"عمل مع خاشقجي في لندن" ولُقب بـ "الوجه المظلم".. من هو ماهر المطرب؟
كتب - هشام عبد الخالق:
نقلت وكالة رويترز للأنباء، عن مصدر سعودي لم تكشف هويته أن المسؤول الذي تشاجر مع الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية أوائل أكتوبر، "ذهب لمقابلته بعد ظهور مؤشرات على إمكانية عودة (خاشقجي) للبلاد".
ونقلت قناة العربية السعودية عن رويترز، إن الاختيار وقع على الضابط السعودي ماهر عبد العزيز المطرب لعملية التفاوض مع خاشقجي للعودة إلى أرض الوطن، "لأنه عمل مع خاشقجي في لندن".
فمن هو المطرب؟
ماهر عبد العزيز المطرب من مواليد عام 1971، ويعمل برتبة عقيد في الاستخبارات السعودية، وسبق أن عمل في السفارة السعودية بلندن سنتين، وبعدها غادر.
وورد ذكر اسم مطرب في كثير من وسائل الإعلام التركية، باعتباره أحد أعضاء الفريق المكون من 15 سعوديًا والمشتبه في دخولهم وخروجهم من اسطنبول يوم اختفاء خاشقجي.
وقال أحد المدربين الأوروبيين لـ "بي بي سي" بوصفه أحد أعضاء الفريق الذي درب مطرب على القرصنة التكنولوجية، إنه قدم إليه بوصفه "عميلا في الاستخبارات الأمنية".
وقال المدرب الذي لم يكشف عن هويته: "إن التدريب شمل عدة مواضيع مثل إصابة أجهزة كمبيوتر الشخصيات المستهدفة بفيروسات لغرض التجسس والحصول على معلومات عن تلك الشخصيات، وهذه المعلومات تشمل كل شيء عنها من تحديد أماكنها ومعرفة محادثاتها عبر التنصت من خلال ميكروفون الجهاز نفسه وكشف صورها وملفاتها وبريدها الإلكتروني وشبكة اتصالاتها وكل شيء متعلق بها".
وأضاف المدرب أن "مطرب قضى أسبوعين عام 2011 يتلقى التدريب حول استخدام التكنولوجيا التي توفرها شركته للحكومة السعودية حتى تستطيع تنفيذ هجمات على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بمواطنيها".
وأوضح المدرب أن مطرب كان، خلال التدريب الذي جرى في مجمع عسكري بضواحي الرياض، "يأتي ويذهب، وكنا نطلق عليه الوجه المظلم لأنه كان دائم العبوس، وكان يلتزم الصمت دائما".
وحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد نقل عن مصدر موثوق قوله: "إن الضابط رفيع المستوى مقرّب من الدائرة الداخلية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان".
وقالت السعودية في وقت مبكر السبت إن تحقيقاتها الأولية أظهرت أن خاشقجي توفي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (واس)، عن النائب العام السعودي قوله في بيان إن "المناقشات التي تمت بين المواطن جمال خاشقجي وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدى إلى وفاته".
وأوضح البيان أن النيابة العامة في السعودية تباشر تحقيقاتها مع 18 سعوديا موقوفا. وشدد النائب العام على "محاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة".
كما أمر الملك سلمان بن عبد العزيز بإقالة مسؤولين بارزين في جهاز المخابرات العامة السعودي ومستشار الديوان الملكي سعود القحطاني، كما أمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق".
كان خاشقجي قد شوهد اخر مرة وهو يخطو داخل القنصلية في الثاني من أكتوبر. ونفت السعودية في بادئ الأمر التعرض له أو قتله وقالت في البداية إنه غادر المبنى دون أذى، وذلك بعد أن نقلت تقارير صحيفة عديدة عن مسؤولين أتراك قولهم إن خاشقجي قتل داخل القنصلية السعودية.
وأثار اختفاء خاشقجي اهتمام المجتمع الدولي، إذ طالبت الولايات المتحدة والدول الغربية والأمم المتحدة بتحقيق شفاف وعلني لكشف ملابسات اختفاء الصحفي السعودي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست.
فيديو قد يعجبك: