"الإندبندنت": بريطانيا قد تخسر الكثير بسبب مشروع "جاليليو" الأوروبي
لندن (أ ش أ)
قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، اليوم السبت، إن المملكة المتحدة قد تخسر 1.2 مليار جنيه استرليني استثمرتها بالفعل في مشروع نظام "جاليليو" للملاحة بالأقمار الصناعية التابع للاتحاد الأوروبي، وذلك بعد إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تخليها عن مساعي البقاء ضمن المشروع عقب الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن بريطانيا تواجه دفع فاتورة قيمتها 5 مليارات جنيه استرليني بعد أن قررت إنشاء نظام بديل خاص بها للاستخدام العسكري، حسبما أعلنت تريزا ماي في الأرجنتين، إذ تتراوح التكلفة المقدرة للمشروع الجديد بين 3 و 5 مليارات جنيه استرليني، بالرغم من أن الحكومة رفضت تحديد رقم معين.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرار يعني أن الحكومة رفضت عرض الاتحاد الأوروبي للقوات المسلحة البريطانية باستخدام أنظمة "جاليليو" المؤمنة، نظرا لمنع بروكسل المملكة المتحدة من المشاركة في اتخاذ القرارات الخاصة بإنشائها.
ودافعت تيريزا ماي عن قرارها في مواجهة الانتقادات الموجهة له وللتكلفة المترتبة عليه، قائلة: "نظرا لقرار المفوضية الأوروبية منع المملكة المتحدة من المشاركة الكاملة في تطوير كافة جوانب مشروع جاليليو، فمن الصائب أن نجد بدائل"، مضيفة أنه لا يمكنها أن تترك القوات المسلحة البريطانية تعتمد على نظام لا يمكنها الوثوق فيه لأن ذلك لن يكون في المصلحة الوطنية لبلادها، كما أكدت أن لديها من القدرات والحلفاء الراسخين حول العالم ما يجعلها لا تفتقر إلى الخيارات.
ويأتي إعلان ماي بعد أن زاد الاتحاد الأوروبي من ضغوطه عليها بشأن البريكست برفضه إشارة ماي إلى أنها قد تعيد التفاوض على صفقتها في حال رفضها من جانب نواب البرلمان البريطاني، إذ أكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن الاتحاد لن يقبل أي اتفاق آخر وأن الخيارين الوحيدين المتاحين أمام لندن في هذا الحالة هما المغادرة دون اتفاق أو البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وخلال تأكيدها الانسحاب من جاليليو، لم توضح تريزا ماي من هم "الحلفاء الراسخون" الذين سيساعدوا في تطوير نظام بديل، لكنها أكدت أن النظام البريطاني يجب أن يكون متوافقا مع نظام "GPS" الأمريكي.
واعتبرت "الإندبندنت" أن خطوة ماي الأخيرة تمثل ذروة أحد نزاعات البريكست المريرة، إذ أصرت بروكسل على أن المشاركة الكاملة في مشروع نظام "جاليليو" مستحيلة لأي دولة من غير الدول الأعضاء، لتحجب عن شركات الفضاء البريطانية تعاقدات بمئات الملايين بالرغم من أنها كانت مشتركة بقوة في تطوير النظام.
وأعلنت الحكومة البريطانية، الصيف الماضي، أنها تنفق قرابة 100 مليون جنيه استرليني على دراسة مدتها 18 شهرا لتطوير نسخة بريطانية من نظام "جاليليو".
ولا يزال أمام الحكومة والاتحاد الأوروبي التفاوض على ما إذا كانت بريطانيا ستستخدم "جاليليو" في أغراض غير عسكرية، في إطار محادثات العلاقات التجارية المستقبلية.
وفي حال فشلها، ستطالب بريطانيا الاتحاد برد جزء من 1.2 مليار جنيه استرليني دفعتها في المشروع، لكن لا توجد ضمانات لنجاح لندن في مطالبتها تلك، بحسب "الإندبندنت".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: