إعلان

بعد الانسحاب الأمريكي.. منّ يسيطر على مناطق نفوذ واشنطن في سوريا؟

10:21 م الأربعاء 26 ديسمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

يبدو أن الخروج العسكري الأمريكي من سوريا، سيخلق فجوة، وحالة من انعدام النظام، تزيد من الأوضاع سوءًا في البلد التي تعاني في الأساس من الانقسام وتعددية اللاعبين السياسين منذ الثورة السورية في 2011.

ومع إعلان رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من سوريا، وتوقيع وزير دفاعه المستقيل جيمس ماتيس على أمر الخروج، بدأت جميع الفرق المتصارعة في التفكير بمن سيظفر بالبقاع التي تتبخر منها القوات الأمريكية بشكل سريع.

وذكرت قناة الحرة الحكومية الأمريكية، أن القوات في سوريا والبالغ عددها حوالي 2000 عنصرًا من القوات الخاصة، سوف تغادر سوريا خلال فترة لا تتجاوز 100 ولا تقل عن 60 يومًا.

ونفلت القناة عن مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قوله، إن 2130 عنصرًا من القوات الخاصة الأمريكية ستغادر سوريا في الأيام المقبلة، وستنتشر في مدينة أربيل العراقية.

ردود الفعل الدولية على قرار الانسحاب وما تلاه لم تكن مفاجئة، فالكل يبحث عن مصالحه ومصير حلفاؤه في الأرض الممزقة أطرافها. واعتبرت الخارجية الروسية، أن المناطق السورية التي ستنسحب منها القوات الأمريكية، يجب أن تعود لسيطرة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفة أن دوافع الانسحاب وجدوله الزمني لا يزال مكتنفًا بالغموض.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروف بإيجاز صحفي اليوم، في تعليقها على قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا: "هناك مسألة مبدئة: من الذي ستنقل إليه السيطرة على المناطق التي يتركها الأمريكيون؟ من الواضح، أن هذا الطرف يجب أن يكون الحكومة السورية، وهو ما يمليه القانون الدولي، والمشوار الذي قطعته سوريا وشعبها".

باعتبار أن الوجود الأمريكي لم يكن شرعيًا في الأساس، وذلك وفقًا لما قاله ريزان حدو، السياسي الكردي، والمستشار الإعلامي السابق لوحدات حماية الشعب الكردية، والذي أكد أن المناطق التي سيطرت عليها الولايات المتحدة، لا بد أن يعود إلى قبضة الشرعية.

وأضاف حدو في تصريحات لـ"مصراوي"، أن تلك المناطق سيحدث عليها صراع في المستقبل خاصة من تركيا التي ستسعى للسيطرة على المناطق الشمالية وإفلاتها من قبضة الأكراد.

المناطق التي سيطرت عليها أمريكا

سيطرت الولايات المتحدة على عدة مناطق في سوريا، بعد دخولها البلاد بشكل شرعي في ظل التحالف الدولي، في الشمال السوري، والحدود الشرقية، والوسط والجنوب.

بحسب خريطة التوزيع العسكرية التي نشرتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، الأربعاء، تتمركز القوات الأمريكية في عدة مناطق أبرزها: قاعدة عسكرية في ديريك، والقاعدة العسكرية الأمريكية في "صباح الخير"، وتستخدم فقط لهبوط المروحيات الحربية، وأخرى في "عين عيسى"، وتستخدم لإيصال الذخيرة إلى مواقع الوحدات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وقاعدة في تل سمن، وتستخدم للتنصت وقطع اتصالات مسلحي "داعش" اللاسلكية والسلكية.

كما تتمركز بعض القوات في قاعدة عسكرية أمريكية في التنف، وبها موقع تواجد وحدات الولايات المتحدة وبريطانيا و"الجيش السوري الجديد"، وقاعدة أخرى في منبج تقع في منطقة الصراع المحتمل بين الجيش السوري الحر ووحدات قوات سوريا الديمقراطية.

الصراع الكردي التركي

أبرز المناطق التي كانت تسيطر عليها الولايات المتحدة، تقع في الشمال، حيث يشتد الصراع بين تركيا والأكراد، ووفقًا لريزان حدو، فإنها ستشهد خلال الأيام المقبلة معارك عنيفة بين القوات التركية والقوات الكردية التي تضم وحدات الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية التي كانت تحظى بحماية أمريكية خاصة، وأن الولايات المتحدة توافق على التواجد التركي بشكل كبير.

أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان هو منّ أقنع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بتفعيل آلية سحب قواته من سوريا، مؤكدا أن تركيا لن تتهاون في محاربة "داعش" هناك.

نشرت شبكة CNN الأمريكية الإثنين الماضي، مقتطفات من مكالمة هاتفية دارت بين ترامب، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، حيث قال ترامب: "سوريا كلها لك.. لقد انتهينا".

وأوضح حدو، أن الحل الأخير لدى قوات سوريا الدميقراطية بعد تخلي الولايات المتحدة عنها، هو الاحتماء بالقوى الشرعية، المتمثلة في بشار الأسد، فلم يمض الوقت بعد لعقد تحالفات مع السلطة.

وتمنى السياسي الكردي، أن تتوصل قوات سوريا الديمقراطية إلى اتفاق مع الحكومة الشرعية، ليكسب كفاحها ضد تركيا ناحية سياسية، من خلال اعتبار أي وجود تركي كمحتل، في حالة تحركت قواتها هناك.

من الناحية الأخرى، أكد أنه من المستحيل أن تضحى الولايات المتحدة بحليفتها في الناتو، وبالتالي التنسيق بينهما الواضح على تلك البقعة يمكن أن يستمر خلال المستقبل، ويسفر عن سيطرة أنقرة عليها.

فرنسا ومعاداة تركيا

في الصراع الذي خلفته الولايات المتحدة بشكل غير مباشر في تلك الرقعة التي تنسحب منها، يبدو أن المنطقة على وشك أن تشهد معارك سياسية أخرى بين فرنسا وتركيا.

حيث أعلنت الوزيرة الفرنسية للشئون الأوروبية ناتالى لوازو الخميس الماضي، أن فرنسا "تبقى" ملتزمة عسكريًا في سوريا، عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب عن سحب قواته من تلك البلد.

وقالت الوزيرة لشبكة "سي نيوز"، ردًا على سؤال حول قرار الانسحاب الأمريكى "في الوقت الراهن، نبقى في سوريا".

وأفاد مسؤول بقصر الإليزيه، الجمعة الماضية، بأن مسؤولين بالرئاسة الفرنسية اجتمعوا مع ممثلين لقوات سوريا الديمقراطية، التي يهيمن عليها الأكراد، في باريس، وأكدوا دعم فرنسا لهم، وذلك بعد إعلان أميركا سحب قواتها من سوريا.

واجتمع مسؤولون من قوات سوريا الديمقراطية التي دعمتها واشنطن مع مستشارين للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في أعقاب قرار ترامب، بسحب القوات الأميركية من سوريا.

على الجانب الآخر، طالبت قوات سوريا الديمقراطية، الجمعة الماضية، فرنسا بالمساعدة في فرض منطقة حظر جوي شمال سوريا.

ولفتت القوات إلى أن "مواجهة الإرهاب شمال سوريا سيكون أمرًا صعبًا، مضيفة: "سنضطر للانسحاب من دير الزور إذا شنت تركيا علمية عسكرية".

وجاء الرد التركي سريعًا، بعدما قال وزير الخارجية أمس الثلاثاء، إن دعم فرنسا لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا "لن يكون مفيدًا لأحد".

التدخل الروسي

تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء، يؤكد أن موسكو ستمثل دور "الوصي" للحكومة الشرعية، ولكنها لن تتدخل في معارك عسكرية ضد تركيا، وذلك وفقًا لما ذكره تيمور اخميتوف، المحلل السياسي الروسي.

وأضاف اخميتوف، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن الجانبين الروسي والتركي سيتفاوضان على تلك المنطقة، وسيواكبها مناقشات خاصة بين الأسد وقوات سوريا الديمقراطية، وسيضمن جميع الأطراف الخروج بنتائج مرضية.

وحول تكرار الحل الأمريكي، بإبعاد الأكراد عن الشمال مقابل بقاء تركيا بعيدًا عن الأرض، أكد اخميتوف، أنه سيكون مرضيًا في حالة سيطرة الحكومة السورية على تلك المنطقة، وليس أي قوى أخرى.

داعش

رغم تصريح الرئيس الأمريكي بأن تنظيم داعش انتهى من سوريا، إلا أنها لا تزال باقية بما يقارب 1300 مقاتل، يشنون هجمات من وقت لأخر في الشمال السوري على قوات سوريا الديمقراطية.
في الوقت الذي أعلنت قوات "قسد" أنها مستمرة في معاركها ضد داعش، حتى بعد تخلي الولايات المتحدة عنها.

وصعّد مقاتلو التنظيم هجماتهم ضد قوات سوريا الديمقراطية، بعد إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها العسكرية من سوريا، وفقا للمتحدث باسم هذه القوات الكردية كينو جابرييل.

ولا تزال المعارك مستمرة بين التنظيم الذي صعد في العام 2014، في سوريا والعراق، وبين القوات الكردية التي أصبحت بمفردها في الميدان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان