إعلان

"الإيكونوميست": تناقض في التعاطي مع الإسلام بين الناطقين بالإنجليزية والفرنسية في الغرب

12:47 ص الأحد 07 أكتوبر 2018

لندن - أ ش أ:

علقت مجلة (الإيكونوميست) البريطانية على الطريقة التي تتعامل بها الديمقراطيات الغربية مع الإسلام؛ ورأت أن الدول الناطقة بالإنجليزية تختلف في تعاطيها مع الإسلام عن نظيرتها الناطقة بالفرنسية؛ فبينما يعتمد الإنجليز والأمريكان البراجماتية منهجًا في التعامل مع الإسلام، فإن الفرنسيين يميلون أكثر إلى التعصب.

وأكدت (الإيكونوميست) أن الدول الغربية تواجه - على صعيدَي شؤونها الداخلية والخارجية - تساؤلات معقدة بشأن الإسلام؛ وفي هذه المنطقة الدقيقة لا يمكن الفصل بشكل كامل بين تساؤلات السياسة الداخلية والخارجية، في ظل اهتمام الأمم الإسلامية في أوطانها بأحوال أبناء ديانتهم في الغرب على أصعدة الرفاهية والأحوال السياسية والدينية.

ورصدت المجلة مفارقة وتناقضا بين جبهتين في الغرب إزاء الإسلام: فقد انتهجت حكومتا الولايات المتحدة وبريطانيا، المائلتان إلى اليمين السياسي، نهجًا براجماتيا (نفعيا) في تعاملاتهما مع ثاني أكبر ديانة في العالم؛ أما في فرنسا، فقد أظهرت إدارة إيمانويل ماكرون -المنتمية إلى الوسط الراديكالي- ميلا إلى التعصب الأيديولوجي عبر التعهد بإعادة صياغة شكل الإسلام بحيث يتطابق تماما مع روح الجمهورية العلمانية (المدنية).

ورجحت (الإيكونوميست) أن يكون اعتقاد ماكرون هو أن "فَرْنَسة" العقيدة أو إضفاء الصبغة المحلية الفرنسية عليها كفيلة بتيسير قيام العلاقات فيما بين المسلمين وغير المسلمين من المواطنين الفرنسيين.
ويصرّ ماكرون - بحسب المجلة - على أن "فرنسا لا تجد مبررا في أن تلقى صعوبة مع الإسلام"، مؤكدا عزمه على إصلاح إدارة التعامل مع الإسلام في فرنسا بنهاية العام الجاري.
ونقلت المجلة عن شادي حامد، باحث معهد (بروكنز) في واشنطن، القول إن هدف ماكرون المعلن بشأن إعادة صياغة شكل الإسلام في فرنسا يشي بتدخل كبير في شؤون دين على نحو لا يمكن تصوّر حدوثه في الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالدستور.
ورأت (الإيكونوميست) أن مشكلات بعينها ستظهر - حال تعاطي أية دولة مهما كانت درجة علمانيتها - مع دين يعتنقه ملايين البشر بدرجات من التعصب (في طريقة تعاطي تلك الدول) وبأشكال عديدة مختلفة؛ فإذا وجدت الحكومة العلمانية نفسها تميل إلى مذاهب أو تفاسير تاريخية بعينها لهذا الدين على أساس أنها آمنة ويسهل التعايش معها، عندئذ تكون هذه الدولة على نحو ما قد ابتعدت عن كونها علمانية.
وخلصت المجلة إلى القول إن معظم الدول الحديثة تجد إشكالية لدى الخوض في شؤون عقائدية؛ غير أن تناغم المجتمع وأمنه كوحدة واحدة يتطلب من تلك الدول أن تجد حلا لتلك الإشكالية التي تواجه كلا من "البراجماتيين الأنجلوساكسون" و"الأيديولوجيين القاريين" على السواء.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان