إعلان

انتخابات التجديد النصفي للكونجرس "لا تأتي دوما بما تشتهي السفن" لرؤساء أمريكا

12:28 م الأحد 04 نوفمبر 2018

الكونجرس الأمريكي

واشنطن - (د ب أ):

إذا ما تمكن مرشحو الحزب الديمقراطي من انتزاع الاغلبية من الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقررة بعد غد الثلاثاء، من خصومهم في الحزب الجمهوري، ربما يجد الجمهوريون بعض السلوى في قاعدة عُرفية ترسخت عبر عقود بشأن هذه الانتخابات النصفية، مفادها: خسارة الحزب الذي يتبعه الرئيس الامريكي.

ومنذ عام 1934، كان الناخبون غالبا يسعون بصورة كبيرة إلى الحد من أعداد ممثلي الحزب الذي يتبعه الرئيس داخل غرفتي الكونجرس، مجلسي النواب والشيوخ.

وكان هذا يُعد في بعض الاحيان نوعا من التصحيح-الذاتي، حيث بدا أن الناخبين لديهم الرغبة في عدم السماح لحزب واحد بالسيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية في آن واحد، وهو أمر ربما أجبر الساسة في نهاية المطاف على التوصل لحلول وسط وتبني قوانين تحظى بقبول واسع.

وفي أحيان أخرى، كان ذلك يُعد نوعا من الاحتجاج على الرئيس وسياساته، فالانتخابات النصفية للكونجرس بغرفتيه تمثل استفتاء على "ساكن البيت الابيض".

ويتبنى الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب، فكرة مفادها أن الانتخابات المقررة بعد يومين، سواء الكونجرس أو حكام الولايات، هي استفتاء على شخص الرئيس.

وكرر ترامب عبارة "تظاهروا بأنني أخوض الانتخابات"، وذلك خلال فعاليات انتخابية في أنحاء البلاد.

والتغيرات التي أصابت موازين القوى خلال العقود الماضية كانت في معظمها تمثل احتجاجا ضد الرئيس وسياساته.

ففي عام 1994,وفي منتصف الفترة الرئاسية الاولى للرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون، فقد 52 من أعضاء حزبه الديمقراطي مقاعدهم في مجلس النواب، كما خسر الديمقراطيون ثمانية مقاعد في مجلس الشيوخ، وهو ما يُعزى إلى حد كبير إلى رغبة الناخبين في التعبير عن عدم الرضا، أو الاحتجاج، على قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية الذي كان يتبناه الرئيس.

وتلقى الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما ما أطلق عليه هو نفسه "هزيمة حاسمة" في عام 2010، عندما انتزع الجمهوريون 63 مقعدا من الديمقراطيين في مجلس النواب، مما منحهم الاغلبية والسيطرة في الغرفة الادنى من الكونجرس. وفي تلك المرة أيضا كان قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية سببا رئيسيا في الخسارة. وبعد أشهر قليلة، وفي أعقاب معركة مريرة، جرى تبني التشريع الذي اشتهر باسم "أوباما كير".

وفي منتصف الفترة الاولى للرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريجان، خسر حزبه 26 مقعدا في مجلس النواب وواحدا بمجلس الشيوخ، وذلك خلال الانتخابات النصفية التي جرت في عام 1982، في ظل حالة من الاستياء الشديد بين الناخبين آنذاك بشأن أحوال الاقتصاد الامريكي.

ولكن الامور لم تمض دوما على هذا النحو السئ بالنسبة للرؤساء الامريكيين خلال فترة الرئاسة الاولى، بحسب بيانات موقع "مشروع الرئاسة الامريكية"، بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا.

ففي عام 1962، وفي عهد الرئيس الديمقراطي الراحل جون اف كنيدي، خسر الديمقراطيون أربعة مقاعد في مجلس النواب، ولكنهم فازوا بثلاثة مقاعد إضافية بمجلس الشيوخ، في الانتخابات النصفية.

وفي عام 1990، عندما كان الرئيس الجمهوري الاسبق جورج دبليو بوش (الاب) في سدة الحكم، خسر الجمهوريون عددا قليلا من المقاعد في انتخابات التجديد النصفي. ولكن حزب الرئيس حقق المزيد من المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات عام 2002، بعد أقل من عامين من وصول جورج دبليو بوش (الابن) إلى البيت الابيض.

ربما تُسفِر انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي عن تغيرات واسعة على الساحة السياسية، ولكنها لا تعد بالضرورة مؤشرا جيدا يمكن من خلاله التنبؤ بحظوظ الرئيس في إعادة انتخابه لفترة جديدة بعد أكثر من سنتين. فالناخب الامريكي، منح جورج دبليو بوش (الابن) وكلينتون وأوباما فترة رئاسية ثانية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان