إعلان

واشنطن بوست: الاستخبارات الألمانية استمعت إلى تسجيلات قتل خاشقجي

01:33 م الإثنين 12 نوفمبر 2018

الصحفي السعودي جمال خاشقجي

كتبت- رنا أسامة:

نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤول ألماني بارز- لم تُسمه- إن "جهاز الاستخبارات الفيدرالي استمع إلى تسجيل خاص بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي خلال زيارة إلى أنقرة"، موضحًا أن التسجيل "كان مُقنعًا للغاية"، بحسب قوله.

في المقابل، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن باريس لم تحصل على تسجيلات مزعومة خاصة بمقتل خاشقجي، كما زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل يومين.

كان أردوغان أعلن، السبت، أنه أطلع السعودية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة على تسجيلات صوتية خاصة بمقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، لكن تقول "واشنطن بوست" إنه من غير الواضح أنه يقصد أنه سلّم التسجيلات فعليًا إلى هذه الدول.

وتُعد هذه المرة الأولى التي يُقِر فيها إردوغان علنًا بوجود تسجيلات صوتية، يقول مسؤولون أتراك إنها توثّق مقتل خاشقجي، كاتب مقالات الرأي لدى الواشنطن بوست، على يد فريق سعودي فور دخول قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي.

ولم يرّد البيت الأبيض على الفور على طلب واشنطن بوست للتعليق. فيما قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها "لا تؤكد أو تنفي" تصريحات أردوغان.

وفي وقت سابق، قال مسؤولون أمريكيون إن مديرة المخابرات المركزية جينا هاسبل استمعت إلى التسجيلات خلال زيارة إلى تركيا الشهر الماضي.

وذكرت الصحيفة أن توزيع تسجيلات مقتل خاشقجي على نطاق واسع من شأنه أن يُزيد الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتخاذ إجراءات أقوى ضد السعودية ردًا على مقتل خاشقجي.

وقُتِل خاشقجي في الثاني من أكتوبر الماضي خنقًا فور وصوله القنصلية السعودية بإسطنبول، وفق خطة كانت مُعدّة مُسبقة، وتم تقطيع جثته والتخلص منها لاحقًا، حسبما أفادت النيابة العامة التركية.

وبعد مرور أكثر من 3 أسابيع على اختفائه، أعلنت السعودية مقتل خاشقجي داخل القنصلية التي زارها بصُحبة خطيبته التركية لاستخراج بعض الأوراق الرسمية، وألقت القبض على 18 شخصا في إطار تحقيقاتها في القضية. ولم يتم العثور على جثة خاشقجي حتى الآن.

وتحدّث مسؤلان تركيان إلى الواشنطن بوست، شريطة عدم كشفهم هويّتهما لحساسية الأمر، عن تفاصيل مقتل الصحفي السعودي الموثّقة في التسجيل الصوتي. وقالا إن "التسجيل يُظهر بشكل واضح أن خاشقجي عانى تعذيبًا قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، واختنق لمدة سبع دقائق قبل أن يموت".

وذكر أحدهما أن إردوغان أخبره بشكل مباشر أن القتلة استغرقوا 7.5 دقائق لخنق خاشقجي. وقال الآخر إنه تم إطلاعه على مُحتوى التسجيل من شخص استمع إليه. لكن لم يقُل أي منهما أنه سمع التسجيل بنفسه، بحسب الواشنطن بوست.

ولم تُفصح تركيا عن الطريقة التي حصلت من خلالها على التسجيل من داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، في الوقت الذي يُمثّل التنصّت على المكالمات الهاتفية للبعثات الأجنبية انتهاكًا لاتفاقية فيينا.

ونشرت الصحف التركية الكثير من القصص والتقارير التي زعمت أن تسجيل مقتل خاشقجي تم من خلال ساعة أبل الذكية التي كان يرتديها الصحفي السعودي نفسه، وهو السيناريو الذي قوبِل بشكوك من جانب خبراء.

ويرى محللون ودبلوماسيون غربيون، وفق الصحيفة، أن إردوغان رُبما يستخدم التسريبات "المُدبّرة بعناية" لإنعاش المصالح التركية على المستوى الدولي.

وقال دبلوماسي غربي رفض ذكر اسمه للواشنطن بوست: "يمكن لأردوغان أن يتحمل تكاليف هذه الأزمة بطرق مختلفة، نظراً لمنصبه؛ فلديه بنية تحتية إعلامية تعمل لصالحه كما أن سُلطته مركزية إلى حدٍ كبير".

وبحسب المسؤول التركي الذي قال إنه تم إطلاعه على مُحتوى التسجيل، فإن إن المدعي العام فريدان عرفان كان مهتمًا بالوصول إلى الأدلة التي كانت بحوزة تركيا بالفعل أكثر من انشغاله تقديم معلومات. وأضاف المسؤول أن "المدعي العام التركي طلب الحصول على الهواتف الخلوية لخاشقجي".

وبحث ترامب مع أردوغان الإجراءات التي ينبغي أن يتخذها الجانبان حيال مقتل خاشقجي، وقال إنه قد يصل إلى "رأي نهائي" في القضية بحلول الأسبوع المقبل، ومن ثم يصدر الرد الأمريكي وفقا لهذا الرأي.

وجرت المناقشات أثناء عشاء جمع عددًا من زعماء العالم لإحياء مئوية هدنة الحرب العالمية الأولى، أبرزهم ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان