إعلان

القذافي.. كيف غير الزعيم السابق معالم ليبيا؟

04:33 م الأحد 21 أكتوبر 2018

معمر القذافي

كتبت- هدى الشيمي:

شهدت الجماهيرية الليبية الكثير من التحولات والتغيرات، منذ استقلالها عن إيطاليا في مطلع الخمسينات، وإقامة "المملكة الليبية" التي حكمها الملك إدريس الأول، حتى قامت ثورة الفاتح بزعامة الملازم الأول، وقتذاك، مُعمّر القذافي، والذي حكم البلاد قرابة 40 عامًا، وتحل ذكرى وفاته السابعة، اليوم السبت.

بعد ترأسه للانقلاب غير الدموي والذي أطاح بالملك إدريس الأول، قرر القذافي استبدال الدستور الليبي بنظريته العالمية الثالثة، التي نشر مبادئها في الكتاب الأخضر، وغير ملامح البلاد تمامًا، فقام بالعديد من الاصلاحات التي رافقها القمع الشديد وتضيق الخناق على المعارضة.

سياسة الحكم

طرأ تغيير كبير على سياسة وأسلوب الحكم في ليبيا عقب انقلاب القذافي، الذي جرى في أواخر الستينات، فتحولت البلاد من مملكة فيدرالية إلى جماهيرية اشتراكية.

المملكة الاتحادية

كانت ليبيا، قبل انقلاب القذافي، مملكة دستورية اتحادية، يعد الملك فيها رأس النظام، وكان المسؤول عن تعيين ولي عهد خلفًا له، وكان الجهاز التنفيذي للحكومة مكون من رئيس مجلس الوزراء، والذي يعينه الملك، ولكنه يُسئل أمام مجلس الأمة الذي يتألف من مجلس الشيوخ ومجلس النواب.

حمل مجلس الوزراء، خلال فترة حكم الملك، على عاتقه مسؤولية توجيه الشؤون الداخلية والخارجية، وإذا صدر قرار بإقالة رئيس الوزراء من منصبه، فإن حكومته بأكملها ستُقال أيضًا.

تألف مجلس النواب الليبي، قبل انهيار المملكة، من ثمانية ممثلين عن كل من الولايات الثلاث، وينتخب المجلس بدوره وكيلين وتُعرض النتيجة على الملك للتصديق عليها، وعليه يتم تعيين الرئيس وانتخاب الوكيلين لمدة سنتين، ويسمح الدستور بإعادة تعيين الرئيس وانتخاب الوكيلين.

النظام الجماهيري

وعقب الانقلاب بسنوات، في عام 1977 بالتحديد أصبحت ليبيا رسميًا الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية، إذ أعلن القذافي تسليمه السلطة إلى اللجان الشعبي، وقال، وقتذاك، إنه لن يكون أكثر من رئيس صوري. وأصبحت بذلك أول جماهيرية في التاريخ.

والجماهيرية هي النظام الذي يحكم فيه الناس أنفسهم دون وصاية، عن طريق المؤتمرات الشعبية الأساسية، ويقسم الناس في كل منطقة إلى مؤتمرات شعبية أساسية، وتجتمع المؤتمرات الشعبية سنويًا في دورة لوضع الأعمال، ودورة لمناقشته، ودورة لمناقشة القضايا المحلة في إطار الشعبي الأساسي.

وقال منتقدو القذافي إنه لم يسمح بالمعارضة السياسية في النظام الجديد، واتخذ إجراءات عقابية لمحاسبة أي شخص يعارضه أو ينتقد نظامه الجماهيري، بما في ذلك عقوبة الاعدام.

وفي ذلك الوقت بات الكتاب الأخضر، الذي ألفه القذافي بنفسه ويستعرض فيه أفكاره حول أنظمة الحكم، دستور غير مُعلن يتم تسيير أمور البلاد من خلاله.

إصلاحات اجتماعية

وعقب الانقلاب، أطلقت حكومة مجلس قيادة الثورة عملية لتوجيه الموارد لتوفير التعليم، وتقديم الرعاية الصحية والاسكان الجميع، كما أفادت تقارير بارتفاع دخل الفرد، وقتذاك، إلى أكثر من 11 ألف دولار، ليصبح الليبي يحصل على أعلى دخل للفرد في أفريقيا.

وقامت حكومة الزعيم الليبي الراحل بعدة اصلاحات، من بينها ذلك الخاص بالتعليم الحكومي، فجعلته مجانيًا، وبات التعليم الأساسي الزاميا للجنسين.

السياسة الخارجية

أصبحت ليبيا عضوًا في جامعة الدول العربية عام 1953، أي بعد عامين تقريبًا من تأسيس المملكة، وفي العام ذاته أبرمت معاهدة صداقة وتحالف مع المملكة البريطانية، حصلت بفضلها على عدد كبير من المساعدات المالية والعسكرية، كما أنها انتهجت سياسة خارجية تقوم على إقامة علاقات قوية مع الغرب.

كما أنها سعت جاهدة إلى تأسيس علاقات قوية اقتصادية قوية مع جيرانها، ودعمت حركات الاستقلال في المغرب والجزائر.

أما فيما يتعلق بدورها في النزاع العربي الإسرائيلي، والذي كان على أشدّه في أواخر الخمسينات وأول الستينيات، فلم يكن لها دور قويًا، ولم تتخذ أي خطوة تُذكر، ولكنها قدمت دعمًا كبيرًا من عائدات النفط لمساعدة مصر وسوريا والأردن بعد هزيمة يونيو 1967.

الانفتاح على العالم

أعلن الزعيم القذافي دعمه للحركات المتمردة من بينها المؤتمر الوطني الأفريقي، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والجيش الجمهورية الأيرلندي، وجبهة البوليساريو في الصحراء الغربية، وساند ثورة المسلمين في تشاد ضد حكم الأقلية المسيحية التي أقامها الفرنسيون، ودعم المسلمين في جنوب الفلبين، ما ترتب عليه تدهور العلاقات بين طرابلس والعديد من البلاد.

علاوة على ذلك، أيد القذافي باكستان في حربها ضد الهند عام 1971، وأعرب عن رفضه لاستقلال بنجلاديش.

وكرس القذافي جهوده، في عام 1974، لتعزيز العلاقات الليبية والسوفيتية، وأبرمت الحكومتان اتفاقيات صداقة وتسليح.

وفي إطار جهوده للانفتاح على العالم، عمل القذافي على توطيد علاقة بلاده بالدول العربية، فعقد عدة اتفاقات ومواثيق مع الحكومات العربية، من بينها ميثاق طرابلس بين ليبيا ومصر والسودان، والاتفاق على قيام اتحاد الجمهوريات العربية الثلاث ما بين ليبيا ومصر وسوريا، واتفاق وجدة مع تونس لقيام اتحاد بين الدولتين، وكان له دور مهم في توقيع ميثاق الاتحاد الإفريقي عام 2002.

حددت حكومة القذافي عدة أهداف عملت على تحقيقها في الفترة ما بين عام 1969 وحتى عام 1992، وكان أهمها العمل على تحقيق حلم الوحدة العربية، ومقاومة الإمبريالية الغربية بكافة أشكالها، وملاحقة التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا، ودعم النُّظُم والحركات الثورية في العالم الثالث.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان