"خرج ولم يعد": خاشقجي.. صديق "بن لادن" الذي حيّر اختفاؤه العالم
كتبت- رنا أسامة:
ما يزال الغموض يكتنف واقعة اختفاء الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، الذي فُقِد أثره منذ أكثر من أسبوع بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول للحصول على أوراق لإتمام زواجه بخطيبته التركية خديجة جنكيز، فيما تتمسّك الرياض وأنقرة بروايتيهما المتناقضتين عن مكان وجوده، لكن بدون أدلة قاطِعة تفك لغز اختفاء كاتب الرأي لدى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
التضارب سيد الموقف مع توارد سيل من التقارير المتناقضة التي يزعم بعضها أن خاشقجي نقل إلى مكان غير معلوم بالرياض، ويدّعي بعضها الآخر أنه قُتل في اسطنبول؛ إذ تعتقد السلطات التركية أنه "اُغتيل بأوامر عُليا داخل القنصلية السعودية باسطنبول الأسبوع الماضي وأن جثته نقلت خارج مبنى القنصلية".
في المقابل، تنفي السعودية ذلك بشدة وتقول إن خاشقجي "غادر القنصلية بعد دخوله إيّاها بفترة وجيزة يوم الثلاثاء الماضي"، واصِفة تقارير اختطافه واغتياله بأنها "زائفة ولا أساس لها من الصحة". وسمحت للسلطات التركية بتفتيش قنصليتها باسطنبول في إطار التحقيقات الجارية حول اختفاء خاشقجي الذي كان يعيش في الولايات المتحدة. كما أرسلت فريقا سعوديا للمشاركة في التحقيقات.
في تلك الأثناء، تتعاون عائلة خاشقجي مع السلطات السعودية لكشف مُلابسات الأمر، مؤكّدة رفضها استغلال القضية للزجّ باسم العائلة لصالح أجندات مُسيئة للمملكة، فيما أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستُحقّق في الواقعة بشكل مُفصّل ومن كافة الجوانب.
عُرِف خاشقجي (59 عامًا) بوفائه للدولة السعودية وتأييده لسياستها، إلا أنه أنه مؤخرا تحول إلى الدفة الاخرى وبدأ في توجيه انتقادات لسياسات الرياض، خاصة بعد أن انتقل للعيش في الولايات المتحدة منذ أكثر من عام. وفي مقابلة سابقة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قال خاشقجي "لا أظن أن بإمكاني العودة إلى بلدي".
منذ سبتمبر 2017، دأب خاشقجي على الإعلان عن آراءه ومواقفه اللاذعة من سياسات المملكة في مقالات رأي لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية. أولّها حمل عنوان (السعودية لم تكن قمعية إلى هذا الحد.. حاليًا غير مُحتملة)، مُتحدثًا عما وصفها ب"حملة اعتقالات واسعة" طالت عددًا من المثقفين ورجال الدين في المملكة.
بعد اختفاء خاشقجي، تركت الصحيفة "مساحة شاغرة" في صفحة الرأي خاصّتها ضمن الجزء الذي كان مُخصّصًا لمقالات خاشقجي. وكتبت "هذا العمود كان من المفترض أن يكون مكتوبا من قِبل جمال".
درس جمال أحمد حمزة خاشقجي، المولود في المدينة المنورة عام 1958 لأسرة ذات أصول تركية، الصحافة بجامعة إنديانا الأمريكية. وبدأ حياته المِهنية مراسلًا بعدد من الصحف العربية اليومية والأسبوعية بينها "سعودي جازيت".
حاز شهرة واسعة بعد تغطيته أحداث أفغانستان والجزائر والكويت والسودان والشرق الأوسط بين أعوام 1991 إلى 199.
تولى منصب نائب رئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" في أواخر التسعينات لمدة 4 أعوام.
وفي 2004، عُيّن رئيسًا لتحرير صحيفة "الوطن" اليومية السعودية. وبعد 52 يومًا أُقيل من منصبه دون إيضاح الأسباب. في العام ذاته، عمل مستشارًا إعلاميا للأمير تركي الفيصل، الذي تولّى منصب سفير المملكة في بريطانيا والولايات المتحدة.
إضافة إلى ذلك عمل معلّقا سياسيا بعدد من القنوات السعودية والعربية، بينها القناة السعودية المحلية ومحطتيّ "إم بي سي" و"بي بي سي" وقناة الجزيرة القطرية.
يُعد خاشقجي أول من التقط صورة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أفغانستان، وأجرى مقابلات خاصة معه قبل وقوع هجمات 11 سبتمبر2001. في حوار سابق مع صحيفة "الجزيرة" السعودية، قال: "نعم كنت صديقًا لأسامة بن لادن".
وفي يناير 2015، أعرب عن استعداده استضافة زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي وإجراء حوار معه في قناة "العرب" التي كان يمتلكها الأمير الوليد بن طلال والتي سُرعان ما أُغلِقت بدون سبب واضح.
فيديو قد يعجبك: