إعلان

من هي السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة المستقيلة؟

07:48 م الثلاثاء 09 أكتوبر 2018

كتب – محمد الصباغ:

أعلنت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي استقالتها من منصبها، وشكرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على فترة عملها التي قاربت العامين، مشيرًا إلى أنها زادت من أهمية هذا المنصب بسبب جهودها بالمنظمة الدولية.

عيّن ترامب المرأة ذات الأصول الهندية في المنصب عقب دخوله البيت الأبيض في بداية عام 2017، وطالما دافعت بقوة عن الرئيس الأمريكي ودولة الاحتلال الإسرائيلي أمام أعضاء الأمم المتحدة، وآخرها حينما ضحك كثير من الحضور خلال خطاب ترامب بالجمعية العامة الشهر الماضي، لتعلن بعد ذلك أن الضحك كان إشارة إلى احترامهم لرئيس الولايات المتحدة.

نيكي هايلي ولدت في 20 يناير 1972 في بامبرج، بولاية ساوث كارولينا لعائلة هندية من السيخ تنحدر من إقليم البنجاب. وكان والدها أستاذا في الزراعة بجامعة البنجاب، ووالدتها حاصلة على شهادة القانون من جامعة دلهي.

هاجر الزوجان إلى كندا ومنها إلى أمريكا في نهاية الستينات، وأسست والدتها متجرا للملابس في عام 1976 باسم "إكزوتيكا الدولية".

اختيرت عام 1998 عضوة في مجلس إدارة غرفة التجارة في مقاطعة اورانجيبورج ومن ثم غرفة ليكسينجتون للتجارة في عام 2003. وفي العام نفسه أصبحت أمين عام لصندوق الرابطة الوطنية لصاحبات الأعمال لتصبح رئيسة الصندوق في عام 2004.

عملت في مجلس النواب عدة سنوات قبل أن تصبح حاكمة لولاية ساوث كارولينا، وباتت أول هندية أمريكية أو من الأقليات العرقية تتولى هذا المنصب، وخاصة في ولاية لها تاريخ طويل في الأزمات العرقية.

بعد الهجوم على كنيسة لأصحاب البشرة السمراء في تشارلستون خلال عام 2015، وجهت انتقادات للرئيس ترامب، وربما كانت الأخيرة له خلال الأعوام التالي.

وأسفر الهجوم الذي وصف بأنه الجريمة العنصرية الأسوأ في التاريخ الحديث للولايات المتحدة الأمريكية، عن مقتل تسعة مصلين بعدما فتح أحد الأشخاص النار على الحضور داخل كنيسة عمانوئيل التاريخية بالنسبة لأصحاب البشرة السمراء.

في نوفمبر 2016 أعلن ترامب عن رغبته في تعيينها سفيرة بالأمم المتحدة، وأرسل الترشيح إلى مجلس الشيوخ في 20 يناير حيث تم الموافقة عليه بـ 96 موافقة مقابل 4 رفض.

علقت هايلي على قرار تعيينها قائلة إنها قبلت عرض ترامب لأنها شعرت بالرضا عن الوضع الاقتصادي لولاية ساوث كارولينا، وإن الانتخابات الأخيرة في البلاد أحدثت "تغييرات مثيرة في أمريكا".

"دعم غير محدود لإسرائيل"

قدمت نيكي هايلي خلال فترة عملها بالأمم المتحدة الدعم القوي لإسرائيل ودافعت عن الدولة العبرية خلال اجتماعات مجلس الأمن أو الجمعية العامة، ووصل الأمر إلى تصريحها بأنها تدون أسماء الدول التي تعارض الولايات المتحدة وموقفها بشأن نقل سفارة واشنطن في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

عارض غالبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الأمريكي باعتباره مخالف للشرعية الدولية وهو ما جعل هايلي تهاجم الحضور وتقول إن بلادها قدمت الأموال للمنظمة الدولية ولا تنتظر مثل هذه المعاملة.

في مارس 2012، وخلال حضورها لمؤتمر اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة "آيباك" قوبلت بتصفيق حاد بعدما هادمت قرار مجلس الأمن الدولي ضد المستوطنات الإسرائيلية، ولتصريحها بأن "زمن مصارعة إسرائيل انتهى".

وصرحت آنذاك بالقول "أنا أحتذي حذاء ذا كعب عالٍ ليس كموضة، وإنما لأضرب به مجددًا في كل مرة يحدث فيها شيء غير صحيح"، في إشارة إلى ما وصفتهم بأعداء إسرائيل.

وأكدت هايلي في خطابها، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تختلف تمامًا عن إدارة باراك أوباما في كل ما يتعلق بإسرائيل، قائلة "يوجد عمدة جديد في المدينة".

واعتبرت إدانة مجلس الأمن الدولي للمستوطنات الإسرائيلية بأنه "ركلة في بطن" الأمريكييين

وفي يونيو من العام الماضي، زارت دولة الاحتلال الإسرائيلي، لتنشر السفارة الأمريكية في إسرائيل مقطع فيديو لها خلال الزيارة وهي تبكي بمدينة القدس المحتلة خلال زيارتها متحف لتخليد ضحايا الهولوكوست.

كما طالبت دائمًا الفلسطينيين بعدم الهجوم ضد أمريكا وشكوى واشنطن، بل توجيه اللوم للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك بعد رفضه التعامل مع الإدارة الأمريكية بسبب قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

"كلام رخيص"

هاجمت هايلي أيضًا الدول العربية وزعمت أنها لا تقدم الدعم الكافي للفلسطينيين، ولا يبذلون الجهد الكافي من أجل الوصول إلى السلام في المنطقة.

وقالت هايلي خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، في يوليو الماضي: "هنا في مجلس الأمن، على بعد آلاف الأميال عن الفلسطينيين الذي لهم احتياجات حقيقية، لا ينتهي الحديث باسمهم. وتدعي دولة بعد أخرى تضامنها مع الشعب الفلسطيني. ولو كانت تلك الكلمات تفيد المدارس والمستشفيات وشوارع بلداتهم، لما واجه الشعب الفلسطيني مثل هذه الظروف الصعبة التي نناقشها هنا اليوم. والكلام رخيص".

وتابعت: "لا توجد هناك أي مجموعة من الدول أكثر كلاما من جيران الفلسطينيين العرب وأعضاء آخرين في منظمة التعاون الإسلامي، لكن هذه الكلمات التي تنطق هنا في نيويورك لا تغذي ولا تمنح الملابس أو التعليم ولو لطفل فلسطيني واحد".

نيكي هايلي كانت مدافعة كبيرة عن إسرائيل ضد إيران أيضًا، ونادرا مع خلى خطاب من خطاباتها في الأمم المتحدة من الانتقادات والهجوم على الحكومة الإيرانية.

وبعد قبول الرئيس الأمريكية لاستقالتها، الثلاثاء، قال إنه سوف يستشيرها حول الشخص الذي سيشغل المنصب خلال الفترة المقبلة، ما يعني أن السياسة الأمريكية لن تتغير ولكن ستذهب هايلي لتأتي من قد يسير على نفس النهج أو قريب منه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان