نيويوركر: ترامب ينهي 2018 من حيث بدأها
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة نيويوركر الأمريكية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُنهي العام كما بدأه، إذ ينتشر الغضب في واشنطن بفضل تغريداته وقراراته الأخيرة، التي تشيد بها روسيا، وانتشار الحيرة بين الأمريكيين لأنهم لا يعرفون على ماذا ينوي رئيسهم.
ذكرت المجلة الأمريكية، في تقرير مطوّل على موقعها الإلكتروني، أن الأمريكيين استيقظوا صباح الأربعاء الماضي على إعلان رئاسي غير متوقع، إذ قام ترامب، دون استشارة أحد، بسحب قواته من سوريا، رغم موافقته السابقة على بقائها هناك إلى أجل غير مُسمى.
وأرجع ترامب قراره إلى الانتصار على تنظيم داعش، والوفاء بالوعد الذي قطعه، خلال حملة الانتخابات الرئاسية، بإعادة القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، ما ترتب عليه استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس، لينضم بذلك إلى القائمة الطويلة التي تضم عدد كبير من الموظفين الذين استقالوا، أو أنهى الرئيسي خدمتهم من إدارته.
قد يكون ذلك القرار القشة التي قصمت ظهر البعير، تقول نيويوركر إن ماتيس لم يتحمل المزيد من قرارت ترامب أحادية الجانب المتهورة، فقرر الرحيل ليكون آخر عضو في مجموعة "الكبار" التي كان من المتوقع في السابق أن تُشكل عائقًا يكبح جماح الرئيس.
وفي خطاب استقالته الذي وجهه لترامب، قال ماتيس إن الرئيس الأمريكي من حقه أن يعمل مع وزير دفاع يتبنى نفس وجهة نظره، ويحمل ارائه.
أسوأ قرار
أحدث قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية، 2000 جندي من القوات الخاصة، من سوريا جدلاً كبيرًا في الولايات المتحدة، كما أنه أثار الكثير من الانتقادات.
يرى الأدميرال جيمس ستافريديس، القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي، أن سحب القوات الأمريكية من سوريا "أسوأ قرار اتخذه ترامب منذ توليه الرئاسة".
في المقابل، تقول نيويوركر، إن البعض يرى قرار ترامب أشبه برغبة الرئيس السابق باراك أوباما بسحب قواته من الصراعات طويلة المدى في الشرق الأوسط.
يقول إيان بريمي، رئيس شركة أوراسيا جروب للتحليل الجيوسياسي، إن ترامب قادر على فعل أشياء ذكية بأكثر الطرق غباءًا".
محادثات في الظلام
وكان ترامب قد أجرى محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضي، ولكن وفقًا لتصريحات نقلتها صحيفة واشنطن بوست عن رئيس هيئة الأركان المشتركة فإن نتائج المحادثة بقت في الظلام، ولم يعلم عنها أحد شيئًا.
كذلك تتعارض الطريقة المتعالية والكاذبة التي أعلن بها ترامب انتصاره على داعش مع تقييمات الأمم المتحدة الأخيرة، إذ قالت المنظمة الأممية أنه لا يزال هناك 30 ألف من مقاتلي التنظيم المتطرف في سوريا، وهم يهددون المنطقة بشكل واضح وصريح.
لكن المشكلة الأكبر في عصر ترامب، حسب نيويوركر، هي أنها لديه أكثر من سوريا، إذ يستيقظ الأمريكيون بشكل شبه دائم على قرارات هامة اتخذها بمفرده.
زعيم ديكتاتور
تقول نيويوركر إنه عندما يتعلق الأمر بسياساته الخارجية يتحول الرئيس الأمريكي إلى شخص أشبه بزعماء العالم الديكتاتوريين، مثل بوتين، أردوغان، شي جين بينغ.
كذلك نقلت المجلة عن محللين سياسيين ومراقبين دوليين اجماعهم على أن الطريقة التي تعمل بها الولايات المتحدة على المسرح العالمي شهدت تغييرًا جذريًا، فقبل عامين كان الرئيس الأمريكي يتخذ قراراته باستشارة إداراته، ويُعلن عنها في مؤتمرات صحفية، أما الآن فبات يتخذها بمفرده ويُعلن عنها على تويتر، فيحرج الجميع ويضع المقربين منه في موقف مُحرج وحساس.
تُشير نيويوركر إلى أنه يوجد لحظات غير تقليدية في فترة حكم أي رئيس أمريكي، لكن بالنسبة لترامب فيقول دوج سوسنيك، المستشار في إدارة بيل كلينتون، إنها خمسة حددت معالم السنوات الأربع في البيت الأبيض، وهي اقتحام مكتب محاميه الخاص مايكل كوهين، وقمته مع بوتين في هلسنكي، وسياسته لفصل الأطفال المهاجرين عن ذويهم على الحدود، وترشيحه لبريت كافانو للحصول على مقعد في المحكمة العُليا.
فيديو قد يعجبك: