قتل مدنيين وقصف مسجدين .. ماذا يحدث في "سوسة" السورية؟
كتبت – إيمان محمود:
على مدى ثلاثة أيام متواصلة؛ تعرّضت قرية "سوسة" الواقعة جنوب شرق محافظة دير الزور السورية، بنحو 140 كم، إلى قصف عنيف، من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والذي تسبب فيما أسمته الحكومة السورية بـ"مجازر".
وتعتبر السوسة رقعة جغرافية واقعة ضمن منطقة هجين التي تعد آخر جيب لتنظيم داعش في الأراضي السورية قرب حدود العراق.
وفي يوم الاثنين الماضي؛ خاضت قوات سوريا الديمقراطية اشتباكات عنيفة مع قوات تنظيم "داعش" الإرهابي، بدعم جوي من التحالف الدولي، وبعد يوم من الاشتباكات استطاعت انتزاع قرية "حاوي السوسة"، الملاصقة لبلدة السوسة.
ويُعتبر هذا الهجوم، ضمن آخر مرحلة من المعارك ضد مسلحي داعش شرق الفرات.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان "لليوم الثاني على التوالي تشهد بلدة سوسة أعنف الاشتباكات بين مقاتلينا وإرهابيي داعش بعد أن اقتحمت قواتنا البلدة منذ يوم أمس".
وجاء في البيان أن الاشتباكات المستمرة الحقت "خسائر كبيرة" في صفوف مسلحي داعش وسط "تقدم ملحوظ" للقوات المدعومة من واشنطن.
استهداف مسجدين
من جانبه؛ أعلن التحالف الدولي ضد الجهاديين في سوريا والعراق، الاثنين الماضي، أنه قصف في اليومين الأخيرين مسجدين قال إن مقاتلي تنظيم داعش أقاموا فيهما مركزي قيادة ومراقبة في قرية السوسة، في شرق سوريا.
وقال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في بيان إنه دمّر "عدة مبان استخدمها داعش لشنّ هجمات ضد حلفاء قوات سوريا الديموقراطية في سوسة"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضح التحالف أن "أحد تلك المباني كان مسجدًا استُخدم كموقع دفاعي ومركز قيادة"، مشيرًا إلى مقتل عدة جهاديين كانوا يطلقون النار على مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف عربي كردي مدعوم من الولايات المتحدة.
وهو المسجد الثاني الذي يستهدفه التحالف في غضون أربعة أيام بزعم انه يستخدم كمركز عسكري.
وأكد المتحدث باسم التحالف الكولونيل شون راين، أن غارة للتحالف، الخميس الماضي، استهدفت مسجدا حوّله الجهاديون "مركزا للقيادة والمراقبة"، موضحًا أن "12 ارهابيا" من التنظيم قتلوا في الغارة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن غارة الخميس الماضي، أسفرت عن مقتل 18 مدنيا بينهم سبعة اطفال، ينتمون جميعا الى عائلات مقاتلي التنظيم المتطرف الذي قتل 11 من عناصره.
فيما أقرّ المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل روب مانينج، بأن دور العبادة محمية عامة باتفاقيات جنيف "إلا إذا تم استخدامها لغايات عسكرية".
وتابع المتحدث "عندما تعمّد تنظيم داعش استخدام هذا المبنى وجعله مركزًا للقيادة والمراقبة أسقط عنه صفة المبنى الذي يخضع للحماية".
وفي المقابل أكد التحالف أن من كانوا بداخل المسجدين هم جهاديون.
وقال مسؤول عسكري أن ثلاثة كيلومترات على الأقل تفصل بين المسجدين.
واتهم الجنرال مانينج جهاديي التنظيم بتحويل المسجدين إلى "هدفين عسكريين"، مضيفا "إنّهم أشرار ومتوحشون، ليس لديهم أي أخلاق ولا مشكلة لديهم في تعريض المدنيين للخطر".
إدانة حكومية
بدورها؛ قالت وكالة أنباء "سانا" الحكومية الرسمية، إن طيران التحالف الدولي ارتكب "مجازر" قتل فيها 62 مدنيًا من أهالي قريتي السوسة والبوبدران في منطقة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
ونقلت الوكالة عن مصادر أهلية، أن طائرات تابعة لـ"التحالف الدولي" الذي يزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي نفذت عدة غارات على الأحياء السكنية في قرية السوسة ومحيطها بريف دير الزور الجنوبي الشرقي ودمرت أحداها أحد منازل المواطنين وذلك بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة من قبل مجموعات قسد على القرية.
وأضافت أن "غارات التحالف الدولي تسببت بارتقاء شهداء ووقوع جرحى بين المدنيين وحدوث أضرار مادية كبيرة بالمنازل والممتلكات".
فيديو قد يعجبك: