دانيالز مع ترامب، على حد قولها، ذلك الموقف الذي حدث عام 2007، عندما كانا يجلسان في غرفته يشاهدان برنامج عن أسماك القرش، فتلقى رجل الأعمال الأمريكي مكالمة هاتفية من هيلاري كلينتون، والتي كانت تخوض سباق انتخابي مقابل باراك أوباما، لفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لرئاسة الجمهورية عام 2007.
فيديو قد يعجبك: