لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل تكرر روسيا سيناريو سوريا في ليبيا؟.. خبراء يجيبون

11:14 م الجمعة 23 نوفمبر 2018

كتب – محمد عطايا:
قبل 3 سنوات، تدخلت روسيا رسمياً في سوريا، بزعم القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، ومحاولة إعادة الأمن والاستقرار للدولة الممزقة أطرافها.

بمرور السنوات أصبح الوجود الروسي برغم الخصومة الواضحة مع الولايات المتحدة هناك راسخًا لا يمكن إثناءه، وتحولت إلى ميزان للقوى، تحجم من أدوار جميع اللاعبين في سوريا.

التوغل الروسي في سوريا، ساعد في إعادة الهيمنة لحكومة الأسد، واستعادة معظم الأراضي السورية في قبضة بشار، فهل يتكرر السيناريو في ليبيا، خاصة بعدما طالب المتحدث باسم المشير خليفة حفتر موسكو بالتدخل في بلاده؟

الطلب الليبي

في حواره لوكالة "سبوتنيك"، أغسطس الماضي، اعتبر المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري أن حل الأزمة في ليبيا يتطلب تدخل روسيا، ورئيسها فلاديمير بوتين شخصيًا، للمساعدة في إبعاد اللاعبين الخارجيين عن الساحة الليبية.

وأكد المسماري أن ليبيا بحاجة للمساعدة الروسية على صعيد التصدي للتنظيمات المتطرفة المتعددة الناشطة في البلاد، وذلك لأسباب منها أن معظم ما يتوفر لدى الجيش من الأسلحة سوفيتي وروسي الصنع، إضافة إلى أن موسكو تمتلك خبرة غنية في مكافحة الإرهاب.

تصريحات المسماري، نفاها القائد العام للجيش الوطني الليبي نفسه، قائلًا: إنه لا حاجة لتدخل أي دول في ليبيا، مؤكدًا أن قواته تسيطر على غالبية مناطق البلاد.

نفى حفتر تصريحات متحدثه، إلا أن القائد العام للجيش الليبي تربطه بروسيا علاقات وطيدة، خاصة بعد زيارته موسكو أكثر من مرة، والتقى فيها وزيرا الخارجية والدفاع، واستقبلته حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" على سواحل ليبيا، إضافة إلى ذلك ذهب مستشار عبدالله الثني رئيس الحكومة "غير المعترف بها دوليًا" إلى موسكو والتقى نائب وزير الخارجية الروسي، وكان قد سبقه إلى ذلك رئيس البرلمان المنتخب عقيلة صالح.

كما دعمت روسيا حفتر وقدمت قطع غيار عسكرية ومشورة فنية له خارج دائرة حظر التسليح المفروض على ليبيا، كما اتفقت معه على صفقات تسليح، وبأسلحة قادمة من بيلاروسيا أو دول أخرى قريبة من موسكو.

فيما نشرت موقع مجلة "فورين بوليسي"، تقريرًا منذ شهرين، أوضحت فيه أن روسيا تسعى إلى منع انزلاق ليبيا في الفوضى، وهو ما فشلت فيه واشنطن.

وأشار التقرير إلى أن روسيا تحاول مجددًا دعم حليف قوي لها داخل ليبيا وتدشين منطقة نفوذ لها في الشرق الأوسط.

فيما أوضح المحلل السياسي الروسي والباحث في مجلس الأعمال الروسية الدولي، تيمور أخميتوف، في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن موسكو لن تدخل في ليبيا إلا إذا توافرت الشرعية الدولية لذلك.

بينما أكد عصام التاجوري المحلل السياسي والناشط الليبي، في تصريحات لـ"مصراوي"، أن التقارب الروسي من جهة، والروسي الأوروبي بشكل عام بخصوص قضايا حوض بحر الأبيض المتوسط وليبيا بشكل خاص مرده نجاح موسكو في اقناع الجميع بفعاليتها وقدرتها على التأثير بالمنطقة، بعد نجاح الروس في إدارة ملف القضية السورية ومواجهة الإرهاب والحد من مواجهة موجات المهاجرين إلى أوروبا، جراء النزاع المسلح بسوريا، وهو الأمر الذي يؤرق الأوروبيين وهاجس مشترك، وبالتالي التقارب الروسي ليس وليد لحظة أو مجرد قرار سياسي معزول عن محيطه الجيوسياسي.

الصراع الإيطالي الفرنسي على ليبيا

زاد من فرص التدخل الروسي في ليبيا، الصراع الإيطالي الفرنسي على الدولة الحدودية مع مصر، خاصة بعدما استعانت روما في مؤتمر باليرمو بموسكو.

التاجوري أكد أن التنافس الإيطالي الفرنسي المعلن لانتزاع الملف الليبي والانفراد به هو نتاج لإرث تاريخي تحاول هذه الدول إحياءه، بالإضافة إلى بحثهما على إعادة التموضع بخارطة التأثير دوليًا ومحركه الأساسي الصراع على مصادر الطاقة والثروات الطبيعية، والرغبة بالهيمنة السياسية والاقتصادية على الضفة الجنوبية لمتوسط وما بعد الصحراء الكبرى.

وأشار إلى أن الدور الإيطالي مرفوض بشكل كبير لدى المشير خليفة حفتر، الذي رفض المشاركة في مؤتمر باليرمو الذي عقد 12 نوفمبر الجاري، واكتفى بالمشاركة في جلسات جانبية عن الأمن.

ويبدو أن إيطاليا في محاولة سعيها للتفرد بالملف الليبي أجبرها على الاستعانة بروسيا، الحليف الأبرز لدى المشير حفتر، ما أدى إلى أن توجهت الأنظار مرة أخرى إلى إمكانية تكرار السيناريو الروسي في ليبيا.

في مقابلة مع صحيفة "أفينيري" الإيطالية، شدد وزير الخارجية الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي، على أن بلاده ستبقى حليفًا مخلصًا للولايات المتحدة الامريكية؛ "لكن من غير المعقول اليوم أن يتم تجاهل روسيا فيما يختص بالأزمة الليبية، وذلك في إجابة على سؤال بشأن تصاعد دور موسكو في ليبيا الذي اتضح مؤخرًا في مؤتمر باليرمو وما إذا كان ذلك سيحد من الاهتمام الأمريكي بالأزمة الليبية، على غرار ما جرى في سوريا".

وأوضح ميلانيزي أن الحقبات التاريخية التي تعاقبت من روسيا الإمبراطورية إلى الاتحاد السوفيتي والاتحاد الروسي حاليا، تميزت بأن "الاهتمام الروسي بمنطقة البحر الأبيض المتوسط ظل ثابتاً ولا ينبغي أن يكون مستغربا".

فرضية صعبة

المحلل السياسي الروسي، أكد أن دور موسكو في ليبيا من الصعب أن يتحول إلى السيناريو السوري، لأن الجيش الليبي يلتف حوله قاعدة عريضة، ويسيطر على أهم المناطق والمراكز الحيوية في المنطقة، كما أن موسكو تريد أن تكون مدعومة بشرعية دولية، وهو ما سيجعلها تنتظر موافقة الحكومة المعترف بها دوليًا، بقيادة فايز السراج.

وأشار أخميتوف إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرخي لافروف التي أعلن فيها أنه من الخطأ الحديث عن احتمال نقل تجربة بلاده السورية إلى ليبيا، نظرًا لغياب أي مسوّغ شرعي يتيح لها ذلك، خلافا لسورية.

وفي حديث لوكالة "أجي" الإيطالية، أمس الخميس، رد لافروف على سؤال عن احتمال إنشاء موسكو قواعد عسكرية لها في ليبيا على غرار سورية بقوله: "الوجود العسكري الروسي في الأرض السورية يستند إلى أحكام القانون الدولي بشكل كامل، إذ أنه يأتي بدعوة من السلطة الشرعية في البلاد.
أما في ليبيا ومهمة استعادة كيان الدولة فلا تزال تنتظر تنفيذها.. ولذلك فلا يجوز الحديث عن تشابه الحالتين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان