هدف أردوغان الجديد: القضاء على اليهودي المجري جورج سوروس
كتبت- هدى الشيمي:
تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية إنه في بعض الأحيان يصعب معرفة لما لا تجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقة طيبة، لاسيما وأن الاثنين تجمعهما الكثير من الصفات المُشتركة، فكلاهما يعملان على التخلص من خصومهما المحليين، ومقتنعين تمامًا بأن هناك مؤامرة تُحاك ضدهما يدبرها لهما أعدائهما الخارجيين، علاوة على ذلك فإن الاثنين لديهما عدو مُشترك وهو الملياردير اليهودي المجري جورج سوروس.
أشارت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، إلى اعتقال عثمان كافالا، الناشط التركي في حقوق الانسان، في أكتوبر عام 2017، بتهمة محاولة إفساد النظام الدستوري والعمل على اسقاط الحكومة التركية، وهي التهم التي غالبًا ما توجه إلى أي شخص يُشتبه ارتباطه بالداعية الإسلامي ورجل الأعمال فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقره بتديبر محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، أو كانت له أي صلة باحتجاجات 2013 ضد هدم منتزه غازي في اسطنبول.
وفي اجتماع مع القادة المحليين، الأربعاء الماضي، أعلن أردوغان أن أحد داعمي الانتخابات، مُشيرا إلى كافالا، موجود في السجن بالفعل، وزعم أن اليهودي المجري جورج سوروس يُرسل رجاله إلى جميع أنحاء العالم من أجل تقسيم الأمم وإسقاط الحكومات، ويستخدم ثروته الطائلة في تحقيق أهدافه.
تتجاوز ثروة جورج سوروس 8 مليار دولار أمريكي، وهو رجل أعمال هنغاري أمريكي الجنسية، يُعرف عنه دعمه للسياسات الليبرالية والجمعيات الخيرية، وهناك من يقول إنه يتحكم في العالم ويحرك كل شيء من وراء الستار.
ترى هآرتس أن هجوم أردوغان على سوروس أمر طبيعي وليس مفاجئًا، لاسيما وأنه يشّن حملة شرسة على كل من ينتقده، على رأسهم المُعلمين والحقوقيين.
وألقت السلطات التركية منذ أسبوعين القبض على أساتذة وباحثين أكاديميين يعملون في جامعات مرموقة، ومعروفين دوليًا بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، والتحريض على الشغب والفوضى.
ونقلت الصحيفة عن استطلاع أُجري مؤخرًا أن عدد كبير من المُعلمين الأتراك يخشون فقد وظائفهم، فيما أشار بعضهم إلى أنهم لا يستطيعون مزاولة مهنتهم في هذه الأجواء المشحونة والمتوترة.
ولم يقتصر الأمر على المُعلمين والناشطين الحقوقيين فقط، ولكن أيضًا القضاة ورجال الأعمال يخشون من يد أردوغان الطويلة ونفوذ نظامه الذي لا يستطيع أحد ردعه.
وسلطت الصحيفة الإسرائيلية الضوء على وضع الصحافة في تركيا، خاصة وأن الصحفيين الأتراك باتوا الهدف الرئيسي لأجهزة الاستخبارات التي تلاحقهم أينما ذهبوا.
نوهت هآرتس إلى أن حوالي 21 منصة إعلامية من بين 29 وسيلة إعلام كُبرى وهامة يسيطر عليها أردوغان وأعوانه، ما دفع المسؤولين في هذه المؤسسات على تغيير سياستهم التحريرية واسلوبهم في عرض المعلومات، وبالإمكان رؤية هذا بوضوح في صحيفة حرييت التركية.
فيديو قد يعجبك: