بوليتيكو: ترامب يعتمد على مجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية القادمة
كتب - هشام عبد الخالق:
سلطت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، الضوء في تقرير لها الجمعة، على الانتخابات النصفية الأمريكية التي تحل اليوم السادس من نوفمبر.
وقالت المجلة في تقريرها: إن "الرئيس دونالد ترامب وحلفائه خططوا لاستراتيجية لحفظ ماء وجههم في حالة فوز الديمقراطيين بمجلس النواب في الانتخابات القادمة، وهي وصف ترامب بأنه "منقذ الجمهوريين في مجلس الشيوخ".
وتضيف المجلة، أن ترامب ومستشاريه يشيرون في جلساتهم العلنية والخاصة إلى زيادة الحملات الانتخابية التي يقوم بها ترامب نيابة عن مرشحي مجلس الشيوخ من الجمهوريين - حيث عقد 19 تجمعًا انتخابيًا منذ عيد العمال فقط - وذلك في دليل منه على أن لا أحد بإمكانه أن يكون له تأثيرًا أكبر منه في الولايات.
وتشير المجلة إلى أن ترامب لديه باع طويل في شخصنة الأمور، ومن ثم الرقص فرحًا في حالة تحقيق انتصارات ليست له، وأيضًا النأي بنفسه وتحويل الانتباه عنه في حالة الخسارة.
ويقول باري بينيت، أحد مستشاري ترامب في حملته الانتخابية الرئاسية عام 2016، إنه يجب على الجمهوريين الفوز بمقاعد مجلس الشيوخ، فهنا أفضلية الأرقام لنا.
وتضيف المجلة، أنه حتى في مجلس النواب، حيث يعمل الجمهوريون على الحفاظ على أغلبيتهم المكونة من 23 مقعدًا، فإن البيت الأبيض يرفض فكرة فوز الديمقراطيين بالانتخابات النصفية مساواة بما حدث في فترتي الرئيسين الديمقراطيين باراك أوباما وبيل كلينتون.
وأشارت مستشارة الرئيس ترامب، كيليان كونواي، الأسبوع الماضي، إلى أن خسارة الجمهوريين لمجلس النواب ستكون في الغالب بسبب استقالة 43 عضو جمهوري من أعضاء المجلس، وقارنت أيضًا خسائر الحزب الجمهوري المتوقعة بالهزائم التي تلقاها الرؤساء السابقين الديمقراطيين، حيث قالت: "لم يكن أحد يتوقع أن يخسر الرئيس باراك أوباما 63 مقعدًا في مجلس النواب في الانتخابات النصفية الأولى عام 2010، ولا الرئيس بيل كلينتون أن يخسر 54 مقعدًا في 1994، وهو ما أعطى الجمهوريين الأغلبية حينئذ لأول مرة منذ 40 عامًا".
ترامب نفسه لم يبدُ واثقًا بشأن الفوز في مجلس النواب، حيث قال للصحفيين يوم الأربعاء: "أعتقد أننا نقوم بعمل جيد بالنسبة لمجلس النواب، وعلينا أن ننتظر ونرى"، قبل أن يتحول للحديث عن مجلس الشيوخ ويضيف، "أعتقد أننا قمنا بعمل رائع لصالح مجلس الشيوخ، لقد كان هناك العديد من المرشحين الذين كانت أرقام استطلاعهم منخفضة إلى حد ما ولكنها الآن عالية".
وتضيف المجلة، أن هذه ليست المرة الأولى التي يخفض مسؤولي البيت الأبيض من توقعاتهم بالنسبة للانتخابات النصفية، فقبل انتخابات عام 2010 حذر القادة الديمقراطيون مثل رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية في ذلك الوقت السيناتور تيم كاين من "صعوبة" الانتخابات، وبدا الرئيس أوباما في بعض الأحيان غاضبًا مما وصفه بـ "ديمقراطية فوضوية وكبيرة"، أثناء دعمه لزملائه الديمقراطيين في تجمعاتهم الانتخابية.
ما يقلق الجمهوريين أيضًا من ضرورة الحفاظ على مجلس الشيوخ، هو أن المجلس يعين قضاة المحكمة العليا، القضاة الفيدراليين، ويوافق على تعيينات المسؤولين الكبار، لذلك ستسمح المحافظة على أغلبية المجلس بتنفيذ أجندة الرئيس ترامب حتى لو استطاع الديمقراطيون الفوز بمجلس النواب.
وقال براد تود، وهو مستشار في الحزب الجمهوري يعمل في مجال الانتخابات النصفية: إن "فوز الجمهوريين بمجلس الشيوخ سيمثل انتكاسة لبيرني ساندرز، إليزابيث وارن، كامالا هاريس، وكوري بوكر"، مشيرًا إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين كثيرًا ما يتم ترشيحهم كمافسين في انتخابات الرئاسة، مضيفًا أن "الديمقراطيين في مجلس الشيوخ أصبحوا بمثابة المعارضة أمام جدول أعمال ترامب".
وتضيف المجلة، أن تلك الاستراتيجية تتوافق مع توقع في البيت الأبيض أن يقوم ترامب بإعلان ترشحه رسميًا لإعادة الانتخاب بعد السادس من نوفمبر المقبل (يوم الانتخابات النصفية)، ويهاجم خصومه الديمقراطيين على الفور، وأمضى ترامب بالفعل أشهر عديدة في ملاحقة وارن وبوكر، وكذلك نائب الرئيس السابق جو بايدن.
وتختتم المجلة تقريرها بقول أحد مسؤولي البيت الأبيض السابقين: "بالنسبة للرئيس ترامب، 2018 ما هي إلا امتداد للحملة الرئاسية عام 2020، فترامب بدأ حملة إعادة انتخابه منذ وقت طويل، وهذا حقيقي سواء أدركه الصحافة والجمهور أم لا".
فيديو قد يعجبك: