إعلان

هآرتس: جورج بوش الأب الرئيس الأمريكي الوحيد الذي تحدى إسرائيل

02:17 م الأحد 02 ديسمبر 2018

جورج بوش الأب

كتبت - هدى الشيمي:

تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن المواجهة المريرة بين الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، تعامل مع البعض على أنه صدام غير مسبوق بين البيت الأبيض وحكومة الاحتلال، أرجعت ذلك إلى أنهم ربما نسوا ما حدث عام 1991.

أوضحت الصحيفة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، أن الخلاف السياسي التاريخي بين إسرائيل والرئيس الراحل جورج بوش الأب، الذي توفي أمس عن عمر يُناهز 94 عامًا، حدث بينما يعمل الطرفان على اتفاق سلام يُنهي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ رفض الرئيس الحادي والأربعين للولايات المتحدة الموافقة على ضمانات قروض بقيمة 10 مليار دولار لإسرائيل لمساعدتها على التعامل مع موجة المهاجرين القادمين من الاتحاد السوفيتي سابقًا، وطالبها في وقت لاحق بتجميد بناء المستوطنات قبل الموافقة على طلبها.

وذكرت هآرتس أن المواجهة الغاضبة والتي استمرت لأشهر أثرت على كل من الرئيس بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق شامير، كما أنها غيرت ديناميكيات العلاقة الثلاثية بين الولايات المتحدة، ودولة الاحتلال، والداعمين الأمريكيين للدولة اليهودية.

كما أنها المرة الأولى التي يتجرأ فيها رئيس أمريكي على الربط بين المساعدات العسكرية أو الاقتصادية لإسرائيل بالتوقف عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية، أو قطاع غزة، أو مرتفعات الجولان المحتلة.

وقال توماس دين، المدير التنفيذي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة اختصارًا بـ(إيباك) وقتذاك، إن يوم 12 سبتمبر، الذي أعلن فيه بوش الأب أنه أخبر الكونجرس بأن طلب الحصول على ضمانات يجب تأجيله 120 يوم، كان "يوم عار بالنسبة للأمريكيين المؤيدين لإسرائيل".

وأعرب دين عن أسفه بأن الرئيس بوش فعل ما لم يفعله أي رئيس أمريكي آخر، فقد عقد بوش مؤتمرًا صحفيًا تحدث فيه عن الأمر، ولم ينتقد فقط جهود الكونجرس في المُضي قدمًا وتقديم الضمانات لإسرائيل، ولكنه تحدث بلهجة شرسة عن المساعدات الإجمالية التي تحصل عليها دولة الاحتلال.

تقول هآرتس إن اللوبي الأمريكي المؤيد لإسرائيل كان في حالة صدمة بسبب تمسك إدارة بوش بموقفها، وتأجيل منح إسرائيل الضمانات التي تحتاج إليها.

وفي أعقاب نجاح الحرب الأمريكية الأولى في الخليج، سعى البيت الأبيض إلى استخدام الأمر لتنظيم مؤتمر مدريد في عام 1991، وكانت هذه المرة الأولى التي تتفاوض فيها إسرائيل بشكل علني ومباشر مع الفلسطينيين والدول العربية المجاورة، وفقًا لهآرتس.

وقال بوش للصحفيين، وقتذاك، إن تأجيل منح إسرائيل الضمانات كان أمر حيوي وضروري لعملية السلام، لأن الموافقة على الأمر كان سيؤثر على موقفنا كوسيط في عملية السلام، وسيضعف من جهودنا على طاولة المفاوضات.

وتابع: "تأجيل الأمر 120 يوما ليس طلبا كبيرا على الرئيس الأمريكي، يجب أن نعطي السلام فرصة".

تقول هآرتس إن انتهاء هذه الأزمة كان بداية عصر جديد، وبعد الانتخابات الإسرائيلية بفترة قصيرة وفوز اسحاق رابين في عام 1992، تمكن رئيس الحكومة الجديد من إنهاء الأزمة بعقد اتفاق مع إدارة بوش، تعهد فيها بالحد من بناء المستوطنات، دون التوقف عن بنائها، مقابل الحصول على ضمانات القروض.

كما كان للأزمة تأثيرها على الرئيس الأمريكي، تقول هآرتس إن الجاليات اليهودية الأمريكية ومؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة فضلوا عليه بيل كلينتون، منافسه الديمقراطي في الانتخابات وقتذاك، ما ساعد الأخير على الفوز لكي يُصبح الرئيس الأمريكي الثاني والأربعين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان