ماذا قال وزير الخارجية السعودي عن مكان جثة خاشقجي؟
كتبت- رنا أسامة:
قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجُبير، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، إن التحقيقات ما تزال مستمرة للتعرف على مكان جثة الصحفي جمال خاشقجي التي ما تزال مجهولة، منذ قُتِل في الثاني من أكتوبر الماضي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.
جاء ذلك ردًا على سؤال مفاده أنه أكثر من 45 يومًا مرت منذ حادثة جمال خاشقجي، ولا تزال الجثة مجهولة الموقع، وسط تضارب الروايات والمعلومات حول ما تعرضت له فعليًا.. هل تملكون الحقيقة؟
وأجاب الجُبير، في الحوار المنشور الثلاثاء، بقوله إن "النيابة العامة أصدرت يوم الخميس إيجازًا بنتائج التحقيق بناءً على ما توصلت إليه من أدلة واعترافات حتى الآن، وأكدت أن التحقيقات لا تزال جارية ومستمرة. ومهم الإشارة إلى أن تعاون الجانب التركي، وتقديم ما لديه من أدلة، سيساعد في الوصول إلى الحقائق كافة".
وتابع الجبير في معرض رده على السؤال: "وكما أعلنت النيابة العامة، فإن ما توصلت إليه هو بناء على تحقيقاتها، وإنها تأمل في تقديم الجانب التركي لما لديه من أدلة".
وعزا سبب تغيّر الرواية السعودية عن حقيقة ما جرى لخاشقجي أكثر من مرة إلى أن "الفريق الذي نفّذ العملية قدّم تقريرًا مضللًا وكاذبًا".
وقال الجُبير "بناءً على ذلك صدرت تصريحات بالنفي، وعندما بدأ يتضح تضارب الحقيقة عما قدموه في تقريرهم، وجه خادم الحرمين الشريفين النائب العام بإجراء تحقيق، وتم الإعلان عن النتائج الأولية التي تم التوصل إليها".
وتابع "مع استمرار التحقيقات والوصول إلى اعترافات وأدلة كافية لإحالة المتهمين للمحاكمة، أعلن النائب العام بإعلان ما توصل إليه، وتم توجيه الاتهام لعدد من الأشخاص وإحالتهم إلى المحكمة، وإذا تبين أي مستجدات أو أدلة جديدة في هذه القضية فإن النيابة العامة ستعلن عنها بشكل شفاف وواضح".
في الوقت ذاته، شدد وزير الخارجية السعودي على أن "المملكة لم تحقق في قضية مقتل جمال خاشقجي من أجل الرأي العام الدولي، بل لأنها قضية قتل لمواطن سعودي، وهذا أمر غير مقبول، وجريمة يجب مُحاسبة من ارتكبها".
وأضاف أن "النيابة العامة أعلنت النتائج الأولية لتحقيقاتها، وأعلنت أن التحقيقات مستمرة، وتوصلت إلى ما يكفي لاقتناعها بتوجيه الاتهام إلى 11 شخصاً، وإحالتهم للقضاء، بينما تستمر التحقيقات مع البقية. والمملكة ستمضي في محاكمة هؤلاء، طبقاً لما توصلت إليه من أدلة واعترافات".
وأكّد الجبير أن "تحقيق العدالة في هذه القضية هو مطلب سعودي، قبل أن يكون مطلبًا دوليًا، خصوصًا أن هؤلاء الأشخاص ارتكبوا جريمة مضاعفة، بتقديمهم تقريرًا مضللًا حول حقيقة ما حدث في القنصلية ذلك اليوم".
والخميس الماضي، كشفت النيابة العامة السعودية أن أن جريمة قتل خاشقجي تمت داخل قنصلية بلاده باسطنبول بعد شجار مع فريق التفاوض الذي أُرسل لإقناعه بالعودة إلى المملكة، ثم حقنوه بجرعة مُخدّرة كبيرة أفضت إلى وفاته.
وأعلنت أن "جثة خاشقجي تم تقطيعها بعد القتل ونُقِلت إلى خارج القنصلية"، موضحة أن أحد أعضاء فريق التفاوض سلّم الجثة بعد تقطيعا إلى متعاون محلي في تركيا، وبعدها نقل 5 أشخاص من الفريق الجثة خارج مقر البعثة الديلوماسية.
وقُتِل خاشقجي (59 عامًا) في الثاني من أكتوبر الماضي خنقًا فور وصوله القنصلية السعودية بإسطنبول، وفق خطة كانت مُعدّة مُسبقة، وتم تقطيع جثته والتخلص منها لاحقًا، حسبما أفادت النيابة العامة التركية.
وبعد مرور أكثر من 3 أسابيع على اختفائه، أعلنت السعودية مقتل خاشقجي داخل القنصلية التي زارها بصُحبة خطيبته التركية لاستخراج بعض الأوراق الرسمية، وألقت القبض على 18 شخصا في إطار تحقيقاتها في القضية. ولم يتم العثور على جثة خاشقجي حتى الآن.
وأُقيمت صلاة الغائب على روح الصحفي خاشقجي، يوم الجمعة الماضي، في مدينة إسطنبول التركية، والتي شوهد فيها لآخر مرة منذ أكثر من شهر ونصف.
فيديو قد يعجبك: