روسيا تفرض استراتيجيتها.. كيف أوقف بوتين التهديد الإسرائيلي في سوريا ولبنان؟
كتب - محمد عطايا:
أكدت صحيفة "هارتس" العبرية أن قرارات نتنياهو أصبحت مقيدة في الشمال، وبخاصة سوريا ولبنان، نتيجة تعارضها مع مصالح روسيا، التي تفرض استراتيجيتها في تلك المنطقة، خاصة بعد حادثة سقوط مقاتلة روسية في غارة جوية إسرائيلية على الجولان.
وأوضحت الصحيفة أن تعامل نتنياهو الحذر تجاه حركة حماس والوضع في قطاع غزة، يتأثر كثيرًا بما يحدث في سوريا ولبنان، اللذان يشهدان تصاعدًا في الأحداث في الفترة الأخيرة.
وكشفت الصحيفة أن الاحتلال الإسرائيلي استغل الاضطرابات في العالم العربي لتوسيع نشاطه الهجومي في سوريا ولبنان عبر مئات الغارات الجوية والعمليات الخاصة، التي عملت -بحسب هارتس- على إبعاد خطر نشوب حرب أخرى، وخفض قدرات إيران وحزب الله في حالة اندلاع الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأوضاع تغيرت في سوريا بعد سيطرة الرئيس بشار الأسد على بقاع كبيرة هناك، لتشهد استقرارًا بعد موجة كبيرة من صراعات الاحتلال مع الحرس الثوري الإيراني خلال فصلي الشتاء والربيع الماضيين.
ونوهت "هارتس" بأن السبب في تغير الأوضاع هناك يكمن في روسيا، التي استغلت حادثة سقوط طائرتها منذ أكثر من شهر مضى خلال غارة لمقاتلات تابعة لجيش الاحتلال في سوريا، لتملي قواعد استراتيجية جديدة في الشمال.
"هارتس" أكدت أيضًا أن غارات الاحتلال لم تتوقف على سوريا، فبعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية، شنت هجومين اثنين، إلا أن فلاديمير بوتين جعل الأوضاع أكثر صرامة وحذر في تلك المنطقة.
وأشارت أيضًا إلى أن الأزمة المحتدة حاليًا بين الاحتلال الإسرائيلي وروسيا حول الوضع في سوريا لم تُحل في الاجتماع الأخير بين بوتين وبنيامين نتنياهو في باريس، على هامش إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، مؤكدةً أن "قيصر روسيا" لا يخطط لعقد أية اجتماعات في الفترة المقبلة.
وأكدت أن روسيا أوضحت للاحتلال الإسرائيلي بطرق عديدة أن الوضع السابق زال، لأن نشاط القوة الجوية يعطل مشروع موسكو الرئيسي حول استعادة سيطرة بشار الأسد على معظم سوريا، وتوقيع روسيا لعقود طويلة الأجل معه من شأنها أن تحمي مصالحها الأمنية والاقتصادية في البلاد.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن التغير واضح في النبرة الأكثر عدوانية من قبل روسيا، عن طريق تهديد سلاح الجو التابع للاحتلال الإسرائيلي برفع حالة الاستعداد في قاعدة حميميم، شمال غرب سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأكثر مدعاة للقلق، هو اهتمام بوتين المتزايد بمجريات الأمور في لبنان، مؤكدةً أنه في "أسوأ السيناريوهات"، سيتم توسيع المظلة الدفاعية - الحقيقية والرمزية - التي تنتشر فيها روسيا فوق شمال غرب سوريا إلى لبنان، ما يزيد من تعقيد حسابات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت أنه إلى الآن، ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام العربية، لم يشن الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على لبنان منذ فبراير 2014، عندما قصف سلاح الجو قافلة للأسلحة كانت عبرت الحدود من سوريا.
وأكدت أن معرفة ما يريده بوتين في سوريا وربما أيضًا في لبنان "حتى عندما يحاول حزب الله صنع أسلحة هناك"، يشكل تحديًا لقوة مختلفة تمامًا.
وأشارت إلى أنه من المحتمل أن يكون التهديد الروسي لمصالح الاحتلال الإسرائيلي هو ما ذكره نتنياهو، عندما تحدث عن اعتبارات أمنية لا يمكن أن يشاركها مع الجمهور، في النصب التذكاري لبولا بن جوريون في وقت سابق من هذا الأسبوع.
فيديو قد يعجبك: