إعلان

تدمير رمز الجمهورية الفرنسية.. "الحشود الصفراء" تهديد حقيقي لماكرون

06:50 م الأحد 02 ديسمبر 2018

احتجاجات فرنسا

كتب – محمد الصباغ:

تستمر أحداث العنف في العاصمة الفرنسية باريس على مدار الأيام السابقة، وعقب عودة الرئيس إيمانويل ماكرون من الأرجنتين حيث قمة العشرين كان قراره الأول الاجتماع بمجموعة الأمن القومي في حكومته لمناقشة الأوضاع المتفاقمة في أنحاء البلاد والتي تمركزت في قلب العاصمة حيث "قوس النصر" والمباني التجارية الهامة.

ترى صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن هذه المظاهرات التي تخللتها أعمال عنف كبيرة واشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، تمثل تهديدا مباشرًا للرئيس الفرنسي.

كما لفتت إلى أن المعارضة السياسية في فرنسا سواء ذات التوجه اليميني أو اليساري، استغلت الفرصة الكبيرة وسط الغضب المتزايد في أنحاء متفرقة من فرنسا.

وبدأت الاحتجاجات بعد قرار ماكرون رفع أسعار الوقود، حيث كان القرار شرارة للتظاهرات بعد استياء بسبب تحركات ماكرون نحو ما اعتبرها إصلاحات اقتصادية، في وقت يعتبرها المعارضون ميل للأثرياء والشركات الكبرى على حساب المواطنين العاديين والفقراء.

مع تطور الأحداث قبل أسبوعين، هاجم المحتجون الذين اتخذوا من "السترات الصفراء" شعارا لهم وزيًا يرتدوه، القرارات الاقتصادية للحكومة قبل أن تتطور الأمور لتصل إلى حد الدعوة إلى استقالة إيمانويل ماكرون.

جاء اسم السترات الصفراء من السترات الفسفورية التي يجب على كل السائقين في فرنسا الإبقاء عليها داخل سياراتهم. وكان الهدف من الاختيار هو إبراز صوت من لم يكون لهم صوتًا، الذين يشعرون أنه يتم تجاهلهم من جانب الطبقة السياسية الحاكمة، ووجدوا حياتهم مهددة بسبب الإجراءات الاقتصادية والضرائب المرتفعة.

وألقت الشرطة القبض على أكثر من 400 شخص وأصيب 133 آخرين بينهم 23 من قوات الأمن، بحسب الشرطة الفرنسية.

وشهدت قلب العاصمة باريس تدمير عدد كبير من السيارات والمباني والمحال التجارية الكبرى، وكتب المتظاهرون على واجهة قوس النصر الذي يعود للقرن التاسع عشر عبارات من بينها "ستنتصر السترات الصفراء".

تفقد الرئيس الفرنسي، الأحد، قوس النصر والأضرار التي لحقت بالمعلم التاريخي الشهير خلال أحداث أمس السبت. وتدمر تمثال ماريان أحد الأجزاء الداخلية لقوس النصر، والذي يرمز للجمهورية الفرنسية.

وذكرت تقارير إعلامية، أن الحكومة الفرنسية قد تفرض حالة الطوارئ في البلاد، لكن عقب الاجتماع الأمني برئاسة الرئيس ماكرون، لم يتم إعلان فرضها في البلاد.

كان رد فعل الرئيس الفرنسي من البداية متوقعًا بحسب تقرير لفايننشال تايمز، فقد أدان أحداث العنف "التي لا علاقة لها بحرية التعبير السلمي والغضب المشروع".

أضاف تقرير الصحيفة أن حركة "السترات الصفراء" لا يمكن تفسير ظهورها بسهولة، لكن لا يمكن تجاهلها أيضًا لكبر حجمها.

كما أن المعارضة الفرنسية وجدت فرصة في المظاهرات والتحركات، سواء كانوا من التوجه اليميني أو اليساري. وأشارت فايننشال تايمز إلى أن ماكرون كان محظوظًا في انتخابات الرئاسة عام 2017 لأن منافسته كانت اليمينية المتطرفة ماري لوبان، ولكن "السترات الصفراء" أو المعارضة التي تكونت مؤخرًا تعد أكثر تهديدًا للرئيس الفرنسي.

فيديو قد يعجبك: